منظمة حقوقية تلاحق المعارض السوري أسعد الزغبي... قضائيا

تتابع منظمة حقوقية إعداد ملف للتقدم بدعوى قضائية بحق الضابط السوري المنشق، أسعد الزعبي. وتنطلق دعوى المنظمة، التي يرأسها الدكتور آلان جان أموني، مما تعتبره خطاباً يحض على الكراهية بين الشعبين الكردي والعربي، مفاده أن "مجازر" الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد الشعب الكردي مثال يُحتذى. 

وتعمل المنظمة على جمع الأدلة والمعلومات للملاحقة القانونية في مؤسسات قضائية دولية. 

تحقيق دولي 

وذكر المرصد السوري أنه في 2 سبتمبر (أيلول) سيُعقد في باريس مؤتمر صحافي للحديث عن هذه القضية المهمة، مطالباً بفتح تحقيق دولي في تهمة التمييز العنصري والتحريض على الكراهية، إضافة إلى تأييد جرائم الإبادة.  

وجاء في بيان المرصد السوري أن "خطاب الزعبي يرقى إلى جريمة دولية يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ويتعارض مع دعوات لجنة القضاء على التمييز العنصري المنبثقة عن الأمم المتحدة". 

حركات انفصالية 

في المقابل، لا يستغرب الزعبي انطلاق الحملات الإعلامية ضده، ويعتبرها "هجوماً على الثورة السورية وافتراءً عليه بسبب موقفه الرافض للحركات والتنظيمات الانفصالية في سوريا". 

ويعتبر المعارض الزعبي، الذي ترأس سابقاً أحد وفود المعارضة السورية لمؤتمر جنيف (3)، أن تفسير كلامه "اصطياد في الماء العكر في مستنقع من الدماء"، حسب قوله. 

وأضاف "هذا ما يجعل الأكراد العقلاء يقفون ضد دعاوى التقسيم والانفصال تحت يافطات الفيدرالية والحكم الذاتي، ويعلنون رفض التنسيق مع النظام لإفشال ثورة الشعب". 

وجاء في بيان أصدره المعارض الزعبي رداً على ما أثير حوله من ردود فعل "لن تفلح محاولات التشويه بأن توسّع دائرة الفتنة بين مكونات الشعب السوري، حيث نريد أن تبقى التعددية مصدر قوة ونرفض أن تكون مصدر ضعف وتفرقة". 

حشرات ومبيد  

وكان المعارض السوري أسعد الزعبي نشر على صفحته الرسمية على حسابه بموقع "تويتر" تغريدةً هاجم فيها من وصفه بـ"التنظيم الإرهابي والحشرات". 

وأضاف "لا داعي لاستخدام مبيدات لهذه الحشرات، يكفي أن تقول كلمة صدام، سرعان ما تختفي، لذا ظهورها يجعلنا نترحم على صدام". 

تفاوت الردود 

وتفاوتت الردود المنتقدة كلام الزعبي بحق الأكراد، فراوحت بين التهجم على شخصه والدعوة إلى التعقل وإتاحة المجال للقانون. 

وقال ريناس سينو، العامل في المجتمع المدني الديمقراطي "لا يستحق الردّ عليه، إن ما يستحقه هو وغيره ممن يحملون الفكر نفسه هو بناء ملفات قضائية بحقهم، على أمل أن تتم محاكمتهم يوماً ما بسبب تحريضهم على الكراهية". 

ونشر سينو على صفحته الشخصية في فيسبوك "هو بالتأكيد لا يمثل كل المعارضة، ولكن لا يمكن إنكار أنه صانع قرار ذو تأثير في الوسط المعارض، لذلك على المعارضة وضع إجراءات مساءلة فيما يتعلق بالتحريض على الكراهية". 

وسبق أن صرّح الزعبي بكلام اعتبره الكرد تهجماً عليهم. وذكر الدكتور ولّات محمد أن للزعبي تصريحات سابقة، ومنها ما قاله من "أن الكرد في ظل النظام السوري كانوا يحلمون بأن يحصلوا على وثيقة تثبت أنهم بني آدمين". 

والزعبي كان قبل انشقاقه عن الجيش السوري طيار برتبة عميد ركن مجاز، وشغل مناصب عدة، منها رئيس جناح القوى الجوية في الأكاديمية العسكرية السورية، ومستشار وأحد قادة الجبهة الجنوبية.