Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وثيقة جدة" تصحح صورة المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة

اختتام المؤتمر الدولي حول النساء في الإسلام تحت عنوان "المكانة والتمكين" ووزير الخارجية السعودي يشيد بتضحيات الفلسطينيات

تضمن المؤتمر خمس جلسات عمل يناقش خلالها وزراء ومسؤولون وعلماء ومفكرون مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام وآفاق تمكينها في التعليم والعمل (منظمة التعاون الإسلامي)

ملخص

المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام أكد أن "الدين الحنيف لا يقر العنف ضد النساء، ولا يقر امتهانها وابتذالها، ولا يقر الاتجار بها ولا بسمعتها ولا عرضها ولا جسدها"

يختتم اليوم في مدينة جدة غرب السعودية المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام تحت عنوان "المكانة والتمكين" الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي، ويهدف إلى تسليط الضوء على نجاحات المرأة المسلمة وإبراز دورها وإسهاماتها في التنمية والرد على الشبهات والمغالطات التي تنتقص من حقوقها، وتأكيد أن التعاليم الإسلامية كثيراً ما أنصفت المرأة بمشاركة سيدات مسلمات يترأسن وفود عدد من الدول وغيرهن من ذوات المناصب العليا في العالم الإسلامي.

وتضمن المؤتمر خمس جلسات عمل يناقش خلالها وزراء ومسؤولون وعلماء ومفكرون مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام وآفاق تمكينها في التعليم والعمل، إضافة إلى مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة في المجتمعات المعاصرة.

إبراز الصورة المشرقة

قال أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي قطب سانو لـ"اندبندنت عربية" إن "أهمية إقامة المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام تأتي في ظل حاجتنا إلى إبراز الصورة المشرقة للإسلام في تعاليمه وتشريعاته ومبادئه وأحكامه، وبخاصة في القضايا التي تتعلق بالمرأة". وأضاف أن "المرأة في الإسلام هي الأم والابنة والأخت والزوجة والشريكة، والحاجة إلى إبراز الصورة المشرقة فيه رد على الشبهات التي تثار على أن الإسلام لا يحترم المرأة، ونريد أن نثبت إن الدين الإسلامي سبق كل التشريعات في مجال تكريم المرأة ودعوتها للمشاركة الفاعلة في الحياة العملية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية". وتابع "تأتي هذه الفعاليات العالمية في بلد يعد المرجع بالنسبة إلى الأمة الإسلامية، وما يقوله عن الإسلام لا يستطيع أحد أن يعترض عليه، وهي رمزية مهمة في المرجعية الدينية بجميع القضايا، بخاصة قضايا المرأة وحقوقها وواجباتها، فهي شريكة الرجل في البناء والتعمير والتنمية والتقدم".

ممارسات جائرة 

وذكر سانو أن "هناك ممارسات جائرة تمارس في حق المرأة وتسيء إلى مكانتها في الإسلام، مثل العادات التي تمنعها من المشاركة والعمل وإبداء رأيها، وتمنعها من التعليم، ومن حقوقها البسيطة، وهذه الممارسات نريد أن نبرزها من خلال النصوص الشرعية، وهنالك بعض الممارسات وبعض العادات والقوانين الجائرة التي تخالف هذه النصوص، والإسلام منها بريء". واستطرد "الإسلام لا يقر العنف ضد المرأة، ولا يقر امتهانها وابتذالها، ولا يقر الاتجار بها ولا بسمعتها ولا عرضها ولا جسدها. كل تلك الأمور نريد أن نبرزها، وأن الإسلام دين وسط أنقذ المرأة في وقت لم تكن فيه هذه الدساتير والقوانين، وكل التشريعات التي نسمعها".

وثيقة جدة للمرأة 

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، إن "التحديات المختلفة والمضاعفة التي تواجهها المرأة في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة، من عنف وفقر وخوف وتهميش وغياب للرعاية الصحية والتعليمية لأطفالها يحتم علينا العمل الجاد في سبيل حماية ودعم هذه الفئات الأكثر تضرراً وضعفاً". وأضاف في كلمته "نجتمع اليوم في ظل ظروف عصيبة تعيشها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تحت الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية في ظل صمت وتقاعس المجتمع الدولي عن الاضطلاع بواجباته ومسؤولياته لوقف التصعيد وحقن الدماء وضمان الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن وزير الخارجية السعودي عن الوثيقة الرسمية للمؤتمر بعنوان "وثيقة جدة للمرأة في الإسلام" التي ستغطي حقوق المرأة في الإسلام، وستكون وثيقة مرجعية قانونية وتشريعية وفكرية تسهم في تحقيق التمكين واقعاً معاشاً في المجتمعات الإسلامية.

وأشار إلى أن المرأة المسلمة تواجه عديداً من التحديات والمضايقات والتمييز في بعض الدول الأخرى في ظل موجة من التشريعات المقيدة لحقوقها في ارتداء الحجاب وغيرها جراء وطأة "الإسلاموفوبيا"، وهو ما يخالف ما نصت عليه اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979م.

المرأة الفلسطينية

وأعرب وزير الخارجية عن "إدانة السعودية بأشد العبارات لما تتعرض له المرأة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني من انتهاكات وممارسات غير قانونية وجرائم ضد الإنسانية على يد آلة الحرب الإسرائيلية، ونثمن ونشيد بدورها المحوري وتضحياتها الكبيرة في سبيل عدالة قضيتها".

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إن "هذا المؤتمر يأتي في ظرف دموي يتعرض فيه الفلسطينيون لعدوان إسرائيلي غاشم، وأن المرأة، وبخاصة الغزية تمثل مع الأطفال وكبار السن وغيرهم من المدنيين الأبرياء، والعدد الأكبر من الضحايا تحت ركام الصمت والأسى الحلقة الأضعف أمام هذا القصف". وأكد أن "ما يجري في غزة مأساة لم تتوقف وتضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة تفرض نفسها على مداولات المؤتمر وتحث على تكثيف الجهود لتعرية هذه الهمجية والدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية والفلسطينيين والمسجد الأقصى في قضية لا يمكن فيها فصل الإنسان عن الأرض أو الأرض عن واقع الاحتلال".

وشددت رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة الدورة الثامنة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة مايا مرسي على ضرورة مراعاة حقوق المرأة الإنسانية في جميع المناقشات والمحادثات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومنحها أولوية كبرى للخروج بحلول تخفف معاناتها، معتبرة أن تصفية القضية الفلسطينية هي تصفية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب والحق في الحياة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات