Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهر على حرب غزة ولا تزال صور الموت تطارد الجميع

بالنسبة إلى الفلسطينيين عاد النزوح الجماعي والقتل يطال عائلات بأكملها والإسرائيليون يعيشون في رعب

ملخص

تتوالى مشاهد آلاف القتلى والجرحى والنازحين في غزة بين أنقاض شوارع وأحياء دمرت بكاملها.

بعد شهر من الصدمة التي أحدثها الهجوم الدامي غير المسبوق لحركة "حماس" على إسرائيل واندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة، لا تزال مشاهد الموت والعنف ترعب الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتلازم صور جثث المدنيين المشوهة والمتفحمة التي عثر عليها في الكيبوتسات الـ25 والبلدات المتاخمة لقطاع غزة التي هاجمتها "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الإسرائيليين وتقض مضاجعهم مسألة احتجاز أكثر من 240 رهينة لدى "حماس" لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم.

في قطاع غزة المحاصر الذي يبلغ طوله 41 كيلومتراً ويتراوح عرضه بين ستة و12 كيلومتراً ويتكدس فيه 2.4 مليون شخص، تتوالى مشاهد آلاف القتلى والجرحى والنازحين بين أنقاض شوارع وأحياء دمرت بكاملها في القصف الذي تشنه إسرائيل رداً على الهجوم بعد أن تعهدت بـ"سحق" حماس.

الأرض تحترق

وكتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية هذا الأسبوع "الأرض تحترق"، بينما قالت صحيفة "القدس" الفلسطينية الواسعة الانتشار "غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأبرياء".

وقتل نحو 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، معظمهم من المدنيين، ومعظمهم في اليوم الأول من هجوم "حماس"، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقتل ما يقارب 9500 شخص، معظمهم من المدنيين أيضاً، منذ السابع من أكتوبر جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتزداد المخاوف من توسع الحرب، فقد حذرت إيران، حليفة "حماس" و"حزب الله" في لبنان، من أن الوضع في الشرق الأوسط الذي تحول إلى "برميل بارود" قد يصبح "خارجاً عن السيطرة"، وفق تعبير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي أضاف أن المجموعات الموالية لإيران قد لا يبقون "صامتين إزاء الجرائم" في قطاع غزة.

ورد عليه مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بالقول، إن "أعضاء شبكة التهديد الإيرانية يصعدون هجماتهم على نحو قد يدفع المنطقة إلى الحرب".

تعزيزات على الحدود الشمالية

وفي هذا السياق المتفجر، نشر الإسرائيليون تعزيزات على حدودهم الشمالية تحسباً لدخول "حزب الله" المدعوم من إيران الحرب على نطاق أوسع، علماً أن الحزب يتبادل يومياً إطلاق النار مع إسرائيل من جنوب لبنان منذ بدء الحرب.

وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة وأرسلت مستشارين عسكريين إلى إسرائيل، كما أمر الرئيس جو بايدن السفن الحربية الأميركية بالاقتراب من سواحل إسرائيل.

وقال الباحث الإسرائيلي آفي ميلاميد لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "حزب الله قادر على إشعال المنطقة"، مشيراً إلى أن "لديه قدرة عسكرية أكبر بـ10 مرات من قدرة حماس (...) ويمكنه إلحاق أضرار جسيمة بدولة إسرائيل".

وقال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الجمعة، "كل الخيارات مطروحة" أمام توسع الجبهة اللبنانية إلى "حرب كاملة" مع إسرائيل، محملاً الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب في غزة.

بعد هذا الخطاب، أكد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر لشبكة "بي بي سي" أن "نزاعاً إقليمياً أوسع" تم "تفاديه" في هذه المرحلة.

لكن التهديدات تتوالى، فقد توعد المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران، بـ"تنفيذ الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

في الضفة الغربية المحتلة، تتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين وجنود أو مستوطنين إسرائيليين وقد تسببت منذ بدء الحرب بمقتل أكثر من 120 فلسطينياً. وأكد الجيش الإسرائيلي استعداده لمواجهة انتفاضة في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

منذ السابع من أكتوبر الماضي، انهارت أسطورة "القلعة المنيعة" التي تشكلها إسرائيل مع انهيار الجدار الفاصل مع قطاع غزة الذي اخترقه عناصر "حماس" يوم الهجوم غير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية. وحل الخوف.

بالنسبة إلى الفلسطينيين، عاد النزوح الجماعي والموت الذي يطاول أطفالاً وعائلات بكاملها.

وقالت الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم أعد أنام"، معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله "البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".

نكبة ثانية

وقال عمر عاشور، وهو فلسطيني من غزة كان عمره ثماني سنوات عام 1948، "أخشى أن يكون تدمير المنازل هدفه نكبة ثانية عبر تهجير الناس ضمن مخطط واضح حتى لا تجد الناس مكاناً تسكن فيه".

قبل 75 عاماً، أجبرت "النكبة" 760 ألف فلسطيني على النزوح، بحسب الأمم المتحدة، بعد أول حرب عربية إسرائيلية في مايو (أيار) 1948.

ولا يلوح في الأفق حتى الآن أي وقف محتمل لإطلاق النار.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس، هذا لن يحصل"، متعهداً "القضاء" على الحركة الفلسطينية.

وتوعد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، بأن تصبح غزة "مقبرة للعدو ومستنقعاً لجنوده وقيادته السياسية والعسكرية"، بينما تدور معارك على الأرض في نقاط عدة داخل قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس".

وقال أستاذ القانون في الجامعة العبرية في القدس كلود كلاين لوكالة الصحافة الفرنسية "احتمال التوصل إلى تسوية سلمية بعيد جداً. لا أرى أي بارقة أمل".

وأضاف "ما حدث في السابع من أكتوبر عزز مقولة الذين يقولون في إسرائيل إنه لا يوجد محاورون للبحث في السلام" بين الفلسطينيين.

وقال الوزير الفلسطيني السابق والأستاذ في جامعة بير زيت غسان الخطيب، "التطرف تعزز لدى طرفي النزاع وأدى إلى التشكيك العميق بالحل السلمي". وأضاف "توقفت عن الإيمان بحل الدولتين قبل السابع من أكتوبر بفترة طويلة".

لكن الولايات المتحدة التي تناست لسنوات طويلة مسألة حل الدولتين، عادت لتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، بعد اشتعال الحرب الأخيرة، كما جددت دول عربية عدة تأكيدها على ألا حل في الشرق الأوسط بلا إقامة دولة للفلسطينيين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات