Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل ترحل عمال غزة وتقطع "كل الصلات"

تؤكد المنظمات الحقوقية غير الحكومية في تل أبيب أن ما تعرضوا له غير قانوني

ملخص

احتجزت إسرائيل عمال غزة العالقين في أراضيها نحو 28 يوماً في معاقل تكتمت على أماكنها

قبل أن تسمح إسرائيل لعمال غزة الذين كانوا يعملون في أراضيها بالدخول إلى القطاع احتجزتهم 28 يوماً وفرضت عليهم قيوداً مشددة، ثم أعادتهم إلى المدينة التي تحاصرها منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقبل بدء القتال العسكري كانت إسرائيل تسمح لأكثر من 18 ألف عامل من غزة بدخول أراضيها بهدف العمل بحسب تفاهمات سابقة جرت مع حركة "حماس".

 

آخر خيط

وعند اجتياز مقاتلي الحركة الحدود في السابع من أكتوبر، كان عمال من غزة في مهنهم داخل إسرائيل، وبسبب الحصار الذي فرضته تل أبيب على القطاع وشمل إغلاق المعابر علق قرابة 8 آلاف منهم هناك ولم يتمكنوا من العودة.

ويعد عمال غزة الذين كانوا في إسرائيل آخر خيط يربط إسرائيل بالقطاع، وقرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قطع هذا الخيط، وإنهاء مختلف أشكال الصلة التي تربط الإسرائيليين بأهل غزة.

 

واحتجزت إسرائيل عمال غزة العالقين في أراضيها مدة 28 يوماً تقريباً في معاقل تكتمت على أماكنها، ومنعت المنظمات الدولية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم، وتعرضوا لإهانة كرامتهم الإنسانية، بحسب أقوال 15 عاملاً أدلوا بشهاداتهم لـ"اندبندنت عربية".

معاملة مهينة

ووفقاً لتحالف المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وغير الحكومية في إسرائيل فإن اعتقال الجيش والشرطة عمال غزة جاء من دون أي مسوغ قانوني.

ويقول العامل منذر أبو الخير "بعد ساعات من اجتياز مقاتلي حماس الحدود وصلت قوات مسلحة من الجيش الإسرائيلي لأماكن سكننا، وقيدوا أيدينا وأقدامنا، وعصبوا عيوننا، واقتادونا لمناطق فارغة أشبه بمعتقلات لكن من دون أسوار". ويضيف "سحبوا منا الهواتف، وأجبرونا على خلع ملابسنا للتفتيش ثم تركونا، وفي الليل جعلونا ننام على الأرض من دون فراش أو أغطية، فيما كان الطعام مرة واحدة يومياً".

تحقيق يؤدي للوفاة

وبحسب منذر فإن قوات الجيش حققت معهم حول ماذا يعرفون عن "حماس"، وطلبت منهم الإدلاء بأي معلومات عن المقاتلين في غزة، وعرضوا عليهم اتفاقاً بأن من يدلي بمعلومة سينقذ نفسه ومن يرفض ستقصف المقاتلات الحربية بيته فوق رؤوس أطفاله. ويؤكد أنهم تعرضوا للسحل والتعذيب بالكهرباء كما كانوا ينهالون عليهم ضرباً بالهراوات كل ثلاث ساعات وحتى أثناء النوم.

ووفقاً لشهادة منذر قتل نحو 1000 عامل أثناء التحقيق معهم الذي كان يجري وسط الضرب واللسع بالكهرباء، لافتاً إلى أن جلسات الاستجواب كانت عادة تجري عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

ملاحقة حتى في الضفة

وتمكن عدد من العمال عند بدء الحرب من الهرب إلى الضفة الغربية إلا أن الجيش الإسرائيلي ضبطهم، ومن بينهم يسري البهتيني الذي قال في شهادته "عند بدء الصراع قام رب العمل وأحضر عصياً، وطلب من الناس ضربي، وألحق بي جروحاً بالغة، ورفضت المستشفيات تقديم الرعاية الصحية اللازمة لحالتي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف "بعد ذلك حاولت الهرب إلى رام الله، لكن وجدت الجيش قد تمركز على الحواجز وعمل على تفتيش الجميع، واعتقل كل فرد يحمل هوية غزة، كما كان أصدقاء عمال يعملون في الضفة الغربية بالأساس، وذهب الجيش في دوريات لمناطق عملهم واعتقلوهم، واقتادوهم إلى المعاقل نفسها التي كنا نوجد فيها".

سحب الأموال والهواتف

وبحسب يسري، فإن إسرائيل سحبت من جميع العمال أموالهم فور اعتقالهم، ولدى عودتهم إلى غزة، لم يرجعوا لهم أي أمانات كانوا قد حجزوها.

وعندما قررت إسرائيل إعادة جميع العمال العالقين في أراضيها إلى القطاع، أركبتهم في باصات ترحيل، وأدخلت معهم جنوداً مدججين بالأسلحة وبرفقتهم كلاب بوليسية. ويقول أنس حلس "طوال الطريق كانوا ينهالون علينا ضرباً، وأطلقوا علينا الكلاب 11 مرة".

وأدخلت إسرائيل العمال من معبر كرم أبو سالم على رغم أنه غير مخصص لحركة الأفراد وهو تجاري فقط. ويضيف أنس "جعلونا نسير مشياً على الأقدام، مدة سبع ساعات، وكنا مكبلي الأيدي والأقدام، فيما أطلق جنود علينا النار وقتلوا 15 عاملاً بيننا".

وبحسب أنس، فإن إسرائيل منعتهم من التواصل مع أسرهم خلال فترة الاعتقال، وهم لا يعرفون عن أطفالهم أي معلومات، إذا كانوا قد سقطوا ضحايا أو ما زالوا على قيد الحياة، وإذا كانوا في مدينة غزة أو في منطقة الجنوب.

إسرائيل لا تريد أي صلة مع غزة

وفور دخول العمال غزة، انهاروا من البكاء بسبب التعذيب، وطلبوا من السكان أموالاً ليذهبوا بها إلى بيوتهم. ويقول مسؤول دائرة المعابر هشام عدوان "لقد وصلوا إلى مدينة رفح وسنقدم لهم المساعدات اللازمة من الجهات الحكومية والإغاثية المتخصصة، لأن السلطات الإسرائيلية صادرت أموالهم".

ويقول منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان "مع عودة العمال نكون قد قطعنا جميع أشكال الصلة التي تربطنا في غزة، لن نسمح لسكان غزة بعد ذلك بالعمل داخل إسرائيل".

وعن اعتقالهم يضيف "هؤلاء يشكلون خطراً على حياتنا في ظل الحرب، إذ أعطى الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية الإسرائيلية لملاحقتهم، لقد قررنا عدم السماح لعمال غزة بدخول الأراضي الإسرائيلية بعد الآن".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات