جلسة عاصفة تكبد أسواق الأسهم الخليجية خسائر عنيفة

سيطر اللون الأحمر على شاشات البورصات وأسواق المال الخليجية في تعاملات اليوم، متأثرةً في ذلك بالأحداث العالميَّة المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية والحروب التجارية.

وتعد هذه الجلسة هي ثاني أسوأ جلسة خلال العام الحالي، إذ سجَّل بعض الأسواق أدنى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك تزامناً مع خسائر نالت من جميع أسواق الخليج بفعل المخاوف الجيوسياسية، وتصاعد الحرب التجارية بين الصين وأميركا.

وتكبَّدت بورصة الكويت خسائر سوقيَّة بقيمة 515 مليون دينار (1.7 مليار دولار) خلال تعاملات اليوم، التي سجَّلت فيها المؤشرات خسائر كبيرة. فيما تراجعت بورصات السعودية ودبي وقطر بنسب كبيرة.

ولعبت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط دوراً سلبياً على سوق المال الكويتية (البورصة)، إذ انخفضت المؤشرات الكويتية بشكل جماعي في نهاية تعاملات اليوم الأحد، بالتزامن مع انخفاضات الأسواق التي أضرت بها لأسباب عدة، سواء فيما يتعلق بالأجواء الجيوسياسية والخلافات الأميركية الصينية، والمخاوف من ركود اقتصادي عالمي.

المحلل الاقتصادي فهد الشريعان، قال لـ"اندبندنت عربية"، "الصراع التجاري الدائر بين واشنطن وبكين وكذلك الصراعات في المنطقة كانت لها مردودٌ سلبيٌّ على البورصة الكويتية".

وأنهى المؤشر العام للبورصة الكويتية جلسة اليوم متراجعاً 1.52% عند مستوى 5909.06 نقطة، خاسراً نحو 91 نقطة، كما انخفض المؤشران الرئيسي والأول بنسبة 0.93% و1.72% على الترتيب.

ومنذ بداية أغسطس (آب) الحالي، فقدت البورصة الكويتية نحو 1.13 مليار دينار (3.7 مليار دولار) من قيمتها السوقيَّة، إذ بلغت تلك القيمة نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي 34.54 مليار دينار (114.53 مليار دولار).

وعلى مستوى العام الحالي، لا تزال البورصة الكويتية تتمتع بمكاسب سوقيَّة تتجاوز 4.9 مليار دينار (16.25 مليار دولار)، إذ بلغت القيمة السوقية في نهاية العام الماضي نحو 28.505 مليار دينار (94 مليار دولار).

هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر في أسواق الأسهم
أمَّا المحلل هيثم الشخص، فأشار إلى أن "أسواق رأس المال تتأثر بعدة عوامل، منها علاقتها المباشرة بنتائج أعمال الشركات المدرجة، فضلاً عن أمور أخرى نفسيَّة تحمل طابع انعكاسات مؤقته على السوق".

وتابع، "ما يحدث الآن بين الولايات المتحدة والصين حتماً له ارتباطات غير مباشرة على أسواق المال"، موضحاً "هذه التصعيدات لها أثرٌ سلبيٌّ عالمياً ومحلياً"، منوها بأن "السوق الكويتية باتت مدرجة اليوم في السوق العالمية، الأمر الذي من شأنه التأثير عليها".

وأضاف "التأثيرُ ليس وليد الساعة، إنما منذ أسبوعين تقريباً، حيث التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ناهيك بالتوترات بين الصين والولايات المتحدة".

تأثر 10 قطاعات
إلى ذلك، هبطت مؤشرات 10 قطاعات اليوم، يتصدرها النفط والغاز بنسبة 4.05%، يليه السلع الاستهلاكية بواقع 2.64%، ثم البنوك بنحو 1.75%، فيما كان التأمين الأقل تضرراً بانخفاض قدره 0.06%، بينما لم تشهد قطاعات السوق أي ارتفاعات حتى الإغلاق.

وبالنسبة إلى الأسهم، تصدَّر سهم "مراكز" القائمة الحمراء للأسهم المُدرجة بانخفاض نسبته 10.04%، فيما تصدَّر سهم "الخصوصية" القائمة الخضراء مُرتفعاً 6.94%، علماً بأن قائمة التراجعات تضمنت أكثر من 90 سهماً، بينما ضمت قائمة الارتفاع 18 سهماً فقط.

وعلى مستوى التداولات، ارتفعت سيولة البورصة اليوم 26.3% لتصل إلى 28.69 مليون دينار (95.14 مليون دولار) مقابل 22.71 مليون دينار (75 مليون دولار) بالجلسة السابقة، كما ارتفعت أحجام التداول 26.5% إلى 135.26 مليون سهم مقابل 106.92 مليون سهم يوم الخميس الماضي.

وحقق سهم "بيتك" أنشط سيولة بالبورصة بقيمة 8.9 مليون دينار (29.51 مليون دولار) مُتراجعاً 3.01%، فيما تصدر سهم "أرزان" نشاط الكميات بتداول 19.62 مليون سهم مُتراجعاً 4.26%.

السعودية تتكبد خسائر كبيرة
وفي السعودية، أنهى المؤشر الرئيس للبورصة تعاملات اليوم على تراجع بنسبة 2.4% عند مستوى 8242 نقطة، فاقداً نحو 204 نقاط مسجلاً أدنى إغلاق في 7 أشهر، وسط تداولات بلغت 2.4 مليار ريال (640 مليون دولار).

وشهدت الجلسة تراجعاً شبه جماعي للأسهم المتداولة يتقدمها سهم "سابك" بنحو 3% عند 99.80 ريال (26.61 دولار)، وانخفض سهم "مصرف الراجحي" بنحو 2% عند 64.90 ريال (17.3 دولار).

وأنهت أسهم "الأهلي التجاري" و"مصرف الإنماء" و"التصنيع" و"ينساب" و"معادن" و"كيان" و"بنك الرياض" و"الاتصالات" و"ساب" الجلسة على تراجع بنسب تراوح بين 2 و4%. وتصدّر سهم "بدجت" تراجعات اليوم بنحو 7% عند 31.65 ريال (8.52 دولار).

6 قطاعات تتراجع في قطر
وتراجعت بورصة قطر، بختام تعاملات جلسة اليوم الأحد، بنسبة 1.02% خاسرة 100.93 نقطة، لتغلق عند مستوى 9817.67 نقطة.

وجرى التداول بختام التعاملات ببورصة قطر على 60.5 مليون سهم بقيمة 145 مليون ريال (39.15 مليون دولار) عبر 4992 صفقة، وارتفعت 9 أسهم، وانخفض 31 سهماً، واستقرت 4 أسهم.

وتراجعت 6 قطاعات، على رأسها قطاع الاتصالات بنسبة 3.08%، أعقبه العقارات بنسبة 1.91%، ثم البنوك والخدمات المالية بنسبة 1.63%، تلاه النقل بنسبة 1.14%، ثم قطاع الصناعات بنسبة 0.73%، فالتأمين بنسبة 0.56%، فيما ارتفع قطاع البضائع والخدمات الاستهلاكية بنسبة 0.96%.

هبوط جماعي لجميع القطاعات في دبي
وفي الإمارات، تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي، بنسبة 1.92% خاسراً 53.17 نقطة ليغلق عند مستوى 2715.68 نقطة، بضغوط هبوط جماعي للقطاعات.

وبلغت أحجام التداول بختام تعاملات اليوم 83.1 مليون سهم، محققةً ما قيمته 133.4 مليون درهم (36.25 مليون دولار) من خلال تنفيذ 1807 صفقة لنحو 32 سهماً، وارتفع سهم واحد، وانخفض 29 سهماً، واستقر سهمان.

وتراجعت 8 قطاعات ببورصة دبي، على رأسها قطاع السلع بنسبة 4.53%، تلاه العقارات بنسبة 3.05%، ثم الاستثمار بنسبة 2.18%، أعقبه التأمين بنسبة 1.84%، فقطاع النقل بنسبة 1.80%، ثم البنوك بنسبة 1.12%، والاتصالات بنسبة 1.09%، والخدمات بنسبة 0.48%.

وتصدَّر قائمة الأسهم المرتفعة سهم شركة اكتتاب القابضة بنسبة 1.52%، فيما تصدَّر قائمة الأسهم المتراجعة سهم شركة دي إكس بي إنترتيمنتس بنسبة 5.29%، ثم سهم شركة آرابتك القابضة بنسبة 4.22%.