Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوشوم في الأردن... إرث الكبار على أجساد الأطفال

أصبحت تعتبر فناً ذا فائدة جمالية لأنها لم تعد عشوائية بل احترافية بعد أن ارتبطت لأعوام بعالم الجريمة والخارجين عن القانون

تغيرت النظرة لـ "الوشم" و"التاتو" اجتماعياً في الأردن (اندبندنت عربية)

 

ملخص

تمنع السلطات الأردنية منذ أعوام إجراء عمليات الوشم في صالونات الحلاقة والتجميل مما دفع الهواة ومحبي هذا الفن إلى التوجه لأماكن غير مرخصة

ارتبط "الوشم" في الأردن قديماً بعادات وموروثات اجتماعية رأت فيه وسيلة للزينة والجمال لدى النساء، فضلاً عن معتقدات تربط بينه وطرد الشر والحسد، وحتى يومنا هذا، تتميز العجائز والجدات في بعض مناطق الأردن، تحديداً في البادية، بالوشوم التي تأخذ شكل خطوط على وجوههن وأيديهن وأقدامهن.

لكنها اليوم تحولت إلى موضة ومحاولة للتقليد بعد انتشارها بين الأمهات وبناتهن أو الآباء وأبنائهم بمسمى "تاتو"، وأضحت وسيلة لإضفاء المرح على الأطفال في المهرجانات والاحتفالات، وفي المولات والأسواق، من دون التنبه إلى أخطارها الصحية بعدما ظلت لأعوام أمراً مستهجناً، بل محرماً لدى كثيرين.

هوس وتقليد

وما بين التغييرات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها الأردن التي تعكس تطورات في مفهوم الجمال والتعبير عن الذات، نزع عدد كبير من الشباب إلى التحرر من قيود العادات والتقاليد.

وأصبح الإقبال على الوشم أقرب إلى الهوس، إذ يأتي في المرتبة السادسة من حيث التجارة المتعلقة بألعاب الأطفال، بينما تحتل كلمة "تاتو" مرتبة متقدمة على محركات البحث عبر الإنترنت عالمياً.

يفسر متخصصون ما يحدث بأنه واحد من تأثيرات الثقافة الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح الوشم جزءاً من صيحات الموضة ووسيلة للتعبير عن الذات، وطريقة للإفصاح عن الهوية والانتماء إلى مجموعات ثقافية معينة، لكنها تظل من أخطاء سن المراهقة التي يندم عليها أصحابها لاحقاً.

وبينما يدافع مروجو "تاتو" الأطفال عنها بالقول إنها موقتة وهدفها التسلية والمرح، تنتشر في الأسواق لعبة وشوم متعددة الأشكال والأحجام، ويصف العاملون في هذه المهنة ما يقومون به بأنه فن يعود لأكثر من 5 آلاف سنة.

أخطار صحية

يرى مراقبون أن لجوء آباء وأمهات إلى وشم أجساد أطفالهم يعتبر تعدياً على حرية الطفل في الاختيار من دون إدراك لأخطار ذلك صحياً.

وفي هذا الشأن يتحدث خبير حقوق الطفل هاني جهشان عن أخطار الوشوم، بخاصة تلك التي يتم فيها استخدام الحناء السوداء للأطفال كوشم موقت يحتوي على مواد كيماوية ضارة تسمى PPD، وهي من الأسباب الشائعة لحساسية الجلد، ومنع استخدامها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

وفق جهشان، يؤدي التعرض لمستويات عالية من مادة فينيلين ديامين  PPD التي تضاف للحناء كصبغة، إلى التهاب الجلد الحاد وتهيج العينين والربو والتهاب المعدة والفشل الكلوي والدوار والتشنجات والغيبوبة، أما التعرض المزمن لهذه المادة فيحدث التهاب الجلد التماسي الأكزيما.

أما الآثار الجانبية التحسسية للاستعمال الموضعي للحناء السوداء، فتظهر بعد نحو أسبوع مثل طفح جلدي مثير للحكة في موقع الاستخدام، ومن ثم ينتشر على عموم الجسم، وقد ينتج عنه بقع نقص تصبغ الجلد والتهاب الأكزيما، فضلاً عن آثار جانبية أخرى على الجسم كله كالوذمة الهائلة للوجه والشفتين والبلعوم والرقبة والشعب الهوائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فن غير قانوني

ويقول قائمون على صالون متخصص في تنفيذ الوشوم في العاصمة عمان إن النظرة إلى "الوشم" والـ"تاتو" تغيرت اجتماعياً وأصبحت تعتبر فناً ذا فائدة جمالية لأنها لم تعد عشوائية بل احترافية ومهنة بحد ذاتها، بعد أن ارتبطت لأعوام بعالم الجريمة والخارجين عن القانون.

وعلى رغم عدم قانونية الوشوم في الأردن، إلا أنه ثمة إقبال عليها في الآونة الأخيرة من قبل فئات عمرية متعددة، وبشكل خاص الوشوم التي تحتوي عبارات بالخط العربي، وتلك التي تحمل أسماء أفراد من العائلة.

بدورها لا تجيب دائرة الإفتاء الأردنية بشكل واضح عن تساؤلات تتعلق بحكم الوشم من ناحية دينية، وتكتفي بنشر فتوى لعلماء أردنيين تحرمه من دون تبنيها بصورة رسمية.

لكن السلطات الأردنية تمنع ومنذ أعوام إجراء عمليات الوشم في صالونات الحلاقة والتجميل، مما دفع الهواة ومحبي هذا الفن إلى التوجه لأماكن غير مرخصة.

وتنتشر الوشوم بين المجموعات الشبابية أيضاً، لا سيما سائقي الدراجات والفرق الرياضية كشعار خاص بهم يميزهم، بينما يعبر آخرون من خلالها عن انتماءاتهم ومواقفهم السياسية.

يعرّف أحدهم نفسه بأنه ملك الوشم في الأردن ويعرض لقطات لأعماله على منصة "يوتيوب" من دون الإفصاح عن هويته، وبأسعار لا تتجاوز 150 دولاراً، بينما يعرض آخر رسومات ونماذج تعتبر الأكثر طلباً مثل الأبراج والأرقام وأسماء محددة، موضحاً أن الفتيات أكثر إقبالاً على الـ"تاتو" في حين يقبل الذكور على "الوشم" الذي يكون عن طريق الغرز بالإبر وتفريغ الصبغة تحت الجلد والذي تصعب إزالته مستقبلاً.

المزيد من منوعات