Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استعدادات إسرائيل لحماية مواطنيها من صواريخ "حزب الله"

إجلاء 50 ألفاً من مستوطنات الشمال وتجهيز ملاجئ آمنة منها 240 حصناً و90 موقفاً تحت الأرض

ملخص

400 طن من النفايات أزيلت خلال أسبوع من ملاجئ المباني السكنية في حيفا.

بعد ساعات من مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل اجتمع الكابينت الحربي لبحث الوضع الأمني في المنطقة، في ظل التصعيد الأمني على الجبهة الشمالية، وقرر إخلاء نحو 50 ألف إسرائيلي من بلدات ومستوطنات الشمال.

وأمر وزير الدفاع يوآف غلانت المباشرة بشكل فوري بالإخلاء، غير أن السكان ورؤساء السلطات المحلية اصطدموا بواقع عدم وجود ملاجئ لحمايتهم، ليس فقط بسبب نقل سكان الجنوب بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى الشمال وأسكن بعضهم بالقرب من هذه الملاجئ، إنما لكون النقص كبير للغاية وفي عديد من الأحياء لا توجد ملاجئ، وحتى إن توفرت فهي غير صالحة للاستخدام في حال اضطر السكان إلى البعد عن خطر الصواريخ.

 وقررت الجبهة الداخلية نقل معظم السكان إلى مؤسسات تعليمية لتتكشف حقيقة مرعبة لوضعية الملاجئ، مما ينذر بخطر كبير على الجبهة الداخلية إذا ما تعرضت إسرائيل لصواريخ "حزب الله" من الشمال، التي يقدر أن يطلق يومياً أكثر من 1000 صاروخ كما الخطر من إطلاق صاروخ "عياش" متوسط المدى من غزة.

مراقب الدولة يستبق الأحداث

تشكل أزمة الملاجئ في إسرائيل مشكلة حقيقية منذ الانتهاء من حرب لبنان الثانية عام 2006، وخلال العمليات  العسكرية التي نفذتها تل أبيب على غزة، وتبين أن البلدات كافة من أقصى الشمال وحتى الجنوب تعاني نقصاً كبيراً وإهمالاً، بل تحول القسم الأكبر منها إلى مخازن للاحتياجات الشخصية لعائلات تسكن في الحي الذي يقام فيه الملجأ أو تسكن في المبنى الذي يقام فيه ملجأ مشترك لجميع السكان.

وبعد كل حرب كان مراقب الدولة يصدر تقريراً ينتقد فيه وضع الملاجئ وإهمال الجبهة الداخلية والمسؤولين، لكن هذه المرة وفي أعقاب الدخول إلى حرب وصفها متخذو القرار والأمنيون والعسكريون بأنها خطرة وطويلة، اتخذ المراقب انجلمان متانياهو خطوة غير مسبوقة وأجرى جولة في مختلف البلدات المدرجة بقائمة الأكثر خطورة لتعرض الصواريخ، وقام بزيارة الملاجئ في الشمال والمركز والجنوب لتتكشف أمامه صورة قاتمة.

ملاجئ غير صالحة للاستخدام، أرضيتها مليئة بالمياه والقاذورات وأبوابها مغلقة، وبعضها لم يتمكن من الدخول إليها والأخرى تحولت إلى استخدام شخصي بل مخزن للأغراض الشخصية.

الأخطر ما كشف عنه مراقب الدولة، وهو وضعية المباني السكنية العالية التي يتطلب فيها من كل مواطن الوصول إلى الملجأ فور سماع صفارة الإنذار، وكذلك نقص كبير في الملاجئ والاحتياجات الضرورية.

حيفا الأكثر قلقاً

تعتبر مدينة حيفا، واحدة من الأهداف الاستراتيجية المستهدفة لوجود مخازن الأمونيا القائمة في خليج حيفا، التي سبق وتعرضت لسقوط صاروخ بالقرب منها في حرب لبنان الثانية أدى إلى تصدع في أحد المخازن، وأثار الموضوع حملة احتجاجات واسعة وطالبوا بنقلها إلى منطقة غير سكنية بسبب الأخطار المحدقة بالسكان في حال أصيبت بصاروخ وسربت المواد منها، فالتقديرات تشير إلى أن ربع مليون إسرائيلي سيكونون في دائرة الخطر كما ستؤدي إلى مقتل مئات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا الوضع دفع بمراقب الدولة إلى شمل حيفا ضمن جولته ليتضح أن السكان استدركوا هذا الخطر وقاموا بدعم من البلدية بتنظيف الملاجئ لتحضيرها، فأخرجوا منها نحو 400 طن من القمامة لكنهم لم يتمكنوا بعد من ضمان أمنهم إذ مئات الملاجئ مغلقة، ووفق تقرير حول الموضوع فإن العدد الأكبر المهمل على مدار سنوات طويلة لم يفتح بابه بعد ولم يتمكن السكان من الدخول إليه.

ومع سقوط صاروخين في الأقل من نوع "عياش" في حيفا أطلقتهما حركة "حماس" من غزة، تصدرت حيفا اهتمام المسؤولين كافة، وأجريت أبحاث خاصة بعد توصية مراقب الدولة بالتجنيد والعمل الفوري لضمان وجود ملاجئ آمنة تكفي السكان، خشية أن تدخل حيفا خلال الحرب إلى سيناريو مرعب في حال أصاب صاروخ مخازن الأمونيا.

وإزاء الوضعية الخاصة في حيفا إلى جانب احتمال وصول مصابين بأعداد كبيرة لوجود مستشفى "رمبام" العسكري ومستشفيات أخرى قادرة على معالجة أخطر الحالات، تم تحويل مواقف سيارات المستشفيات إلى ملاجئ بمساحات واسعة جداً كما بدأت بلدية حيفا في تجهيز 90 موقفاً تحت الأرض للاستخدام العام وتجهيز 240 مكاناً محصناً في جميع أنحاء المدينة.

وفي مركز إسرائيل في نتانيا وتل أبيب الوضع ليس أفضل بكثير، وفي هذه الأيام تسابق السلطات المحلية والجبهة الداخلية الساعة لضمان استكمال تجهيز الملاجئ أو الأماكن المحصنة للسكان قبل أن يتحول السيناريو الذي يطرحه أمنيون وعسكريون من احتمال نشوب حرب إقليمية إلى أرض الواقع ويكون عشرات الآلاف بل أكثر ضمن دائرة الخطر، وبادرت بلدية نتانيا إلى تجهيز 73 مكاناً آمناً كبديل عن الملاجئ.

الوعد بإنجاز القصور قبل التصعيد

واهتم مراقب الدولة بالاجتماع مع رؤساء المجالس المحلية والبلدات، وطمأنتهم بأنه سيبذل قصارى جهوده من خلال التواصل مع الجهات الحكومية كافة والوزارات ذات الشأن لتحسين أوضاع الملاجئ.

وحول ما استمع إليه المراقب من شكاوى وتذمر للسكان والقلق أعلن أن الخوف الذي يعيشه السكان في ظل الحرب المتوقعة يدفع إلى ضرورة العمل الفوري لمعالجة القصور والنواقص كافة لضمان حمايتهم من خطر الصواريخ.

وأعلن أنه كل ما سمعه وشاهده عن كثب خلال جولته سيكون بمثابة أساس لتقرير سيقوم بصياغته بعد انتهاء الحرب، وقال "الفجوات التي تكشفت أمام أعيننا كبيرة جداً، سواء في القدرة على البقاء في الملجأ أثناء حالات الطوارئ أو الحماية من خطر الصواريخ، فهناك نقص كبير في عدد الملاجئ وغالبية الموجودة غير صالحة للاستعمال، فإلى جانب تحويلها إلى مخازن ومكب نفايات لا توجد فيها إضاءة، وكذلك المراحيض في حال يرثى لها، إضافة إلى تسرب المياه إلى أرضية الملاجئ، وهذا بحد ذاته يتطلب كثيراً من العمل لتصليحه".

ولفت مراقب الدولة إلى الوضعية الأخطر التي سيواجهها المسنون، وأشار بشكل خاص إلى بلدات الشمال الواقعة على طول خط القتال، أما في الجنوب فهناك دمار في معظم البلدات وباتت مهجورة بعد السابع من أكتوبر، وقلة من البلدات المحاذية لغزة والواقعة في منطقة الغلاف يسكنها الناس وهؤلاء عددهم قليل جداً، لكن البلدات البعيدة تواجه المشكلة ذاتها التي تواجهها بلدات الشمال والمركز.

وفي نهاية زيارته حذر المراقب من الخطر الذي يهدد حياة السكان بسبب الإهمال المتراكم من الجهات كافة ذات الشأن، وفي مقدمهم الحكومة والجبهة الداخلية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات