Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحياة قاسية على النازحين في مخيم "أونروا" جنوب غزة

5 آلاف لاجئ يعيشون في خيم من دون خدمات ولا رعاية ولا مياه

نصبت "أونروا" 250 خيمة جنوب غزة لإيواء النازحين (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

مخيم للنازحين في غزة يعيد مشاهد نكبة عام 1948

تجمع السيدة الفلسطينية فداء الأعواد الخشبية اليابسة وتضعها أمام خيمتها في معسكر إيواء النازحين جنوب مدينة غزة، وبين حجرين تشعل فيها النار استعداداً لطهي طبق الشكشوكة لإطعام صغارها الجائعين منذ يومين.

وبينما تعد الأم القليل من الطعام شد انتباهها سيارة توزيع المياه التابعة للـ "أونروا"، وعلى الفور قطعت الطهي وجلبت أوعية بلاستيكية ووقفت في طابور المصطفين الذين يكافحون من أجل الحصول على القليل جداً من المياه.

فشل في الحصول على مأوى

فداء ربة أسرة مكونة من خمسة أفراد، نزحت من بيتها في حي تل الهوى وسط مدينة غزة عندما أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء الفوري للبيوت وفرض على السكان التهجير القسري ضمن عمليته العسكرية التي يشنها في غزة.

وقبل أن تستقر فداء في خيمتها مكثت في أرض عراء لخمسة أيام، تفترش الأرض الباردة ليلاً وتلتحف السماء هي وصغارها، وذلك بعدما فشلت في الحصول على مأوى داخل مدارس الـ "أونروا" بسبب اكتظاظ الفصول الدراسية التي تحولت إلى ملاجئ للمشردين.

ووضع فداء هذا في عدم توفر مأوى آمن لها ولعائلتها هو حال أكثر من 1.1 مليون فرد من غزة، جميعهم أخلوا منازلهم خوفاً من القنابل المدمرة التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية، ونزحوا إلى جنوب القطاع بحثاً عن ملجأ آمن. واستقر 600 ألف من المشردين في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لكن هذه المرافق التعليمية وقع بعضها في مرمى صواريخ الجيش الإسرائيلي.

ومكث جزء آخر من النازحين في العراء وبعضهم لجأ إلى أقاربهم، وفي ظل حال النزوح هذه وعدم وجود أماكن إيواء، أقامت "أونروا" مخيماً برعاية الأمم المتحدة في أرض تابعة لها، كانت تتخذها كمحطة تدريب مهني.


معسكر إيواء

ونصبت "أونروا" قرابة 250 خيماً متلاصقة في معسكرها الأول لجأ إليها نحو 5 آلاف نازح، وأعاد هذا المشهد إلى أذهان سكان غزة ذكرى تهجير الفلسطينيين قسراً خلال نكبة 1948، حين عاشوا في خيم وأصبحت بعد ذلك رمزاً للنكبة.

وعن المخيم قال المستشار الإعلامي لـ "أونروا" عدنان أبو حسنة إن "آلاف العائلات لجأت إلى المكان مع كامل أفرادها، وهذا المخيم الجديد للنازحين يأتي في ظل تزايد أعداد المشردين وتكدسهم في المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، وهو الأول من نوعه في غزة ويقطنه نازحون من مناطق القطاع كافة "، مضيفاً "النازحون هنا يعتاشون على مساعدات شحيحة تقدمها الـ ’أونروا‘ من دون أي مرافق صحية ووسط تكدس لأكوام القمامة في المخيم"، لكنه أشار إلى أنهم يقدمون للمشردين "مياهاً صالحة للشرب والقليل من الطعام والفرش، غير أن هذه الإمدادات قاربت على النفاد".

ولا يتضمن المخيم أية مقومات للحياة الآدمية، إذ يفتقر للمراحيض والمرافق الصحية، كما لا توجد مساعدات طبية ولا غذائية تكفي لنحو 5 آلاف اعتبروا الخيم مأوى لهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الحياة في خيم النزوح

وبين الخيام تحاول الطفلة هبة سرقة بعض الوقت للهو بلعبة جلبتها معها من بيتها، وتقول والدتها سهام "نريد العودة لأنقاض منزلنا لإقامة خيمة عليه رفقة عائلتنا والمكوث بها بعيداً من المخيم، وكان أهون عليّ أن أموت تحت أنقاض منزلي الذي قصف ولا أعيش هذه اللحظات وأكون نازحة داخل خيمة في مخيم للنازحين وأنتظر الحصول على بعض الطعام والشراب لأطفالي".

وفجأة يُسمع صوت غارة جوية قريبة ويرتفع الدخان في السماء، فيما يصرخ أطفال مذعورون بصوت عال، لكن سهام تواصل حديثها "لقد اعتدنا سماع أصوات الغارات الإسرائيلية القاتلة".

وبعد معاناة نجحت سهام في توفير ليترات من الماء لغسل ملابس عائلتها وتخزين جزء منها لاستخدامها في الحمامات، وفي الوقت ذاته للشرب منها واستخدامها في طهو الطعام.

خلافات

وأثار مخيم النازحين هذا استياء سكان غزة الذين رأوا أنه يعني نكبة جديدة تتكرر على الفلسطينيين، ولقي المخيم رفضاً شديداً من المؤسسة الحكومية في قطاع غزة التي حذرت من أخطار هذه الخطوة.

واعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف أن "الـ ’أونروا‘ خضعت لأوامر إسرائيل التي تسعى إلى تهجير الفلسطينيين، ونحن لسنا على علم بما فعلته المؤسسة الأممية وفوجئنا بإقامة مخيم كبير، وتُرك المشردون فيه من دون خدمات". وأضاف "ليس دور الـ ’أونروا‘ إقامة مخيمات لمن يُقتل ويُذبح وينزح داخل غزة استعداداً لتهجيره خارج القطاع، فالمهمات المنوطة بها هي توفير حماية لهؤلاء النازحين، إضافة إلى توفير كل مقومات الصمود والعيش ليبقوا في منازلهم أو في مناطق قريبة منها، وليس الامتثال لأوامر إسرائيل بالتهجير والنزوح".

وأوضح معروف أن "أونروا" تركت "مهماتها في مدينة غزة وذهبت إلى تنفيذ خطط الجيش الإسرائيلي، فيما يفترض بها أن تعود لخدماتها وتسلم مهماتها في مناطق شمال غزة وغيرها من مناطق القطاع، حتى تثبت أنها تبحث عن رعاية مصالح الفلسطينيين".

لكن المتحدث باسم "أونروا" أبو حسنة ينفي ذلك قائلاً إنهم يعملون على توفير مأوى آمن ومناسب للمشردين، كما يحاولون تقديم مساعدات غذائية ومعونات تموينية للنازحين في حال أُدخلت إلى غزة، "وليس هناك أي مخططات تنفذها المؤسسات الأممية التي هي على قدر عال من المسؤولية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات