Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجبهة السورية تترقب التصعيد مع إسرائيل

دراسة للموقف العسكري وحذر في قرار التدخل مع توحيد الساحات لتنفيذ استرتيجية الهجوم الخاطف

من المستبعد دخول الجيش السوري في حرب وجهاً لوجه مع إسرائيل (اندبندنت عربية)

ملخص

الجبهة السورية تحبس أنفاسها وتترقب تصعيداً مع إسرائيل

بدت إسرائيل منشغلة هذه الأيام بالعملية البرية على قطاع غزة، لكن عيونها لم تبرح تراقب بحذر تطورات الموقف على حدود الشمال، سوريا ولبنان، تبدو لها طبيعة المعركة مع "حزب الله" في الجنوب اللبناني جلية، بعدما خبِرت لعقود ملامح وتفاصيل طريقة قتال أفراده، لكنها إلى اليوم ومنذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري تحدق بالجبهة السورية وسط ترقب أيام قد تكون حُبلى بالمفاجآت على رغم برودة تسري على طول التلال المطلة على مرتفعات الجولان.

لعل هذه المراقبة الشديدة على تخوم جبهة سوريا دفعها حتى مساء أمس الأربعاء إلى توجيه طلقات مدفعية أجهزت على مدفع في الداخل السوري "كان يستعد لقصف إسرائيل" وفق رواية الجيش الإسرائيلي من دون أن تحدد لمن يتبع أو المعطيات التي دفعته إلى القصف.

 يحدث ذلك وسط استراتيجية اتبعتها المقاومة تعتمد "توحيد الساحات" هي بمثابة "فوبيا" أصابت أركان الحرب على رغم معرفة مسبقة بنيّة اتباع أحزاب المقاومة وفصائلها المقاتلة هذا الأسلوب منذ عملية "وحدة الساحات" في أغسطس (آب) عام 2022 التي أفضت إلى تنسيق جماعي في ما بينها على الأرض، ولعل ذلك ما حدث حين دخلت الجبهة اللبنانية المعركة بعد أيام من إطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وأدت إلى اندلاع مناكفات عسكرية بين المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي على الحدود وأسفرت عن سقوط خسائر بشرية بين الطرفين مع توقع اتساع دائرة المواجهة.

نار الحرب المتقدة

في المقابل تتضارب الآراء حول دخول سوريا حلبة الصراع، فانقسم الشارع بين مؤيد بقوة ومن يرفض الخطوة بعدما أنهك من الأعوام الـ 10 العجاف الماضية، وهناك عدد من سيناريوهات المتوقعة في حال إطلاق رصاصة البداية في هذه الحرب، إذ سيكون أمام دمشق أخذ المعركة إلى مستويات تتعدى أعلى من أسوار غزة بل تنقلها إلى مطارح أقرب إلى حرب إقليمية ستفجر المنطقة بأكملها، ويمكن أن تدخل القواعد الأميركية شرق سوريا على خطوط النار، وتستغل فصائل المعارضة المسلحة للسيطرة لتوسيع مناطق نفوذها.

 

 

ولا ينفصل الشارع السوري عن العربي المتحمس إلى "رد الصاع صاعين" لعدوهم اللدود بعد الاعتداء على مستشفى المعمداني وأزهقت جراء الاعتداء أرواح المئات معظمهم من الأطفال والجرحى، فيما لا تتحمس الجيوش النظامية في البلدان المتاخمة الأردن أو مصر أو لبنان للدخول في المعركة.

وإن كان ثمة تطلع إلى فتح الجبهة، لكن واقع الحال لن يكون عبر الجيش النظامي، وفق قراءة فريق من المحللين العسكريين، فالجيش السوري بطبيعة الحال منشغل بصراع داخلي طال أمده لأكثر من عقد، وبالتالي تكبد خسارات متتالية في العتاد والمقاتلين على رغم عودة سيطرته على مناطق خسرها في بداية النزاع المسلح بين السلطة والمعارضة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتفق متابعون أن فتح جبهة جديدة يعني تشتت القوات المسلحة النظامية، لا سيما بالتوازي مع حديث يطفو إلى السطح عن قرب عملية برية عسكرية لإعادة كامل إدلب (شمال غربي سوريا)، فضلاً عن وجود أراضٍ في الشمال الشرقي خرجت من يد الدولة وتتقاسمها المعارضة، ووحدات الحماية الكردية المتزعمة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) علاوة عن الأخطار المحدقة من عملية برية تركية يمكن إطلاقها في أي وقت، وكل هذا يجعل من المستبعد اشتعال خط تماس جديد.

القوة المفرطة

في غضون ذلك أظهرت تل أبيب أعلى مستويات التصعيد في الـ12 من أكتوبر الجاري حين قصفت مطاري حلب ودمشق رداً على صواريخ أطلقت من أراضٍ سورية سقطت في إسرائيل، واتهم رئيس إدارة الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جوشوا زاركا إيران بمحاولة فتح جبهة حرب ثانية بنشر أسلحة في سوريا.

وكرر سلاح الجو الإسرائيلي قصفه ليل أمس موقعاً عسكرياً للجيش النظامي في محافظة القنيطرة وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ سمع دوي انفجارات وأعقبت ذلك غارة إسرائيلية على الموقع، بالتزامن مع انفجارات في الجولان السوري المحتل من دون أن تحدد طبيعتها.

 ويعتقد مراقبون بأن الجبهة السورية شهدت هدوءً نسبياً على رغم تحركات فصائل موالية لإيران على طول الحدود، فضلاً عن نقل عناصر من البوكمال والميادين، شرق البلاد إلى الجنوب في القنيطرة منذ ذلك الوقت.

في هذا السياق يرجح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا وجود قوات المقاومة لتحرير الجولان، وتتبع إلى "حزب الله" أطلقت قذائف نحو القسم المحتل من الجولان بشكل فردي من قادة المجموعات، مقابل ذلك لم تدخل القوات النظامية في مرحلة هجومية حتى اللحظة، وما زالت فصائل المقاومة هي من تدير عمليات القصف، ويعد أبرزها إلى اليوم إطلاق صواريخ من ناحية عين ذكر في منطقة سحم الجولان بريف درعا الغربي، ولم يتضح وقوع أية إصابات، إذ إنها سقطت في مناطق مفتوحة.

وفي حين ترى أوساط سياسية محايدة أن عدم تصعيد دمشق للموقف يرجع إلى أنها لا تريد أن تنجر إلى حرب فرضتها حركة "حماس" على الساحة، لا سيما أنها لم تدخل منذ السادس من أكتوبر عام 1973 في مواجهة واسعة النطاق كما حدث منذ نصف قرن حتى مايو (أيار) 1974 وتوقيع اتفاق فصل القوات برعاية أممية على طول الحدود.

 

 

وفي حال حدوث تصعيد من المرجح أن يكون عبر عمليات فدائية وضربات خاطفة، مقابل ذلك تتكرر ضربات تل أبيب عبر الجو لمواقع إيرانية أو موالية لها في سوريا، بينما تلقى أحدها قبل شهر في الـ 18 من سبتمبر (أيلول) في عين التينة، على جبل حرمون ضربات صاروخية عدة من دبابة للجيش الإسرائيلي، وهو موقع يقع قرب خط فض الاشتباك.

ويستشعر أهالي القرى الحدودية خطراً جسيماً في أرياف (دمشق ودرعا والقنيطرة)، لا سيما المتاخمة لخط التماس في حال اتساع المعركة، وبالتالي سيكون مصيرهم النزوح لأن الضربات من الجهة المقابلة ستتكثف لردع أي هجوم محتمل، بينما يؤيد فريق من الخبراء احتمال تبريد الجبهة وجعلها حرباً باردة من ساحات عدة، وهذا لا يصب في مصلحة تل أبيب التي تسارع لحسم المعارك دوماً على خلاف أية رؤية بإطالة زمن الحروب، فاستدعاء مزيد من ضباط وأفراد الجيش لديها يعني إعاقة الاقتصاد وإصابتها بشللٍ تام لكل مناحي الحياة، ولهذا الأمر تسعى بكل ما تستطيع إلى حسم الحرب سريعاً بأقل خسائر ممكنة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير