Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي أجندة بايدن في إسرائيل؟

يرى مراقبون إسرائيليون أن "الأميركيين يأخذون قيادة الحرب وفقاً لمصالحهم الاستراتيجية في المنطقة"

نتنياهو مستقبلاً بايدن في تل أبيب، الأربعاء 18 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

يقول دبلوماسي إسرائيلي إنه "إذا تفاقم الوضع، مثل ضرب "حزب الله" لهدف أميركي، فإن الأمر سيحتاج إلى المصادقة على إعلان حرب أميركية من الكونغرس"

لخبط قصف المستشفى المعمداني في غزة ومقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، برنامج زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، إذ كان ينوي ضمن أهداف الزيارة، وفق مسؤولين إسرائيليين، ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين ووصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل بلورة اتفاق مؤقت يضمن عودة بعض الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس".

وعبر الإسرائيليون عن خشيتهم من تداعيات هذا القصف على الزيارة التي تعكس الوقوف الأميركي إلى جانب إسرائيل ودعمها في مختلف المجالات، كما يسعى أيضاً إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت وقصير يضمن في مركزه نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وعودة الأسرى الموجودين لدى "حماس"، بالتركيز على حاملي جوازَي السفر الإسرائيلي والأجنبي.

ومن المقرر أن يشارك بايدن في اجتماع الكابيت السياسي – الأمني الموسع بعد لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والكابينت الحربي. وكان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، قد شارك بعد حرب أكتوبر 1973 في مداولات كابينت رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مئير.

وتأتي هذه الزيارة في وقت نُقل عن مسؤول عسكري أن إسرائيل ستؤجل العملية البرية في غزة لأيام عدة لما بعد زيارة الرئيسين الأميركي والفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيصل إلى إسرائيل بعد مغادرة بايدن.

اتفاق صغير

وقال الخبير السياسي، يوآف شطيرن أن بايدن يصل إلى إسرائيل لأسباب عدة "أهمها التعبير عن الدعم لإسرائيل، وهذا يعني أن يقول إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، وفي الوقت نفسه يتوقع أن يحظى باحترام إسرائيل وتنفيذ المطلب الأميركي بضمان نقل المساعدات الإنسانية وعدم المس بالأمنيين. من ناحية ثانية هو أيضاً سيبعث رسالة تحذير إلى لبنان وإيران بعدم فتح جبهة جديدة مقابل إسرائيل".

ويضيف شطيرن "ما تحاول أن تفعله الولايات المتحدة هو بلورة اتفاق صغير في إطاره تحدث أمور عدة من شأنها تخفيف الوضع الحالي، من بينها الإفراج عن الأسرى لدى حماس بخاصة الأولاد والمسنين والنساء وحاملي الجنسيات الأجنبية. ولا تفاصيل دقيقة بهذا الشأن بعد. إضافةً إلى السماح للفلسطينيين حاملي جوازات السفر الأجنبية مغادرة غزة ليتمكنوا من التوجه إلى مصر. وضمان إدخال المساعدات الإنسانية من مصر". ويقول شطيرن إن هذا الاتفاق مؤقت وتمت بلورته للفترة الآنية فقط وبعد ذلك تستمر المواجهات مع غزة".

أما صحيفة "يديعوت آحرونوت" فتطرقت إلى الزيارة بمقالة تحت عنوان "عناق الدب من الولايات المتحدة" وجاء فيها، "إن مشاركة بلينكن على هذا المستوى تعلمنا أنه لا يمكن دق إسفين بين القوة العظمى الأقوى في العالم وحليفتها في الشرق الأوسط، مثلما كان يمكن أن نفهم من تصريحات الرئيس بايدن، الذي سيصل إلى البلاد بعد أن "يطبخ" (وزير الخارجية الأميركي أنتوني) بلينكن صفقة أولية مبكرة. لا شك أن هذه الخطوات تتراكم إلى مستوى ردع إيران وحزب الله من فتح جبهة إضافية في الشمال، لكن يوجد ثمن لهذه المساعدة وحان الوقت أيضاً للحديث عنه بشكل أوضح وبلا عواطف". وأضافت الصحيفة أن "الأميركيين يأخذون قيادة الحرب وفقاً لمصالحهم الاستراتيجية في المنطقة. ويحتمل مثلاً ألا يكون بايدن معنياً بخطوة فاعلة لإزالة تهديد حزب الله على بلدات الشمال، وهو بالتأكيد معني في أن يحذر قدر الإمكان من مصيبة إنسانية في غزة وخرق القانون الدولي. كما أن بايدن يبدي ثباتاً مصمماً في ما يتعلق بسلامة المخطوفين والمخطوفات من ذوي الجنسية الأميركية، لدرجة احتمال عقد صفقة منفصلة (عبر قطر مثلاً) إلى جانب الطلب إلى إسرائيل تنفيذ بادرة إنسانية من دون مقابل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أنه "يفترض بالمظلة الأميركية غير المسبوقة أن تمنع تعقيد الحبكة وتسمح للجيش الإسرائيلي بالتركيز على قطاع غزة. يفهم الأميركيون جيداً أنه لا يمكن إنهاء هذه المواجهة دون القضاء على حماس فيما أنهم يحمون الجناح حيال إيران ويحاولون إنهاء الحدث في غزة دون أن يتدحرج إلى حرب في لبنان أيضاً".

حاملات الطائرات إشارة تحذير

واعتبر عسكريون وأمنيون زيارة بايدن تعزيزاً لقناعتهم بأن الولايات المتحدة ستشارك في الحرب إلى جانب إسرائيل في حال اتساعها إلى أكثر من جبهة، حيث إن المساعدات الأميركية بالسلاح والذخيرة والعتاد العسكري لإسرائيل هي دعم غير مسبوق ويعزز قناعة الدعم والثقة بين الطرفين.

وبحسب خبراء وأمنيين فإن "الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل في الحرب الحالية على غزة، وكأنه يوجد حلف دفاعي بين الجانبين"، بخاصة التواجد المستمر لوزير الخارجية بلينكن في إسرائيل، حيث عقد اجتماعات ماراثونية حتى ليلة الإثنين – الثلاثاء للتوصل إلى تفاهم أولي مع إسرائيل حول الدعم الإنساني للفلسطينيين".

كما وصل قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل، حيث عقد اجتماعات مع رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة المؤسستين العسكرية والأمنية للتنسيق في شأن التعاون العسكري بين الطرفين في حال اتسعت المعركة إلى حرب متعددة الجبهات.

من جهته، رأى الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس أن "إرسال الولايات المتحدة إلى شرق البحر المتوسط حاملة الطائرات جيرالد فورد، الأكثر حداثة وتطوراً في الأسطول الأميركي، بمرافقة سفن حربية عدة تشكل معاً، مجموعة هجومية. كما أبحرت حاملة الطائرات "دوايت آيزنهاور" من ميناء نورفولد في فرجينيا وباتت في طريقها إلى البحر المتوسط. في الوقت نفسه، يرسو في البحرين بشكل دائم الأسطول الخامس الأميركي، وهو القوة البحرية الأساسية لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي".

ويشير بينكاس إلى ما يمكن للرئيس الأميركي تنفيذه استناداً للدستور الأميركي قائلاً، إن "الحرب بين إسرائيل وحماس تعد قضية أميركية أولاً لوجود 25 من المخطوفين على الأقل في غزة يحملون الجنسية الأميركية، بينما إيران وحزب الله يهددان الاستقرار الإقليمي. في مثل هذه الحالة لا يحتاج بايدن إلى مصادقة الكونغرس، إلا بعد 48 ساعة على بدء التدخل الأميركي، وإذا تفاقم الوضع، كمثل ضرب حزب الله لهدف أميركي، فإن الأمر سيحتاج إلى المصادقة على إعلان حرب أميركية من الكونغرس". ويضيف بينكاس أن "الافتراض هو أن الكونغرس مؤيد لإسرائيل وسيصادق على الفور على إعلان الحرب، هو افتراض يهدئ بعض الإسرائيليين، لكنه لا يأخذ في الحسبان بأن الكونغرس هو قبل أي شيء آخر مؤيد لأميركا، وشهيته لمزيد من التورط في حرب في الشرق الأوسط هي تقريباً صفر، كما يمكن لإسرائيل الدفاع عن نفسها وهي مزودة بما فيه الكفاية. إن الانشغال بتدخل عسكري أميركي يجب أن يأخذ في الحسبان بأن هذا ليس مصلحة أميركية مطلقة، وأن هذا هو الأمر الأخير الذي تهتم به الإدارة الأميركية، إن ارسال حاملات الطائرات والتحذيرات الموجهة للاعبين آخرين في المنطقة استهدفت منع التطرف والردع وليس أن تكون جزءاً منه".

المزيد من متابعات