Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير إسرائيلي... مستشفيات غزة بين إجلاء المرضى أو الموت قصفا

أبلغ الجيش 22 مرفقاً طبياً بإخراج الجرحى والنازحين قبل يومين من استهدافه

15 مرفقاً طبياً تعرض للقصف المباشر في غزة  (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

حذر الجيش الإسرائيلي نحو 22 مدير مستشفى في غزة بضرورة الإخلاء الفوري للمرضى والنازحين 

في دقائق معدودات سقط  نحو 500 قتيل على الأقل في المستشفى العربي الأهلي في غزة، وجرح عدد آخر، فيما سجلت وزارة الصحة حالات انهيار عصبي شديد بين المواطنين.

وارتقى العدد الضخم من الضحايا نتيجة وجود عدد كبير من النازحين المدنيين الذين لم يجدوا مأوى آمن لهم سوى الوصول إلى المستشفى الذي يتبع الكنيسة المعمدانية في بريطانيا وترفع عليه أعلام المملكة المتحدة، وله إدارة خاصة تعين من الكنيسة الإنجيلية في لندن.

إشعار بالإخلاء

جاء استهداف ساحة المستشفى، وهي المكان الذي لجأ إليه النازحون الذين اعتقدوا أن هذا المكان يحظى بحماية دولية بعد يومين من استهدافه بقذيفتين تسببت بأضرار جسيمة في مبنى المرفق الطبي، وكانت إشعاراً تحذيرياً من إسرائيل لضرورة إخلاء المرفق الطبي، لتنفيذ هجمات عسكرية واسعة في المكان.

لم يكن هذا القصف الوحيد الذي طال المرافق الطبية أمس، فقد أغارت إسرائيل أيضاً على بوابة المستشفى الأوروبي في مدينة رفح، فيما اتصلت للمرة الثالثة بمدير المستشفى الكويتي وطلبت منه إخلاء المرفق من النازحين والجرحى والمرضى على الفور لأن الطائرات الحربية ستدمره.

تأتي الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المرافق الطبية في غزة، بعد أربعة أيام من بدء إسرائيل إشعار مديري المستشفيات في غزة بضرورة الإخلاء الفوري لجميع مباني المرافق الطبية في إطار اتباعها سياسة التهجير القسري لجميع سكان غزة والشمال، الذي تبرره بأنه في إطار الاستعداد لعملية عسكرية برية واسعة.

 

 

22 مرفقا طبيا

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنه في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أبلغت إسرائيل عبر الرسائل والاتصال المباشر، نحو 22 مدير مستشفى في جميع محافظات القطاع بضرورة الإخلاء الفوري، وإلا فإنها ستضطر إلى تدمير المباني فوق رأس المصابين والجرحى والمرضى.

وفي القطاع صغير المساحة يوجد 32 مرفقاً طبياً ومستشفى، وتهديد 22 منها بالإخلاء الفوري يعني انهيار قطاع الصحة بشكل كامل، إذ لا توجد أغلب الأجهزة الطبية المهمة في جميع المرافق الصحية.

من جانبهم رفض مديرو المستشفيات في قطاع غزة الإذعان لتهديدات جيش تل أبيب في إخلاء المرافق الصحية، ومنحت إسرائيل وزارة الصحة نحو ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك، وخلال هذه الفترة كانت تتصل بشكل متكرر على مسؤولي المستشفيات وتطلب منهم تنفيذ أوامرها.

وفي اليوم الرابع، اتبعت إسرائيل سياسة القصف الجوي على المرافق الصحية، لإجبار المستشفيات والنازحين فيها على الإخلاء الفوري، يقول مدير عام وزارة الصحة منير البرش "أغارت الطائرات المقاتلة على الشوارع المحيطة بمستشفى القدس في مدينة غزة، وقطعت الطرق الواصلة إلى هناك".


فسفور أبيض

يضيف، "جرى قصف المستشفى العربي الأهلي قبل تدمير ساحته، كما شنت إسرائيل حزاماً نارياً حول المستشفى الأردني الميداني في غزة، الذي تلقى إنذاراً بالإخلاء، وألقت قنابل الفسفور الأبيض على مستشفى الدرة المخصص للأطفال، فيما قصفت إسرائيل مرافق من مستشفى العودة والإندونيسي والأوروبي وبيت حانون والأميركي والنصر، وجرى إشعار المستشفى الكويتي بالإخلاء السريع أو القصف المدمر".

وبالمجمل، فإن 15 مرفقاً طبياً قصفت إسرائيل أجزاء منها، وأخرجت حوالى خمسة عن الخدمة بشكل كامل، ويوضح مدير وزارة الصحة أنه بعد ضرب المستشفى العربي الأهلي فإن هناك تخوفاً من قصف مستشفى الشفاء أو أي مكان آخر، هذا الموضوع كان عبارة عن تهديدات وأصبح واقعاً.

ويؤكد البرش أن جميع المستشفيات رفضت الخضوع لتهديدات إسرائيل المتكررة بالإخلاء، لأنه يوجد داخلها أكثر من 12 ألف جريح، وبينهم حالات حرجة وخطيرة ومنهم من يستعمل أجهزة التنفس الاصطناعي، وفي حال إخلاء المستشفى تصبح هذه الحالات عرضة للموت، إضافة إلى أن العنايات المكثفة ممتلئة بالكامل، مشيراً إلى أن أصحاب الواجب الإنسانى لن يوافقوا على ترك مهامهم ومغادرة مهنتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إحداثيات المستشفى مع إسرائيل

وبحسب البرش، فإن التهديد بالقصف يعد حكماً بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى داخل المستشفيات وهو جريمة تتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى عدم وجود آلية لنقل الجرحى ولا يوجد مكان يتسع لهم ولا يمكن تقديم الخدمات الطبية لهؤلاء في أماكن غير المستشفيات.

وعن تدمير المستشفى العربي الأهلي يعقب البرش، "جميع المرافق الصحية مزودة بعلامات تنويه ومرفوعة إحداثياتها وجرى تسليمها إلى الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وموجودة لدى إسرائيل تأكيداً على الحماية التي من المفترض أنها متوفرة لهذه الأعيان الطبية المدنية، التي تقدم خدمات رعاية صحية للمرضى، لكن الجيش لم يلتزم ذلك وقصف هذه الأعيان".

يشير إلى أن وزارة الصحة تواصلت مع جميع الجهات والأطراف المعنية، وطلبت من المنظمات الدولية أن تتحمل المسؤولية لأنهم حددوا قواعد القانون الدولي الإنساني وهم الأوصياء على اتفاقية جنيف وتنفيذ بنودها.

 

 

لم يرد أحد

ووجدت خطوة إسرائيل في تهديد المرافق الصحية بالقصف رفضاً عالمياً، وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "نقل المرضى يعرض حياتهم لخطر داهم، على إسرائيل التراجع عن هذا القرار، وإلا فإن ذلك يسبب كوارث لا يمكن توقعها".

ونفت إسرائيل تنفيذها أي قصف على مستشفى الأهلي العربي، وقال المتحدث باسم حرب السيوف الحديدية دانيال هاجري "لقد سقط صاروخ أطلقته الجهاد على المرفق الطبي"، ونشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيديو يوضح ذلك، لكنه حذفه بعد خمس دقائق.

وبعد هذا النفي، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش أمنون شيفلر "طلبنا من المستشفى الإخلاء بأكثر من طريقة، كما اتصلنا بمطران الكنيسة ولم يرد أحد، وأرسلنا تحذيراً بقذيفتين ولم يتم إخلاء المستشفى الذي يقع في منطقة غير آمنة".

أما حول تهديد بقية المرافق الصحية، فقال "إسرائيل تعمل على خطة ويجب تنفيذها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير