Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة المناخ تحوز اهتمام الناخبين الجمهوريين ولامبالاة من المرشحين

صحيح أن الديمقراطيين والمستقلين كانوا يميلون أكثر إلى القبول بالأدلة العلمية على تغير المناخ، غير أن الناخبين الجمهوريين أخذوا يحذون حذوهم

مرشحون جمهوريون للرئاسة الأميركية في مناظرة لنيل ترشيح حزبهم في الـ27 من سبتمبر 2023 والرئيس السابق دونالد ترمب في الكادر (أ ب/غيتي)

ملخص

عقب صيف عارم بالفيضانات والحرائق والحر الشديد، ينحي عدد أكبر من الأميركيين، باللائمة على أزمة المناخ في هذا الطقس المتطرف لكن مرشحي حزب الجمهوري لديهم رأي آخر

عقب صيف عارم بالفيضانات والحرائق والحرارة الشديدة، ينحي عدد أكبر من الأميركيين، وأكثر من أي وقت مضى، باللائمة على أزمة المناخ في نشوب ظواهر جوية متطرفة تضرب البلاد.

وكشف استطلاع رأي جديد نهض به مركز "نورك" لبحوث الشؤون العامة التابع لوكالة "أسوشيتد برس" عن أن 87 في المئة من الأميركيين عايشوا حدثاً مناخياً متطرفاً واحداً في أقل تقدير خلال السنوات الخمس الماضية، ويعتقد ثلاثة أرباعهم أن تغير المناخ اضطلع أقله بدور جزئي فيه.

ولكن شأن معظم القضايا الشائكة الأخرى المثيرة للجدل، تتقاطع وجهات النظر مع الانتماءات الحزبية. وربط جميع مؤيدي الحزب الديمقراطي تقريباً (تحديداً 93 في المئة)، المشاركين في الاستطلاع، الأحوال الجوية المتطرفة بأزمة المناخ، مقارنة مع أقل من نصف مؤيدي الحزب الجمهوري (تحديداً 48 في المئة).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن الليبراليين والمستقلين كانوا أكثر ميلاً إلى القبول بالأدلة العلمية على تغير المناخ، أخذ الجمهوريون يحذون حذوهم سريعاً.

وفي أحدث استطلاع للرأي، تبين وجود قفزة بنسبة ستة في المئة في عدد الجمهوريين الذين يتعتقدون بأن علاقة تربط بين الأحوال الجوية الشديدة الوطاة من جهة، وبين المناخ من جهة أخرى، منذ أن طرح مركز "نورك" التابع لوكالة "أسوشيتد برس" السؤال نفسه في أبريل (نيسان). شهد جنوب الولايات المتحدة، موطن الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، درجات حرارة قاسية تجاوزت 100 درجة فهرنهايت [38 مئوية وما فوق] لفترات طويلة هذا الصيف.

عند مقارنتها ببيانات تعود لعام 2017، قدمها مركز "نورك" التابع لوكالة "أسوشيتد برس"لـ"اندبندنت"، تضاعفت تقريباً أعداد مؤيدي الحزب الجمهوري الذين يربطون ظواهر الطقس المتطرفة بتغير المناخ. قبل ست سنوات، اعتقد 27 في المئة فقط من الجمهوريين أن الطقس القاسي كان سببه " تغير المناخ بشكل كامل أو في الغالب".

ولكن مع ذلك يبدو أن القلق الذي لا ينفك يتزايد بين صفوف الناخبين الجمهوريين في شأن تغير المناخ لم يطرح أي تأثير في المجموعة الحالية من المرشحين في الحزب لرئاسة الولايات المتحدة.

في المناظرة الأولى التي عقدوها في أغسطس (آب) الماضي، نفى مرشحو الحزب الجمهوري إلى حد كبير وجود أزمة المناخ بعدما سألهم شباب من المحافظين كيف عساهم "يهدئون مخاوف الناخبين من أن الحزب الجمهوري لا يبالي بتغير المناخ".

ثم توجه المشرفون على المناظرة إلى المرشحين طالبين منهم رفع أيديهم في حال كانوا يؤيدون الرأي القائل إن النشاط البشري يقود إلى ارتفاع درجات الحرارة. ولكن لم ترتفع أي أيدي.

وكان الوافد الجديد إلى السياسة الأميركية [المرشح الجمهوري الشاب] فيفيك راماسوامي، علماً أنه رجل أعمال مليونير من ولاية أوهايو، الأكثر وقاحة في إنكاره أزمة المناخ، إذ توجه إلى الجمهور قائلاً "إن القضايا المتعلقة بتغير المناخ مجرد خدعة"، وقوبلت كلماته بصيحات الاستهجان.

رون ديسانتيس [حاكم ولاية فلوريدا] تعمد التعتيم على استجابة الرئيس بايدن للحرائق التي اجتاحت غابات جزيرة ماوي وتوجه بالانتقادات إليه. يحاول حاكم ولاية فلوريدا أن يوازن بين كونه زعيم ولاية تجتاحها أعاصير شديدة وتتعرض لارتفاع مستوى سطح البحر، وبين أجندة "مناهضة للووك" [ثقافة التنبه إلى التحيز والتمييز العنصريين] وللعلم.

بدورها، أقرت نيكي هالي، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، بأن تغير المناخ ظاهرة حقيقية، ولكنها قللت من دور أميركا فيها وأنحت باللائمة على الصين، على رغم كون الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر في العالم للتلوث، ومصدر أكبر حصة من انبعاثات الكربون على مدى 200 عام ماضية.

من جهته، الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي رفض أن يشارك في المناظرات الرئاسية للجمهوريين ولكنه يتقدم بفارق كبير من الناخبين على منافسيه، منكر مخضرم لتغير المناخ.

خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، أوقف ترمب العمل بما يربو على 100 قاعدة تنظيمية متصلة بالبئية والمناخ، مما سمح بتنفيذ مزيد من عمليات التنقيب عن النفط وسهل إطلاق الملوثات الصناعية.

لقد نفى ترمب مراراً وتكراراً وجود أزمة مناخية عندما كان رئيساً للولايات المتحدة واستمر على موقفه عندما صار خارج سدة الرئاسة، مدعياً العام الماضي أن ارتفاع منسوب مياه البحر ظاهرة جيدة وتجدي نفعاً ومن شأنها أن تقود إلى إنشاء "مزيد من الممتلكات على الواجهة البحرية".

وفي الأسبوع الماضي، أثنى على رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لتراجعه عن أهداف المملكة المتحدة المتمثلة في تصفير الانبعاثات [الكربونية]. وكتب ترمب: "طالما كنت أعلم أن سوناك ذكياً، وأنه لن يدمر أمته أو يودي بها إلى الإفلاس بسبب نشطاء المناخ المثيرين للمخاوف الزائفين الذين لا يملكون أي دليل في هذا الشأن". وقال يوم الجمعة أمام جمهور في كاليفورنيا إن حرائق الغابات يمكن وقفها إذا "رطبنا غاباتنا بالمياه".

ولكن لا تلقى هذه الأشكال من التصريحات الزائفة قبولاً كبيراً، خصوصاً بين صفوف الشباب المؤيدين للحزب الجمهوري الذين يشعرون بقلق أكبر في شأن تغير المناخ مقارنة مع الناخبين الأكبر سناً.

خطر آخر يواجهه الحزب الجمهوري يتمثل في أن الناخبين المتأرجحين، الذين ستقرر أصواتهم نتائج انتخابات 2024، يؤيدون بشدة الإجراءات المتعلقة بالمناخ والطاقة النظيفة التي تراعي خير البيئة.

كذلك بدا أن بعض أعضاء "تجمع المحافظين للمناخ" [تجمع في مجلس النواب الأميركي يهدف لتثقيف الجمهوريين في المجلس حول سياسات المناخ والتشريعات المتوافقة مع القيم المحافظة] غير مهتمين بالردود الباهتة التي قدمها المرشحون الجمهوريون في شأن تغير المناخ.

النائب تيم بورشيت، علماً أنه جمهوري من ولاية تينيسي، قال في تصريح أدلى به إلى "اندبندنت" هذا الأسبوع: "لم أفكر كثيراً في المسألة. أنا لا أشاهد المناظرات، أنت تؤيد موقفك، وأنا أؤيد موقفي، وكلانا يغادر معتقداً أنه ظفر [في المناظرة]".

وقال العضو في الكونغرس الأميركي توني غونزاليس [جمهوري]، الذي يمثل منطقة في جنوب تكساس، إنه يصب تركيزه على عبور المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مضيفاً: "أحاول ألا أعير كل الضوضاء الأخرى أي اهتمام".

في الحقيقة، لم يبد الحزب الجمهوري دوماً مثل هذا النفور تجاه الأخطار التي تتهدد البيئة.

مثلاً، "قانون المياه النظيفة" و"قانون الهواء النظيف"، اللذان يشكلان التشريع الأساس الذي يحمي الأميركيين من التلوث، وقع عليهما الرئيس الجمهوري السابق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الـ20. وفي أوائل التسعينيات، وقع الرئيس جورج بوش الأب على "قانون بحوث تغير المناخ العالمي" وأدخل تعديلات أساسية على "قانون الهواء النظيف".

وفي حديث إلى "اندبندنت"، قال كريستوفر بارنارد، رئيس "التحالف الأميركي للحفاظ على البيئة"، إنه "فوجئ وشعر بالحيرة" من أن المرشحين الجمهوريين للرئاسة لم يقدموا حلولاً تقدم مقاربات محافظة في شأن هذه المسألة، واصفاً هذا التقاعس بـ"القنبلة الموقوتة" للحزب.

وقال بارنارد، الذي يقود أكبر مجموعة للحفاظ على البيئة في الولايات المتحدة: "رسالتنا إلى المرشحين والحملات الانتخابية أن المحافظين إما أن يتعثروا في أن قضية المناخ، أو في مقدورهم كسب المستقلين، والشباب الأميركيين، والمحافظين الشباب الذين يولون هذه القضية الاهتمام".

ويعتقد نحو 81 في المئة من الجمهوريين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 سنة، أن تغير المناخ يمثل الآن تهديداً خطراً، أو أنه ربما يزداد سوءاً في السنوات المقبلة، وفق استطلاع رأي نهضت به منظمة "مواطنون لحلول الطاقة المسؤولة" في عام 2023.

وقال بارنارد إن المرشحين الجمهوريين سيكافحون من أجل كسب ثقة هذه التركيبة السكانية والفوز بأصواتهم إذا تجاهلوا قضايا المناخ والبيئة، مضيفاً "خصوصاً في الانتخابات العامة حيث تتجه هذه التركيبة السكانية أكثر فأكثر صوب الديمقراطيين وليس الجمهوريين".

وأعرب بارنارد عن ميله أكثر إلى خطاب المرشحين نيكي هيلي وتيم سكوت في المناظرة، مضيفاً أن حاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم أنجز "عملاً عظيماً" في مشاريع الطاقة النظيفة في ولايته.

وأوضح "نرى أن بعض المرشحين بدأوا في مقاربة هذه [القضية] ولكن ليس بدرجة كافية بعد لإقناع الناخبين الشباب والمستقلين".

في رأي بارنارد "أمام المرشحين الجمهوريين فرصة للإقرار بهذا الاهتمام الذي يوليه الشباب بتغير المناخ، ولكن كي يضعوا في مرحلة لاحقة أفكاراً أفضل، كالطرق التي يسع للولايات المتحدة أن تقودها من طريق الابتكار وتنمية الاقتصاد وفي الوقت نفسه حماية البيئة".

وختم بالقول "تترك هذه الرسالة صدى لدى الناس. تجاهل المشكلة، أو التخبط في شأنها، لا يصنع أي فارق في تعزيز صدقيتك تجاه هذه التركيبة السكانية الرئيسة للناخبين".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير