Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما التقدم الذي أحرزته دراسة جديدة في التعامل مع السكري أثناء الحمل؟

كل عام، يصيب هذا المرض، الذي تتجلى أعراضه في ارتفاع مستويات السكر في الدم، نحو ثلاثة ملايين امرأة حامل حول العالم.

البروفيسورة فيديلما دون تشرح أن ضبط أعراض السكري الحملي كان يعالج عادة عبر إسداء النصائح الغذائية والتمارين الرياضية (جامعة غالواي)

ملخص

قد تسهم نتائج دراسة إيرلندية في التحكم بأعراض نوع معين من السكري يشخص خلال فترة الحمل، فتسمح بتجنب انعكاساته السلبية الممكنة على الأمهات والأطفال

قد تسهم نتائج دراسة إيرلندية في التحكم بأعراض نوع معين من السكري يشخص خلال فترة الحمل، فتسمح بتجنب انعكاساته السلبية الممكنة على الأمهات والأطفال.

وفي التفاصيل، اعتبر باحثون من "جامعة غالواي" Galway University أن نتائج تجربة أجروها تشكل "خطوة مهمة نحو الأمام"، وقد تساعد النساء المصابات بداء "السكري الحملي" gestational diabetes mellitus.

وكشفت نتائج الاختبار عن أن دواء "ميتفورمين" metformin، المستعمل لعلاج النوع الثاني من داء السكري والمتوفر منذ أكثر من 60 عاماً، هو حل بديل فاعل للتحكم بأعراض السكري خلال الحمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المتوقع أن تعرض نتائج التجربة خلال مؤتمر في ألمانيا، وأن تنشر في مجلة "الجمعية الطبية الأميركية"Journal of American Medical Association غداً الثلاثاء.

من المعلوم أن السكري يصيب نحو ثلاثة ملايين امرأة حول العالم كل عام، ومن أهم أعراضه ارتفاع في مستويات السكر في الدم لدى الحوامل. ومن ثم فهو يشكل خطراً على صحة الأمهات وأطفالهن على حد سواء.

استطراداً، شمل الاختبار العشوائي 535 امرأة حاملاً، تلقت 268 من بينهن عقار "ميتفورمين"، في حين تناولت 267 امرأة أخرى دواءً وهمياً.

وبقيت نسبة 98 في المئة من النساء ضمن الاختبار حتى الولادة، في حين خضعت نسبة 88 في المئة منهن للتقييم والمتابعة لمدة 12 أسبوعاً بعد الولادة، علماً أن نسبة 4.9 في المئة من النساء المشاركات أوقفن تناول الدواء بعد أن عانين أعراضاً جانبية.

وأظهرت النتائج أن الحاجة إلى الإنسولين كانت أقل بنسبة 25 في المئة لدى النساء اللاتي تلقين جرعات "ميتفورمين". وعندما كان الإنسولين ضرورياً، بدأ استخدامه في وقت لاحق من الحمل.

"على رغم وجود أدلة مقنعة تشير إلى أن تحسين نتائج الحمل مرهون بتحسين مستويات ضبط السكر في الدم، يبقى الغموض سائداً في شأن أفضل مقاربة ممكنة للتحكم بالمرض، عقب تشخيص الإصابة بالسكري الحملي".

البروفيسورة فيديلما دون، جامعة "غالواي"

 

إلى ذلك، تبين أن مستويات سكر الدم عند الصيام وبعد تناول وجبة طعام، كانت أكثر انخفاضاً بكثير في الأسبوع الـ32 والـ38 من الحمل، لدى أمهات المجموعة التي وصف لها دواء "ميتفورمين".

وضمن المجموعتين، ولد الأطفال في نفس متوسط فترة الحمل (39.1 أسبوع)، من دون رصد أي دليل على زيادة معدلات الولادة قبل أوانها (المحددة قبل الأسبوع الـ37 من الحمل) لدى النساء اللاتي تلقين "ميتفورمين".

وبالمعدل، كان وزن الرضع المولودين لأمهات تلقين "ميتفورمين" أقل بمعدل 113 غراماً عند الولادة، مع تسجيل عدد أقل بكثير من ولادات الأطفال المصنفين بـ"مرتفعي الوزن"، ممن يتخطى وزنهم أربعة كيلوغرامات (ثمانية أرطال وثماني أونصات).

إلى ذلك، سجل تراجع طفيف في طول الأطفال حديثي الولادة (0.7 سنتيمتر)، لكن الدراسة لم ترصد أية فوارق مهمة أخرى في مقاسات الأطفال.

"قارن اختبار سابق دواء ’ميتفورمين‘ بمادة الإنسولين، وأظهر فعاليته، على رغم وجود مخاوف، لا سيما في شأن الولادات السابقة لأوانها وحجم الأطفال حديثي الولادة".

البروفيسورة فيديلما دون، جامعة "غالواي"

 

وفي سياق متصل، لم تكشف الدراسة عن وجود أية فوارق في مدى السلبيات المسجلة لدى الأطفال حديثي الولادة، أكان من ناحية حاجتهم إلى عناية مكثفة أو إلى مساعدة في التنفس، أو لجهة إصابتهم باليرقان، أو بتشوهات خلقية، أو تعرضهم لإصابات عند الولادة أو لانخفاض في مستويات السكر في الدم.

وكذلك، لم ترصد أية اختلافات في معدلات اللجوء إلى تفعيل عملية المخاض، أو الولادات القيصرية، أو نزيف الأم، أو تعرضها لالتهابات، أو لمشكلات في ضغط الدم أثناء الولادة أو بعدها.

ومن المتوقع أن تقوم فيديلما دون، وهي بروفيسورة في الطب في جامعة "غالواي"، باستعراض نتائج التجربة خلال اللقاء السنوي الـ59 لـ"الجمعية الأوروبية لدراسات السكري" European Association for the Study of Diabetes in Hamburg، الذي سيقام في مدينة هامبورغ غداً الثلاثاء.

وفي هذا الصدد، قالت البروفيسورة: "على رغم وجود أدلة مقنعة تشير إلى أن تحسين نتائج الحمل مرهون بتحسين مستويات السكر في الدم، يبقى الغموض سائداً في شأن أفضل مقاربة ممكنة للتحكم بالمرض، عقب تشخيص الإصابة بالسكري الحملي... وسط سعينا إلى إيجاد خيار علاج آمن وفاعل، استكشفنا مقاربة بديلة تقوم على وصف عقار ’ميتفورمين‘".

"في حين أن استخدام الإنسولين فاعل في تقليل تداعيات مشكلات الحمل، لكنه يأتي مصحوباً بمضاعفات، بما في ذلك انخفاض مستويات السكر في الدم لدى الأم والرضيع، مما قد يستدعي عناية مكثفة للرضع، ويسبب زيادة غير مرغوبة في وزن الأمهات، وارتفاعاً في معدل الولادات القيصرية".

البروفيسورة فيديلما دون، جامعة "غالواي"

 

وأضافت: "قارن اختبار سابق دواء ’ميتفورمين‘ بمادة الإنسولين، وبين فعاليته، على رغم وجود مخاوف، لا سيما في شأن الولادات السابقة لأوانها وحجم الأطفال حديثي الولادة".

وأكدت البروفيسورة دون، وهي أيضاً مستشارة في أمراض الغدد ضمن "مجموعة الرعاية الصحية في جامعة ساولتا"Saolta University Health Care Group، أن مرض السكري الحملي يعالج عادة عبر إسداء النصائح الغذائية والتمارين الرياضية، مضيفة أن جرعات الإنسولين توصف في حال بقي السكر في الدم عند مستويات غير طبيعية.

وقالت أيضاً: "في حين أن استخدام الإنسولين فاعل في تقليل تداعيات مشكلات الحمل، لكنه يأتي مصحوباً بمضاعفات، بما في ذلك انخفاض مستويات السكر في الدم لدى الأم والرضيع، مما قد يستدعي عناية مكثفة للرضع، ويسبب زيادة غير مرغوبة في وزن الأمهات، وارتفاعاً في معدل الولادات القيصرية... والحال أيضاً أن الأمهات المصابات بمرض السكري الحملي يعتبرن أكثر عرضة لارتفاع في ضغط الدم وللإصابة بتسمم الحمل preeclampsia".

وعن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالسكري الحملي، قالت البروفيسورة دون: "هناك مجموعة من الأخطار الخاصة بهن، مثل الوزن الزائد، والتعرض للإصابات أثناء الولادة، وصعوبات في التنفس، وانخفاض لمستويات السكر في الدم بعد الولادة، مما قد يستلزم إدخالهن إلى وحدة العناية المكثفة لحديثي الولادة... كما أن مرض السكري الحملي يجعل هؤلاء الأمهات وأطفالهن عرضة مدى الحياة للإصابة بداء السكري".

وختمت دون: "كذلك، تكون الأمهات عرضة مدى الحياة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، مع العلم بأن البلدان ذات الدخل المتدني والمتوسط تسجل أعلى معدلات إصابة بمرض السكري الحملي".

المزيد من صحة