Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تنعكس أزمة المناخ على تساقط الأمطار وقدرة استيعابها في نيويورك؟

مراجعة تكشف عن افتقار مترو المدينة لخطة تعزيز الاستعدادات أمام التحديات

رجل يعمل على تنظيف مجرى مياه الفيضانات في بروكلين يوم الجمعة بعدما اجتاحتها عاصفة ممطرة قوية (أ ب)

ملخص

صاحب العاصفة الشديدة التي ضربت مدينتي نيويورك ونيوجيرسي تحقيق رقم قياسي في غزارة الأمطار وأسفرت عن فيضانات غير مسبوق

كشفت دراسة أجريت حديثاً عن أن هطول الأمطار الغزير الذي غمر بعض مناطق مدينة نيويورك في الآونة الأخيرة قد "تعزز في الغالب" بفعل أزمة المناخ. فلقد صاحب العاصفة الشديدة التي ضربت مدينتي نيويورك ونيوجيرسي تحقيق رقم قياسي في غزارة الأمطار وأسفرت عن فيضانات غير مسبوقة.

من الصعب للغاية التنبؤ بهطول الأمطار الغزيرة والتعامل معها خلال أطر زمنية قصيرة. فلقد شهد جزء من بلدة بروكلين هطول 2.58 إنش (6.55 سم) من الأمطار خلال ساعة واحدة فقط صباح الجمعة الماضي، وهو ما يتجاوز قدرة نظام الصرف الصحي البالغ من العمر 120 سنة، والمصمم للتعامل مع 1.75 إنش كحد أقصى في الساعة.

وقد شلت الأمطار الغزيرة حركة المدينة، مع توقف نصف خطوط المترو وتقطعت السبل بالسائقين على الطرق السريعة، إضافة إلى إغراق المنازل والمحلات التجارية. وفي حادثة غريبة، تمكن أسد بحر من الهرب لفترة وجيزة من حظيرته الفائضة في حديقة حيوان سنترال بارك.

وحذرت دراسة حديثة من أن الأمطار أصبحت أكثر غزارة بمقدار 3-15 مم يومياً مقارنة بالماضي، وذلك وفقاً لنتائج "كليماميتر"، وهو نظام تجريبي أوروبي طوره علماء أوروبيون بهدف تحليل الظواهر الجوية الشديدة في ضوء التغيرات المناخية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أظهرت المقارنة بين بيانات الأمطار خلال العقدين الماضيين والفترة ما بين 1979-2000 تزايداً واضحاً في شدة الأمطار. وعلى رغم تأثير التقلبات المناخية الطبيعية، فإن العلماء أكدوا أن التغيرات المناخية التي يسببها النشاط البشري هي السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة مقارنة بالعواصف التي حدثت في الماضي. وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة ستشهد زيادة في تكرار وشدة الأمطار الغزيرة خلال العقود المقبلة، وفقاً لتقرير هيئة الأمم المتحدة للمناخ.

وسجل عام 2023 أعلى درجات حرارة صيفية في التاريخ، إذ أدت النشاطات البشرية، وخصوصاً حرق الوقود الأحفوري، إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات بمقدار درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه قبل قرن. ويقول العلماء إن ارتفاع حرارة المحيطات يعمل على تعزيز قوة العواصف ورفع مستوى تشبعها بالأمطار.

 

ولكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فمدينة نيويورك تواجه تحديات أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تشير التقديرات إلى موجات حر أشد وأكثر تكراراً، إضافة إلى تزايد الأخطار الناشئة عن هبوب العواصف ومخاطر الفيضانات المستمرة نتيجة ارتفاع مستوى البحر، كما أبرز تقييم "كليماميتر".

وفي سياق متصل، أظهرت مراجعة حديثة لوكالة النقل في نيويورك، المسؤولة عن وسائل النقل العام في الولاية، أن هناك نقصاً في الاستعدادات لمواجهة تأثيرات التغير المناخي في نظام المترو.

وفي تصريح صحافي حديث، أكد المراجع العام لولاية نيويورك، توماس دينابولي، أن عديداً من مشروعات نقل مدينة نيويورك، التي أعطت الأولوية بعد العاصفة الضخمة "ساندي"، إما أنها غير مكتملة، أو لم تنته ضمن الوقت أو الموازنة المحددة، أو أن هذه المشاريع سجلاتها غير كاملة ما يجعل من الصعب تقييم وضعها.

 

وتعرضت شبكة المترو وخطوط القطارات المحلية في منطقة الولايات الثلاث المتجاورة [نيويورك – نيوجيرسي - كونيكتيكت] لتأثيرات عنيفة نتيجة العواصف الأخيرة، مما دفع مسؤولو هيئة النقل إلى دعوة المواطنين للبقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

وفي خطوة تظهر الاهتمام بمواجهة تحديات المستقبل، أصدرت هيئة النقل في المدينة تقييماً استراتيجياً لحاجات العقدين القادمين، مبرزة أهمية التكيف مع تغير المناخ. وتشير الوثائق إلى أن "البنية التحتية الحالية ليست معدة لمثل هذه الظروف". وأكدت الهيئة أنه جرى تخصيص أموال غير مسبوقة بلغت 55 مليار دولار خلال الفترة 2020-2024، لتعزيز متانة ومرونة البنية التحتية أمام التهديدات المناخية وتقليل البصمة الكربونية للنظام بنسبة 85 في المئة.

© The Independent

المزيد من بيئة