Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتلى وأسرى وارتباك أمني... ماذا يحدث في إسرائيل؟

نتنياهو يعلن الخروج إلى الحرب والمؤسسة الأمنية تبحث الإخفاقات واستعادة المختطفين

ملخص

حالة من الارتباك الأمني سادت بين الإسرائيليين فيما حاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع طمأنة المواطنين وتعهدا برد قاس وغير مسبوق على "حماس"

لم يستوعب الإسرائيليون صبيحة اليوم السبت، اليوم الأخير من احتفالات عيد العرش، أن يستيقظوا على صرخات واستغاثة عشرات العائلات اليهودية في الجنوب بعد احتجازها في بيوتها من قبل مقاتلي "حماس".

ولم تدرك الأجهزة الأمنية كيف انتشر نحو 60 مقاتلاً فلسطينياً، وفق التقديرات الإسرائيلية، في مختلف البلدات المحاذية لغلاف غزة لتعلن تل أبيب بعد أربع ساعات عن مقتل 20 إسرائيلياً في الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 200، ودمار مئات السيارات وعشرات الأبنية، قبل أن يعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "دخلنا حرباً قاسية".

عشرات السيارات في حي واحد تشتعل بالنيران والدخان الأسود يخرج من بنايات إسرائيلية في الجنوب ونوافذ البيوت محطمة ومشتعلة بالنيران... مقاتل فلسطيني يأخذ هاتف أحد الإسرائيليين ويتصل لينشر صوراً مباشرة من حيث محاصرتهم. أكثر من خمسة آلاف صاروخ، ومظلات من غزة إلى إسرائيل، صواريخ مضادة للمدرعات، وتسلل مقاتلين فلسطينيين، كل ذلك تحت رادارات إسرائيلية التي، كما تتوقع تل أبيب، تم إبطالها.

بعد نحو خمس ساعات، وعند الـ12 ظهر اليوم السبت، لم ينجح الجيش الإسرائيلي ولا الشرطة من إنقاذ المحتجزين في بيوتهم، ونقل عشرات الوحدات العسكرية إلى المناطق التي يحاصر المقاتلون الفلسطينيون العائلات الإسرائيلية، فيما بدا الاعتراف الإسرائيلي، رويداً رويداً، باختطاف جنود أو مدنيين، ووصولهم إلى القطاع.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فقد خرج إلى الجمهور لطمأنتهم ودعاهم إلى البقاء داخل بيوتهم أو في الملاجئ معلناً أن "إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب".

بعد أقل من ساعة خرج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بيان معلناً دخول إسرائيل إلى الحرب، واستمرار تقييم الوضع على أن يعلن الموقف الرسمي بعد جلسة الحكومة والكابينت، عند الخامسة بعد الظهر.

رافق حديث نتنياهو الإعلان عن مباشرة سلاح الجو بإطلاق الصواريخ على غزة، كل هذا وسط حالة من الإرباك، وحتى الفوضى، كما وصف أكثر من مسؤول أمني ومتخصص في الشأن العسكري، وهي حالة لم تشهدها إسرائيل من قبل.

وبعد تكتم دام لساعات عما يحدث بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نقل معلومات من قبل مسؤولين عن وضع أمني صعب وتحويل المستشفيات في الجنوب والمركز إلى حالة الطوارئ، حيث وصل إليها مئات المصابين، وكذلك القتلى.

بدوره، دعا النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال دان هرئيل، إلى الوحدة والالتزام بجميع التعليمات التي تصل إليهم بشكل مستمر من قبل الجبهة الداخلية، قائلاً "نحن في حرب الأيام المقبلة ستكون أصعب بعد الرد الإسرائيلي. هناك إسرائيليون ما زالوا أسرى في بيوتهم لدى الفلسطينيين وأسرى في غزة لكننا سننتصر عليهم".

إغلاق الأبواب

لم ينجح أي مسؤول إسرائيلي في طمأنة سكان الجنوب والمركز، بل التوقعات التي تحدث عنها أمنيون ومتخصصون عبر وسائل الإعلام تشير إلى الاستعداد لرفع حالة التأهب في منطقة الشمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترفت تل أبيب باختطاف إسرائيليين دون تحديد العدد، أو إذا كانوا جنوداً أم مدنيين، فيما أعلنت مستشفيات الجنوب عدم قدرتها على استقبال العدد الكبير من القتلى والمصابين الذين يصلون إليها. وكان الإعلان المتكرر للإسرائيليين "أغلقوا الأبواب" و"ابقوا في أماكن آمنة".

فشل استخباراتي

في حين استدعى الجيش آلاف الجنود وضباط الاحتياط، ودعا الجنرال هرئيل إلى ترك الخلافات التي تشهدها إسرائيل منذ أشهر والعمل بوحدة كاملة وقوية أمام العدو وتلبية أوامر التجنيد على الفور، كما أعلن مسؤول أمني عدم قدرة الجنود على السيطرة على المقاتلين، وهناك تبادل إطلاق نار والتقدير استخدام المقاتلين الفلسطينيين أسلحة عدة بينها "آر بي جي"، كما تزود المقاتلون بعبوات ناسفة.

لكن أمام هذا كله، اعتبر متخصصون أمنيون ما حصل فشلاً استخباراتياً واستراتيجياً، ليس فقط لوحدة الاستخبارات والموساد والشاباك، وإنما للمؤسسة الأمنية التي أعلنت قبل أسبوع فقط أن "حماس" غير معنية بحرب مع إسرائيل.

فشل آخر... كيف تمكن الفلسطينيون من التسلل؟

بداية أعلن الإسرائيليون عن تسلل الفلسطينيين عبر نفق، ولكن سرعان ما أظهرت كاميرات المراقبة الإسرائيلية، السيارات الفلسطينية التي اخترقت الحدود ودخلت بلدات الجنوب وهي تنقل المقاتلين. ونقل عن مصدر أمني قوله إن بعض الأسرى الإسرائيليين نقلوا إلى غزة في ذات السيارات الفلسطينية، ثم أعلن عن تسلل جوي عبر طائرات مسيرة وصور أظهرت منطاداً في أجواء إسرائيل وعمليات إنزال جوي وبعدها صور الفلسطينيين وهم يهدمون الجدار.

كل هذا وحالة الفوضى والإرباك تسيطر على الإسرائيليين من مدنيين وإعلام ومسؤولين وأجهزة أمنية وعسكرية، إذ ذكر تقرير إسرائيلي أن ما نفذته حركة "حماس" عملية تتطلب تدريباً طويلاً ونوعياً وبتعاون خارجي.

مفاوضات لتحرير العائلات الأسيرة

عند الساعة الواحدة ظهراً بدأت المفاوضات بين مسؤولين إسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين على تحرير العائلات الأسيرة داخل بيوتها ومحاولات لإنقاذ العشرات بينهم، فيما أعلن الجيش أنه يستعد لعملية برية في غزة قد تستمر أياماً عدة أيام إلى جانب القصف الجوي فيما حذر أمنيون من خطر القصف الجوي مع وجود أسرى إسرائيليين في غزة.

وإلى حين اتخاذ الحكومة و"الكابينت" شكل الحرب التي ستشنها إسرائيل على غزة يعيش الإسرائيليون حالة حرب مع تعليمات مباشرة على مدار الساعة مع تكرار ما قاله الناطق بلسان الجيش وقبله غالانت من أن الرد سيكون قاسياً ولم تتوقعه "حماس" حتى القضاء على الحركة.

المزيد من الشرق الأوسط