Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإسرائيليون منقسمون حول تحقيق "السهم الواقي" أهدافها

أمنيون يعتبرون اندلاع مواجهات جديدة مسألة وقت

بعثت تل أبيب بتقارير مزودة بأدلة حول كل مسؤول من "الجهاد الإسلامي" الذي تم اغتياله في العملية العسكرية وفق كوهين (رويترز)

ملخص

اعتبر إيلي كوهين أن "السهم الواقي" لم تستهدف "الجهاد الإسلامي" فقط إنما كانت ضد من يهددون إسرائيل

لم يختلف إسرائيليان، منذ بداية العملية العسكرية في غزة "السهم الواقي"، أن الهدف المركزي منها هو تغيير المعادلة أمام حركة "الجهاد الإسلامي"، أولاً، ثم حركة "حماس"، لكن تبايناً ظهر بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة حول مدى تحقيق هدف هذه العملية المركزي وبقية الأهداف.

وفيما حذر أمنيون سابقون من أن المواجهات المقبلة ما هي إلا مسألة وقت، فتحت عائلات الأسرى لدى "حماس" الملف من جديد وخاضت حملة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي تنفّس الصعداء صبيحة الأحد، عند افتتاح جلسة حكومته الأسبوعية، بعد أن بيّنت استطلاعات الرأي أن نهاية "السهم الواقي" رفعت من شعبيته بعد أن تراجعت بنسبة عالية أمام وزير الأمن السابق ورئيس حزب "المعسكر الوطني" بيني غانتس خلال أول ثلاثة أيام من العملية العسكرية لتعود بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة إلى تحقيق تعادل بين الاثنين.

مع أول شرارة من الخارج نتوحد ضد أعدائنا

أمام أصوات عدة استبقت جلسة الحكومة الإسرائيلية، صباح الأحد، والتي حذرت من سياسة الحكومة المتهورة بعد خمسة أيام من القتال في قطاع غزة لم تحقق أهدافها، عاد نتنياهو إلى تهديد التنظيمات الفلسطينية وغيرها خارج الحدود وقال "من يحاول استهدافنا سيتحمل المسؤولية، وليعلم أعداؤنا أنهم لن يتمكنوا من الاختباء منا، مهما كانوا بعيدين سنقدر على الوصول إليهم بل نحن مستعدون للوصول إليهم في أي وقت"، وليس هذا فحسب، بل اعتبر نتنياهو أن الجيش حقق هدف "تغيير المعادلة" مقابل "الجهاد الإسلامي" "بمفاجأة مطلقة".

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين رأى نفسه صاحب الإنجاز الأكبر في ما اعتبره عدم مواجهة إسرائيل حملة دولية واسعة ضد العملية ومقتل الأطفال والنساء فيها وقال "الهدوء السياسي نابع من عمل السفراء في جميع أنحاء العالم، فقد نقلوا رسائل إسرائيل بالشكل الصحيح والناجح، فإسرائيل تعمل ضد الأذرع الأمامية كافة لإيران".

وفي حملتها الدولية، وفق كوهين، بعثت تلّ أبيب بتقارير مزودة بأدلة حول كل مسؤول من "الجهاد الإسلامي" الذي تم اغتياله في العملية العسكرية، أما حول المدنيين والأطفال والنساء، فبحسب كوهين، "شملت التقارير الإجراءات كافة التي اتخذها الجيش خلال قصف غزة لمنع قتل الأبرياء"، وقال إن مقتل الأبرياء جاء لكون وجود أسلحة في مناطق سكنية ولجوء القياديين إلى هذه المناطق، أي ما هو معروف باستخدام المدنيين كدرع واق لهم.

وإزاء الحملة التي قادتها عائلات الأسرى لدى "حماس" ضد الحكومة وإنهاء عملية عسكرية جديدة من دون إدراج قضية أبنائهم أو حتى وضعهم كبند مركزي في التفاوض لوقف إطلاق النار، ردّ كوهين على سؤال الموقع الإخباري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بالقول "نحن ملتزمون بإعادة جنودنا والمدنيين الموجودين هناك. القضية مطروحة على جدول الأعمال ولن نرتاح حتى نعيدهم. سنجد منفذاً لإعادتهم".

الحروب الإسرائيلية
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني طبع أجيالاً تلو الأخرى، في شرق أوسط لا يعرف السلام. ومن غزة إلى الضفة الغربية وصولاً إلى لبنان، تستمر حتى اليوم تداعيات هذا الصراع الذي انطلق قبل نحو 100 عام.
Enter
keywords

 

استعادة قوة الردع

وخلافاً لحديث نتنياهو الذي كرسه في تسجيل نقاط انتصار لحكومته وللجيش على "الجهاد الإسلامي" في هذه العملية، فقد اعتبر كوهين أن "السهم الواقي" لم تستهدف "الجهاد" فقط إنما كانت ضد من يهددون إسرائيل "لم نقاتل فقط ضد الجهاد الإسلامي إنما ضد الأذرع الأمامية لإيران في منطقتنا. كان الهدف الرئيس هو استعادة قوة الردع الإسرائيلية، وأعتقد أننا أثبتنا قدرات استخباراتية وعملياتية كبيرة جداً، لقد نقلنا رسالة واحدة واضحة مفادها بأن إسرائيل تقوم بتصفية الحسابات مع أولئك الذين يهددونها أو يفكرون مجرد التفكير بإلحاق الأذى بها ليس فقط في غزة إنما في كل مكان آخر في العالم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف كوهين أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت خطوات لمنع الجولة المقبلة عبر اقتراح تقديم محفزات اقتصادية كبيرة جداً بينها زيادة تصاريح الدخول إلى إسرائيل لعمال غزة "الجزرة التي نعطيها يمكن أن نعود ونأخذها عندما تتدهور الحالة الأمنية. في النهاية، لقد تلقت حركة الجهاد الإسلامي ضربة قاتلة ورأت أن أي شخص يهدد إسرائيل ستنتهي حياته"، وقال إن "الجهاد الإسلامي" "توسلت لإنهاء القتال، لكن رعاتهم من إيران منعوا ذلك".

وختم كوهين "كان هناك من اعتقد أن خلافاتنا الداخلية ستمتد أيضاً إلى القضايا الأمنية، لكن اليوم رأى أعداؤنا وكل من يبحث عن إلحاق الأذى بنا أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن ومع إطلاق أول شرارة ضدنا نتوجه ضد أعدائنا".

 دروس

المدير العام السابق لوزارة الخارجية آفي غيل اعتبر أن العملية العسكرية لم تحقق الهدف ولم تكن هناك حاجة إليها، مشيراً إلى حال الإحباط التي دخل إليها سكان الجنوب، وغلاف غزة في أعقاب تحويل المنطقة إلى مرمى لصواريخ غزة "عملية الإحباط الفتاكة تساعد أيضاً على تنمية وهم كبير وكأن لدى حكومة إسرائيل صيغة لإزالة تهديد الإرهاب من قطاع غزة، وكأن كل ما يلزم لتحقيق الهدف هو إعطاء الجيش الإسرائيلي الوقت وحرية العمل كي ينتصر". وأضاف "نحن ننجح في ردع الجانب الفلسطيني لفترات محدودة فقط، أقصى ما نتطلع إليه هو إدارة النزاع، وليس حله، حكومة إسرائيل لا تعتزم تبني الاقتراحات، لا من اليمين ولا من اليسار، فهي حكومة متطرفة تدعو إلى معالجة راديكالية لمشكلة غزة. لن نحتل قطاع غزة كما لن نعالج بجدية وبمثابرة جذور العداء الفلسطيني".

وعرض الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند، من جهته، ثمانية دروس دعا الإسرائيليين إلى تعلمها من حملة "السهم الواقي" "سواء استمر وقف إطلاق النار على حاله أم لا، يمكن منذ الآن أن نعرض الدروس التي تعلمناها، ليس فقط من هذه المواجهة ومن مواجهات سابقة مع غزة، بل من مواجهات مشابهة مع حزب الله في التسعينيات أيضاً".

وأول الدروس التي يدعو آيلاند أن يتعلمها الإسرائيليون هو التمييز بين نوعين من الحملات: تلك التي غايتها محدودة وهي الحفاظ على الوضع القائم، وتلك التي غايتها تغيير الوضع من أساسه "بطبيعة الحال، الإنجاز الممكن للنوع الأول من الحملات هو إنجاز متواضع، بينما حملة أو حرب غايتها تغيير الوضع من أساسه، فهي تنطوي على مخاطر وخسائر ودفع ثمن باهظ، محظور أن يغرينا شيء لنعتقد أنه يمكن تغيير الوضع من أساسه، مثلما في النوع الثاني من الحملات، مع دفع ثمن متدن ولمدى زمني قصير كما هو في النوع الأول للحملات، واضح تماماً أن عملية السهم الواقي تنتمي، مثل سابقاتها للنوع الأول".

-الدرس الثاني، يقول آيلاند "إذا كان استمرار الواقع القائم، جولة عنيفة بمعدل مرة كل سنة، يعتبر أمراً لا يطاق، فعندها يمكن التفكير باستراتيجية أخرى، لكن يجب عدم إجراء بحث كهذا في إطار حملة ما، بل قبلها. عندما تفحص إمكانيات أخرى، لا يكفي القول كم هو الوضع القائم لا يطاق بل أن تطرح خطوة كاملة كفيلة بأن تخلق واقعاً أفضل.

-الدرس الثالث تابع الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي "من المهم وقبل اتخاذ القرارات عرض وصف سليم للواقع، والواقع هو أن غزة أصبحت منذ زمن بعيد بحكم الأمر الواقع دولة مستقلة، بينما حكومتها، حكومة حماس، توجد في توتر بين مصلحتين: الأولى ضمان الحياة الطبيعية لسكان القطاع، والثانية، الحفاظ على المقاومة لمواجهة إسرائيل والتحول إلى زعامة الفلسطينيين في الضفة أيضاً. في إسرائيل توجد قدرة على دفع حماس لأن تفضل المصلحة الأولى، وكلما وسعنا "الجزر الاقتصادي" في أيام الهدوء، هكذا ننجح أكثر".

-الدرس الرابع: في كل مواجهة مع منظمة "إرهابية"، وفق تعبير آيلاند، لا توجد أي أهمية لمسألة من كان آخر من أطلق النار، إذا كنا نجحنا في أن نضرب أهدافاً نوعية للطرف الآخر والرد بالنار، حتى وإن كانت مكثفة، ولم توقع إصابات، فهذا بالضبط الوقت لإنهاء الحدث، ويبدو أن مرتين على الأقل سبق أن كنا في مثل هذا الوضع في أيام القتال، ولم ننفذ.

-الدرس الخامس، تابع آيلاند "لإسرائيل توجد دوماً مصلحة لإنهاء الحدث بسرعة، بينما للطرف الآخر توجد مصلحة لمواصلة المواجهة".

-أما الدرس السادس "فينبغي أن نكون أكثر حساسية لعدد المصابين المدنيين من نساء وأطفال في الطرف الآخر. هذا لا يعني أن الحملة لم تكن مبررة، لكن كان يمكن التوقع من المتحدثين الإسرائيليين أن يعربوا عن تعاظم أكبر بالنسبة للمدنيين الذين قتلوا في غزة".

-الدرس السابع: دعا آيلاند متخذي القرار إلى وقف ما سماه "النهج المحرج" الذي يكرر نفسه في كل عملية عسكرية والذي اعتاد عليه رئيس الحكومة ووزير الأمن "وهذه المرة جرّا معهما رئيس الأركان ورئيس الشاباك"، مضيفاً "لقد اعتادوا على إدارة مؤتمرات صحافية كثيرة الثناء الذاتي ورسائل التهديد، هذا ليس محترماً، ليس مقنعاً، يلحق ضرراً بالعالم، وإذا ما تعقدت الحملة، فإن المؤتمرات الصحافية تلك ستبدو كمسرحيات مثيرة للشفقة".

-أما الدرس الثامن والأخير فهو، بحسب آيلاند، غياب التحقيق الحقيقي مع القيادة السياسية "ينفذ الجيش تحقيقاً بعد كل حملة، وبالتأكيد سيجري تحقيقاً، أيضاً، في نهاية الحملة الحالية، غير أنه لا يجري في أي مرة تحقيقاً حقيقياً مع القيادة السياسية، وهذا هو التحقيق المهم". وقال "الدروس الثمانية هذه تعلمناها جيداً في التسعينيات، وبالتأكيد في العقد الأخير، لكن يبدو أن القيادة السياسية تتعلمها في كل مرة من جديد".

المزيد من الشرق الأوسط