Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقاتلة أميركية تسقط مسيرة تركية وأنقرة تقصف أهدافا كردية في سوريا

الولايات المتحدة تعرب عن قلقها من التصعيد التركي ضد المنشآت الحيوية وتأثيره في المدنيين

ملخص

ضربات تركية جديدة على أهداف كردية في شمال سوريا

نفذت تركيا منذ صباح أمس الخميس تهديداتها تجاه مناطق شمال شرقي سوريا عبر استهداف المنشآت الحيوية الواقعة داخل المدن والأماكن التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إذ أسفرت تلك الهجمات عن مقتل 11 شخصاً بينهم خمسة مدنيين وإصابة 10 آخرين في حصيلة أعلنتها قوى الأمن الداخلي (الآسايش).

وقصفت تركيا مجدداً مساء الخميس مواقع كردية في شمال سوريا بينها "مستودعات أسلحة وذخيرة"، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

وتنفذ أنقرة منذ مساء الأحد حملة قصف باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا، رداً على هجوم أدى إلى إصابة شرطيين اثنين الأحد في أنقرة. وكان حزب العمال الكردستاني أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري في العاصمة التركية.

وقالت الوزارة في بيان إنها "نفذت غارات جوية مساء الخميس الساعة 23:00 (20:00 توقيت غرينتش) في مناطق تل رفعت والجزيرة والمالكية في شمال سوريا ودمرت 30 هدفاً" بينها "كهوف وملاجئ ومستودعات وكذلك آبار نفط ومواقع تخزين". وطالت الهجمات كذلك محطات تغذية وتحويل الكهرباء والمياه إضافة إلى محطات لإنتاج النفط والغاز المنزلي.

وتجدد القصف عقب ساعات من توعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان باستهداف البنى التحتية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وطالب فيدان القوى الدولية الموجودة في تلك المناطق التي وصفها بـ"أطراف ثالثة" بالابتعاد عن المنشآت التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، قاصداً بذلك القوات الأميركية التي تتخذ من المنطقة قواعد عسكرية. 

وبالفعل استهدفت تركيا منشأة قريبة من قاعدة أميركية شمال غربي مدينة الحسكة وقريبة من مخيم واشوكاني الذي يقطنه نازحون من مدينة سري كانيه (رأس العين) التي احتلتها تركيا بمساعدة فصائل سورية معارضة خلال عملية "نبع السلام" عام 2019، وهو ما أثار الذعر بين سكان المخيم الذي يصل تعدادهم إلى نحو 12 ألف شخص غالبيتهم من النساء والشيوخ والأطفال، كما أدى القصف إلى انسحاب منظمات إنسانية عاملة في المخيم القريب من مدينة الحسكة.

 

مقاتلة أميركية تسقط مسيرة تركية

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة أسقطت أمس الخميس طائرة مسيرة تركية مسلحة كانت تحلق قرب قواتها في سوريا، في أول مرة تعلن فيها واشنطن إسقاط طائرة تابعة لتركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الطائرة المسيرة التي جرى إسقاطها لا تخص القوات المسلحة التركية، من دون أن يذكر الجهة التي تتبعها.

وقال البريجادير جنرال بات رايدر المتحدث باسم البنتاغون إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية على الحسكة في سوريا صباح الخميس على بعد نحو كيلومتر من القوات الأميركية.

وبعد ساعات قليلة اقتربت طائرة مسيرة تركية على مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية واعتُبرت تهديداً وأسقطتها طائرة "أف-16". وقال رايدر لصحافيين "لا مؤشرات لدينا على أن تركيا تستهدف القوات الأميركية عن عمد".

وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره التركي بعد الهجوم، وهو اتصال وصفه رايدر بأنه "مثمر".

وقالت وزارة الدفاع التركية عبر منصة "إكس" إن الوزير يشار غولر أبلغ أوستن بأن "تركيا مستعدة لقتال (داعش) بشكل مشترك مع الولايات المتحدة". وأضافت أن "الوزيرين أكدا أهمية التنسيق الوثيق بين القوات الأميركية والتركية في الأنشطة التي يتم تنفيذها في المنطقة".

من جانبها، أكدت مصادر محلية بريف الحسكة سقوط المسيرة وهي تحترق في السماء عندما كانت تحلق قرب قاعدة تل بيدر الواقعة بين مدينة الحسكة والدرباسية في الريف الشمالي للمحافظة.

وبحسب بيان لقوى الأمن الداخلي فإن نحو 15 طائرة عسكرية تركية مسيرة نفذت الهجمات على المنطقة فيما قالت مصادر عملت على توثيق الهجمات أن أكثر من 40 موقعاً تعرض للقصف التركي في المنطقة الممتدة من ريف حلب الشمالي وصولاً إلى أقصى شمال شرقي سوريا فيما دخلت الطائرات التركية إلى نحو 70 كم في عمق الأراضي السورية.

موقف أميركي

وعلى رغم أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي نفى التهم التركية بتدريب المهاجمين على المركز الأمني في أنقرة، وأنهما جاءا من مناطق شمال شرقي سوريا، فإن القوات التركية شنت منذ الأربعاء هجمات على مناطق شمال شرقي سوريا وكثفت القصف الخميس، فيما أعرب المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ في تصريح مقتضب لـ"اندبندنت عربية" عن قلق بلاده إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا، مشيراً إلى أن من شأن هذه الهجمات أن تؤثر في السكان المدنيين وفعالية عمليات الولايات المتحدة لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم "داعش".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجدد ويربيرغ دعوة حكومة بلاده إلى وقف التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار "باعتبارهما ركائز أساسية لسياستنا في سوريا"، فيما نوه بأنهم يدركون "التهديد الأمني" الذي يشكله حزب العمال الكردستاني على تركيا، على حد قوله.

ولا تعتبر الهجمات التركية على المنشآت والبنية التحتية التابعة للإدارة الذاتية هي الأولى من نوعها، إذ قصفت أنقرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي منشآت نفطية أيضاً في شمال شرقي سوريا، كما أن هجماتها المستمرة خلال العام الحالي عبر المدفعية والصواريخ أسفرت عن مقتل 29 مدنياً وإصابة 44 آخرين فيما كان عدد القتلى خلال العام الماضي 65 مدنياً، بينهم امرأة وثلاثة أطفال، وإصابة 204 آخرين، بينهم 16 طفلاً، بحسب "رابطة تآزر للضحايا".

وقال المدير التنفيذي لـ"تآزر" عز الدين صالح، إن تركيا لا تراعي في هجماتها على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا حماية حياة المدنيين، وإن الاعتداءات التركية على هذه المناطق مؤشر إلى نيتها تدمير اقتصاد المنطقة وحرمان سكانها من الخدمات والحقوق الأساسية.

وأضاف أن هذه الهجمات أثرت بشكل كارثي في حياة سكان مناطق شمال شرقي سوريا، التي باتت ملجأ لمئات الآلاف من النازحين داخلياً، وأدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، كما ألحقت أضراراً بعديد من المناطق السكنية والمرافق الخدمية والمنشآت الحيوية، في وقت تعاني المنطقة اقتصاداً متدهوراً وبنى تحتية متهالكة أساساً، على حد قوله.

ونوه صالح بأن الهجمات التركية أدت إلى عمليات نزوح بالفعل، وأن استمرارها على هذا النحو سيُجهد الاستجابة الإنسانية التي بلغت حدود إمكاناتها بفعل الهجمات والعمليات العسكرية التركية السابقة.

وأشار المدير التنفيذي لـ"تآزر" إلى أن القوات التركية لم تراع خلال هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرقي سوريا، مبدأ التناسب بموجب القانون الدولي الإنساني، "إذ يشير تحليل البيانات إلى مقتل وإصابة مدنيين بكثرة في حالات القصف الصاروخي والمدفعي أو القصف بواسطة طائرات مسيرة أو حربية".

وبحسب توثيقات "رابطة تآزر للضحايا" فإن المعلومات في النصف الأول من عام 2023 تظهر أن الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا أدت إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 16 آخرين، مقابل مقتل مقاتلين اثنين وجرح خمسة آخرين من "قسد".

ينطبق ذلك أيضاً على قتلى القصف التركي بواسطة الطائرات المسيرة، التي يفترض أن تكون دقيقة بحسب "تآزر"، إلا أن تركيا لم تراع مبدأ التناسب خلالها أيضاً، إذ أسفرت الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيرة على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023، عن مقتل 16 مدنياً وإصابة تسعة آخرين، مقابل مقتل 23 مقاتلاً وجرح سبعة آخرين من "قسد".

وفي جانب آخر، بحسب صالح، تستمر الحكومة التركية في قصف المناطق الآهلة بالسكان، ويشكل هذا انتهاكاً لقوانين النزاع المسلح، "إذ تحظر قوانين الحرب بشدة الهجمات التي تستهدف المدنيين أو الأعيان المدنية، وتحظر الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية".

كما يضيف بأنه وبموجب القانون الدولي على القوات المسلحة التركية اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب الخسائر في أرواح المدنيين وإصابة المدنيين وإلحاق الضرر بالأعيان المدنية أثناء العمليات العسكرية وتقليلها في كل الأحوال.

ويختم المدير التنفيذي لـ"تآزر" أنه في جميع الأحوال على السلطات التركية بدء تحقيق شامل بسرعة في أي خسائر مدنية تنجم عن عملياتها، "إذ ينبغي أن تحدد المسؤولين عن وفيات المدنيين الناجمة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وتحاسبهم، وأن تقدم تعويضات عن الوفيات والإصابات غير المشروعة في صفوف المدنيين، وتعويضات مناسبة عن الأضرار التي لحقت بهم".

المزيد من تقارير