Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سياسة "الباب الموارب" بين دمشق وقسد في معبر التايهة

قوات سوريا الديمقراطية بادرت بتسوية لأبناء العشائر والنظام يضع نفسه بالصورة

أحد الطرق الرئيسة التي تسهل على السوريين الوصول إلى منبج (اندبندنت عربية)

ملخص

دمشق تفتح معبر التايهة الواصل بين حلب وريفه الشرقي ما جعل المدنيين يلتقطون أنفاسهم بعد سنوات من المعاناة في بدائل طرقية صعبة

من جديد تركت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الباب من دون إغلاق تام في وجه الحل السياسي لإنهاء النزاع الأخير بينها والعشائر العربية في المنطقة الذي اندلع منذ نهاية أغسطس (آب) الماضي، تزامناً مع إعلان دمشق فتح معبر التايهة الواصل بين منبج وحلب من جانبها بعد إغلاق قرابة ثلاثة أعوام.

"قسد" أزاحت الستار أيضاً عن تسوية للمسلحين من أبناء القبائل العربية التي شاركت في الأحداث الأخيرة بدير الزور ومناطق سيطرتها في الشمال الشرقي للبلاد ومنها معارك دارت في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.

فيما أشارت دمشق أمس السبت إلى فتح ما تسميه "ممر التايهة" الواقع غرب مدينة منبج بعد غلقه من جانب الجيش النظامي، إذ جاء استئناف العمل من دون أي تعليق من الإدارة الذاتية ووسط تدفق الأهالي الوافدين أو المغادرين بالتوازي مع تبسيط الإجراءات الإدارية والأمنية تسهيلاً لحركة المرور، إذ إن المعبر يتيح وصول المدنيين إلى حلب من مناطق ريفية هي منبج وعين العرب وجرابلس.

في الوقت ذاته، توقع مسؤول في المجلس البلدي بمحافظة حلب في حديثه إلى "اندبندنت عربية" بأن يصل عدد الوافدين من منبج إلى حلب لحوالى ألف شخص وبالعكس، مؤكداً أن هذا الإجراء أدى إلى تخفيف الأعباء على المسافرين بقطع مدة تقارب الساعتين بينما منذ إغلاق المعبر كان الأهالي يغادرون عبر معبر الطبقة، الرقة ويتكبدون مشقة طريق يستغرق قرابة ثماني ساعات.

في المقابل طالبت "قسد" عبر بيان لها، المسلحين من أبناء العشائر بإلقاء السلاح والعودة بتسوية قانونية، مع وضع أرقام هاتفية لهذا الغرض، وتركت الإدارة الذاتية الكردية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مدة 15 يوماً لتسليم السلاح وذلك منذ أول من أمس الجمعة.

الممر "الخيط الرفيع"

ويعود إغلاق معبر التايهة، جنوب غربي مدينة منبج، لمارس (آذار) عام 2020 على خلفية جائحة كورونا، وكان شهد سلسلة توترات عسكرية بين الجيش النظامي والروسي و"قسد"، لا سيما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على خلفية إدخال القوات الروسية رتلاً عسكرياً من دون تنسيق مسبق مع المجلس العسكري في منبج، فاحتجز الأخير إحدى سيارات موسكو تزامناً مع تحليق جوي روسي.

وتكررت المناكفات لتعدد السلطات العسكرية في ميدان المنطقة وريفها الواسع، خصوصاً أن مدينة منبج المعروفة بمدينة الشاعر البحتري تقع غرب الفرات على بعد 30 كيلومتراً، واستحوذت الوحدات الكردية التي تتزعم قيادة "قسد" على المدينة في يونيو (حزيران) عام 2016 بعد صراع شرس خاضته بغطاء جوي لقوى التحالف الدولي لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي سيطر في يناير (كانون الثاني) عام 2014 على المدينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك سجلت حادثة اعتراض عند معبر التايهة من طرف "قسد" في أغسطس عام 2022، حين تم منع رتل عسكري روسي من الدخول، وأطلق أحد المقاتلين النار على مركبة عسكرية روسية، ليدخل الرتل بعدها ويصل إلى قاعدتي السعيدية والعريمة في غرب منبج.

وكان السباق بين كل الأطراف المتنازعة في الشمال والشمال الشرقي احتدم سعياً إلى كسب مدينة منبج الاستراتيجية (تبعد 80 كيلومتراً من مدينة حلب)، لا سيما بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم جيشه في منتصف أكتوبر عام 2019 دخول المدينة.

مقابل هذا التطور سارع الجيش النظامي إلى نشر بعض وحداته في أطراف المدينة بعد تفاهمات مع الإدارة الذاتية الكردية على أن تتمركز الوحدات على طول خطوط الجبهة، بغية صد أي هجوم تشنه أنقرة بمؤازرة الفصائل السورية المعارضة.

أغراض إنسانية

ويحكم مجلس منبج العسكري سيطرته على المدينة ويضم مقاتلين محليين ويتبع للإدارة الذاتية الكردية منذ عام 2018 بموجب اتفاق بين واشنطن وأنقرة، في الوقت ذاته تمركزت في ريف المدينة وحدات لتخفف من حدة الهواجس التركية وتسيير دوريات مشتركة تركية- أميركية.

في غضون ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المعبر من المعابر المهمة لتنقل المدنيين، بخاصة بالنسبة إلى المرضى الذين يتلقون العلاج في دمشق، قائلاً "شكل إغلاق المعبر عقب الظروف الإنسانية القاسية جراء الزلزال المدمر الذي حدث في السادس من فبراير (شباط) الماضي مصاعب جمة".

وبالنتيجة تحتل منبج موقعاً استراتيجياً في ميدان المعركة وملتقىً للنفوذ الأميركي والروسي والتركي، في الوقت ذاته تبسط قوات سوريا الديمقراطية نفوذها على معابر عدة منها التايهة وهي طرف في المقابل لمعابر أخرى (سيمالكا واليعربية والطبقة والبوعاصي والعكيرشي والصالحية والهورة) بينما ترتبط "قسد" مع مناطق سيطرة المعارضة السورية المدعومة تركياً بمعبر يطلق عليه "عون الدادات".

المزيد من متابعات