Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تنازع حضانة الحيوانات الأليفة يزيد مرارة الانفصال

تدرك أعداد متزايدة من البريطانيين أنه كان ينبغي عليهم توقيع اتفاقات "رعاية الحيوانات الأليفة" مسبقة في بدايات علاقاتهم، مما كان سيجنبهم الألم المحتمل لاحقاً، وهنا نتحدث إلى أشخاص عانوا جحيم النزاع على حضانة الحيوانات الأليفة مع شركائهم العاطفيين السابقين

فيكتوريا ستيلويل: "إذا كنتما منفصلين أو تستعدان للطلاق وتتقاسمان حضانة كلب، فمن المهم حقاً أن تؤخذ مصالح الكلب بعين الاعتبار..." (رويترز)

ملخص

تدرك أعداد متزايدة من البريطانيين أنه كان ينبغي عليهم توقيع اتفاقات "رعاية الحيوانات الأليفة" مسبقة في بدايات علاقاتهم، مما كان سيجنبهم الألم المحتمل لاحقاً، وهنا نتحدث إلى أشخاص عانوا جحيم النزاع على حضانة الحيوانات الأليفة مع شركائهم العاطفيين السابقين: تنازع حضانة الحيوانات الأليفة يزيد مرارة الانفصال

قالت لي صوفيا*: "لكان الأمر أسهل لو أن كلبيّ ماتا"، ففي أبريل (نيسان الماضي) بعد علاقة استمرت 10 أعوام، انفصلت صوفيا عن شريكها وفقدت حضانة كلبيها من نوع البولدوغ الفرنسي، وتصف الوضع قائلة "ينتابني حزن غريب لمعرفتي أنهما على بعد 30 دقيقة فقط مني ولكنني لا أستطيع رؤيتهما".

تعمل صوفيا في قسم الحسابات في مكتب محاماة في لندن وقد تركت الكلبين مع شريكها السابق عندما انتقلت من منزلهما، وتوصلا إلى اتفاق على التشارك في رعاية الحيوانين الأليفين، لكنها تقول إن شريكها السابق "حاول الاستيلاء على الملكية بمفرده" على الفور تقريباً. وتشرح، "منعني من التواصل معهما، وكان يقدم أعذاراً طوال الوقت، كان يقول لي ’رتبت خططاً للكلبين‘ وحين كان يسمح لي برؤيتهما كان يدعي أنهما مصابان عند عودتهما من عندي ووجب عليه أخذهما إلى الطبيب البيطري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي نهاية المطاف قطع شريكها السابق كل أشكال التواصل بينها وبين الكلبين. توضح، "قال إن [الحضانة المشتركة] ليست في مصلحة الكلبين، ولم يعد يريد القيام بذلك بعد الآن [لكنهما] طفلاي الصغيران".

أهلاً بكم في عالم طلاق الكلاب الفظ، أو ما الذي يمكن أن يحدث إذا لم يجهز الثنائي اتفاق رعاية للحيوانات الأليفة قبل الارتباط، أي اتفاق مسبق متعلق بالحيوانات الأليفة، ينص قانوناً على من سيحصل على حضانة الحيوانات المشتركة في حال الانفصال.

ووفقاً لإحصاءات حديثة فإن أقل من واحد من بين كل 10 أزواج يشتركان في ملكية كلب واحد قد وقعا اتفاق حضانة مشتركة في حال حدوث انفصال محتمل، بينما يعترف ثلاثة من بين كل 10 أزواج أيضاً أنهم لم يجروا على الإطلاق محادثة فمن سيحتفظ بالحيوان الأليف، وفقاً لدراسة أجرتها شركة "روفر" لسوق رعاية الحيوانات الأليفة.

قد يفسر هذا لماذا حتى المشاهير ليسوا محصنين ضد مواقف كهذه على ما يبدو، ففي فبراير (شباط) الماضي أفيد أن آنت ماكبارتلين وليزا أرمسترونغ كانا يتصارعان من أجل حضانة كلبهما هيرلي اللابرادور البني، على رغم أن انفصالهما كان في عام 2018، ومن المعروف أن جوني ديب وآمبر هيرد اختلفا على كلبي تيريير الخاصين بهما، بيستول وبو، أثناء طلاقهما عام 2016، وتمكنت هيرد من الاحتفاظ بالكلبين بعد منحها الحضانة. وأفيد أخيراً أن بريتني سبيرز وزوجها سام أصغري اللذين أعلنا انفصالهما في وقت سابق من هذا العام، توصلا إلى اتفاق في شأن حضانة الكلاب الخمسة التي يمتلكانها معاً، وفي الأقل بدا اتفاقهما ودياً.

تدرك أعداد متزايدة من أصحاب الحيوانات الأليفة أن الاتفاقات المسبقة قد تكون ضرورية، لأنه بموجب قانون المملكة المتحدة لا تزال الكلاب والحيوانات الأخرى تصنف على أنها "ممتلكات منقولة"، وهذا يعني أن قطتك، على سبيل المثال، تتمتع بالوضع القانوني عينه الذي تمتلكه الغسالة أو السيارة، وبالتالي لا تهتم المحاكم بإقرار خطة نهائية تكون في مصلحة الحيوان الأليف.

تقول الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الوطنية للوساطة العائلية في المملكة المتحدة سارة هوكينز "الحقيقة القاسية هي أن القانون ينظر إلى الحيوانات الأليفة باعتبارها أصولاً أو ممتلكات، مما يعني أن المحاكم ستخصص مالكاً لها".

وخلال العام الماضي شهدت المؤسسة ظهور الحيوانات الأليفة في 43 في المئة من قضايا الوساطة العائلية، وهو أحد نتائج وباء كورونا الذي أدى إلى طفرة في اقتناء الحيوانات الأليفة في المملكة المتحدة.

وفي حال وجود صراع حول حضانة الحيوانات الأليفة فستحاول المحكمة إثبات الملكية من خلال أدلة مثل من اشترى الحيوان الأليف، أو من اسمه مسجل في قاعدة بيانات الشريحة الإلكترونية التي يحملها الحيوان، أو من هو مقدم الرعاية الأساس للحيوان، ومع ذلك وفي معظم الحالات يكون حل هذا الوضع من الناحية القانونية صعباً للغاية.

تمتلك معظم الكلاب حساسية للمشاعر الإنسانية ومن المحتمل أن تتأثر قبل الانفصال والطلاق وبعدهما، إنها تتأثر وتستشعر ما يحس به كل طرف في العلاقة وقد يكون هذا مرهقاً للغاية بالنسبة إليها. فيكتوريا ستيلويل

تريفور كوبر محام متخصص في قانون الكلاب لدى شركة "كوبر آند كو" في المملكة المتحدة، يقول إنه يتلقى أربع أو خمس مكالمات يومياً في شأن نزاعات الملكية، ويوضح "الأسوأ بالنسبة إلينا هو التأخير الذي يشهده نظام المحكمة منذ وباء كورونا، لأنه يطيل معاناة الشخص الذي لا يقيم الكلب معه وقد يتجاوز وقت الانتظار الحالي العام بقليل".

ويقول كوبر إن هناك خيارات محدودة في المحكمة عندما لا تنجح الوساطة العادية، موضحاً أنه "غالباً ما يكون الأمر متعلقاً بكلب يملكه الطرفان، ولا يمكنك تقطيع الكلب إلى نصفين، وأحد الخيارات هو الأمر [ببيع الحيوان الأليف] وتقسيم العائدات"، تماماً كما يحدث مع لوحة على سبيل المثال "أو يمكن للمحكمة أن تمنح حضانة منفردة لأحد الطرفين لكن لا يوجد قانون سائد في ما يتعلق بكيفية تحديد ذلك [في حال إثبات الملكية المشتركة]. والخيار الأخير هو ترتيب حضانة مشتركة، لكن المحكمة تستطيع فقط الموافقة على هذا الخيار ومن غير المرجح أن تفرضه على المتنازعين".

إذاً كيف تقرر المحاكم من سيحتفظ بالحيوان الأليف؟ يجيب "إنها ليست قاعدة عامة مطلقة، لكن كلما طالت مدة بقاء الكلب مع أحد الطرفين، كلما زاد احتمال احتفاظه به".

وعلى كل حال يتمنى كوبر رؤية تغير في القانون ليعكس "أهمية الحيوان الأليف بالنسبة إلى الأسرة في مجتمعنا الآن"، ويقول "لدينا قوانين حول كيفية حل نزاعات حضانة الأطفال ولكن ليست لدينا قوانين محددة عندما يتعلق الأمر بالكلاب أو القطط.، فالحيوانات الأليفة جزء من عائلات الناس".

لكن لا يعني عدم امتلاك الثنائي اتفاقاً مسبقاً أن الأمل فُقد تماماً، فمن الممكن أن ينجح الاتفاق ودياً على الحضانة المشتركة، كما اكتشفت مديرة تكنولوجيا المعلومات في آني سنود حال كلبها آسترو البالغ من العمر 8 أعوام من نوع شي تزو، فقد انهارت علاقتها بزوجها عام 2020 بعد زواج استمر ثمانية أعوام وهما يتشاركان الحضانة بكل سرور الآن وإن كانا يعيشان في مدينتين مختلفتين.

تقول: "آسترو طفلنا وكنا دائماً متفقين على أننا نريد الأفضل بالنسبة إليه، فلقد اصطحبناه معنا في جميع عطلاتنا".

وتتقاسم سنود وزوجها السابق الاحتفاظ بآسترو لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر في المرة الواحدة، لكن سنود تزوجت مرة أخرى منذ ذلك الحين وهو الحدث الذي أدى إلى تعقيد الأمور بعض الشيء، إذ لم يعد بإمكان الزوجين السابقين التعاون في الرعاية اليومية للكلب، مما يعني أنه يتعين على سنود "القيام بمزيد من التوفيق"، كما تقول.

وفي حين أن طلاق الحيوانات الأليفة يمكن أن يخلق فوضى بين شريكين عاطفيين سابقين، فإن الأمر ليس سهلاً بالنسبة إلى الحيوانات الأليفة نفسها.

فيكتوريا ستيلويل، مدربة كلاب واختصاصية سلوكية ونجمة برنامج "أكاديمية الكلاب" الذي تعرضه القناة الرابعة وبرنامج "إما أنا أو الكلب" الذي تعرضه منصة "ديزني+"، تقول إنها غالباً ما تتعامل مع تداعيات طلاق الكلاب، موضحة "إذا كنتما منفصلين أو تستعدان للطلاق وتتقاسمان حضانة كلب، فمن المهم حقاً أن تؤخذ مصالح الكلب بعين الاعتبار وأن يتم منحه وقتاً للتعود على العيش في منزلين مختلفين، فمعظم الكلاب تكون حساسة تجاه المشاعر الإنسانية ومن المرجح أنها تتأثر قبل الانفصال والطلاق وبعدهما، بخاصة إذا كان التوتر شديداً قبل الانفصال. إنها تتأثر وتحس بما يشعر به كل شخص، ويمكن أن يكون هذا مرهقاً لها بشدة"، مضيفة أن العيش في منزلين مختلفين يصبح أسهل إذا تم الحفاظ على روتين مماثل وأشياء معينة في كلا المكانين، مثل نقل السرير المفضل أو اللعبة المفضلة لدى الكلب عند انتقاله بين المسكنين.

أما بالنسبة إلى صوفيا فمنذ اكتشافها وجود قانون "الممتلكات المنقولة"، قررت على مضض الابتعاد من كلبيها السابقين، وكان خيارها الوحيد إما اختطاف الحيوانين الأليفين أو الذهاب إلى محكمة المطالبات الصغيرة الذي قد يكلفها ما بين 7 و10 آلاف جنيه استرليني إذا أرادت الاستعانة بمحام، ولم يكن أي الخيارين واقعياً بالنسبة إليها.

وتوضح، "قيل لي إن القضاء سيحكم لمصلحته في معظم الحالات، لأن الكلبين يعيشان معه"، مضيفة أنها تعتقد أن شريكها السابق استغل الحيوانين الأليفين كوسيلة لإيذائها، متابعة "لقد تركت السيارة له وسمحت له بالبقاء في المنزل، وأردت الكلبين فقط. لقد كانا الشيء الوحيد الذي تشق عليّ خسارته".

* تم تغيير الأسماء.

© The Independent

المزيد من منوعات