Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الذكاء الاصطناعي" يحد من عدد حوادث سقوط المسنين

الشركة التي ابتكرت المنصة تأمل في أن تسهم بتخفيض عدد حالات دخول الكبار في السن إلى المستشفيات

تعمل شركة "سيرا" على تطوير منتجات "الذكاء الاصطناعي" منذ عام 2021 (رويترز)

ملخص

الذكاء الاصطناعي يساعد المسنين في الحد من خطر وقوعهم في المنزل.

أصبح "الذكاء الاصطناعي" AI عاملاً مساعداً في الحد من عدد حوادث السقوط التي يتعرض لها الكبار في السن داخل منازلهم، الأمر الذي أدى إلى خفض عدد الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفيات بسبب تلك الحوادث.

وفي هذا الإطار أكدت شركة "سيرا" Cera البريطانية المتخصصة في مجال الرعاية الاجتماعية والتكنولوجيا الصحية، أن تجربة منصتها التي تعمل بـ"الذكاء الاصطناعي"، أسهمت في تقليل حالات السقوط تلك بنسبة 20 في المئة، معربة عن تفاؤلها بأن هذه النسبة ستستمر في الانخفاض.

وفيما تعد شركة "سيرا" مؤسسة خاصة، إلا أن غالبية أعمالها تصب في مجال تقديم الرعاية الاجتماعية، بتكليف من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) والسلطات المحلية في المملكة المتحدة.

ويوضح مؤسس الشركة الدكتور بن ماروثابو الذي كان قد أطلقها في عام 2016 عندما كان طبيباً متدرباً في أحد أقسام "الحوادث والطوارئ"، أن موظفيه يقومون يومياً بحجز نحو 50 ألف موعد لأفراد يحتاجون إلى الرعاية.

أما طريقة عمل منصة "الذكاء الاصطناعي" لتوقع حالات السقوط المحتملة، والمسماة "فول بريديكشن أي آي" Fall Prediction AI، فتقوم على جمع معلومات عن المرضى سبق أن سجلها مقدمو الرعاية على تطبيق الهاتف الذكي، وتقييم خطر تعرضهم للسقوط. وبناء على تلك المعلومات، يمكن لمقدم الرعاية الزائر أن يتأكد من أن المريض يتناول الماء الكافي للمحافظة على ترطيب جسمه، ومن أن المسارات المؤدية إلى المرحاض والمطبخ في منزله خالية من العوائق.

هذا البرنامج التجريبي هو قيد التنفيذ في الوقت الراهن في مواقع مختلفة عبر الشمال الغربي، ومقاطعة يوركشير ووسط اسكتلندا.

وتم في هذا الإطار إدراج نحو 134 مريضاً تعرضوا لـ29 حادثة سقوط في الأسبوعين اللذين سبقا التجربة. وبعد تطبيق برنامج "سيرا فول بريديكشن أي آي"، تراجع مجموع حالات السقوط إلى 23، أي بانخفاض قدره 20.69 في المئة.

الدكتور ماروثابو وصف رد فعل الموظفين على طريقة عمل المنصة بأنها كانت "إيجابية للغاية". وأشار إلى أن "ما من أحد من مقدمي الرعاية يود الوصول إلى منزل شخص ما، ويجده مطروحاً على الأرض. إنه وضع صعب للغاية. من هنا فإن التوصل إلى منع حدوث ذلك من شأنه أن يغير حياة الفرد، ويحسن من قدرة طاقمنا على تقديم رعاية ممتازة كي يتمكنوا من التصرف ويستبقوا الأمور".

وأضاف "بدلاً من الذهاب إلى منزل شخص ما والعثور عليه ممدداً على الأرض، فإن مقدم الرعاية سيكون قبل أيام على دراية مسبقة باحتمال وقوع حادثة ما".

ولفت الدكتور ماروثابو إلى أن قدرة "سيرا" على تطوير مثل هذه البرامج تعود إلى حد كبير إلى الكم الهائل من البيانات التي جمعتها في ما يتعلق بطريقة أداء المرضى في منازلهم وضمن مجتمعاتهم".

"إن أحداً من مقدمي الرعاية لا يحب أن يحضر إلى منزل شخص ما ويجده مطروحاً على الأرض"            الدكتور بن ماروثابو، من شركة "سيرا"

وقال "إن ذلك يسهل كثيراً علينا بناء منتجات "الذكاء الاصطناعي"، في حين أن شركات الرعاية الصحية الأخرى التي تحاول استخدام هذه التكنولوجيا، تفتقر للوصول إلى مجموعات البيانات الشاملة هذه".

وقد شرعت شركة "سيرا" في تطوير منتجات "الذكاء الاصطناعي" منذ عام 2021، بدءاً بمنصة تركز على توقع احتمالات دخول المرضى إلى المستشفيات، وتفاديها قبل حدوثها.

وكانت الشركة قد أطلقت "سيرا فويس" Cera Voice في عام 2022، وهو نظام مكالمات هاتفية يعمل بتقنية "الذكاء الاصطناعي"، مصمم للتواصل مع المرضى بشكل يومي، والاستفسار عن صحتهم من خلال أسئلة محددة، وتقييم خطر إصابتهم بأمراض.

ويتعامل برنامج الدردشة الآلي هذا مع المريض بناء على الإجابات التي يتلقاها منه، ويقوم بضبط الأسئلة التي يطرحها عليه لجمع المعلومات ذات الصلة وإجراء تقييم أكثر دقة.

ويقول الدكتور ماروثابو: "إن ذلك يتيح لنا تحويل المحادثات إلى مجموعة من البيانات، وتقييم المخاطر التي قد تتمثل في احتمال دخول المرضى إلى المستشفى، أو تعرضهم لوعكة صحية، وذلك كي نتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الإطار". وأوضح أن "سيرا" قد "تم إطلاقها بهدف تحسين نوعية حياة الناس أثناء الإقامة في منازلهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتنوع الاستخدامات الإضافية لـ"الذكاء الاصطناعي" من جانب الشركة، لتشمل استخدام برنامج "تشات جي بي تي" ChatGPT في أتمتة الأعمال الورقية لتبسيطها، أو المساعدة في جدولة القوى العاملة لديها.

ويوضح الدكتور ماروثابو أن "تحديد التطابق المناسب في اختيار مقدمي الرعاية للزيارات المنزلية، هو أمر بالغ التعقيد، إذ يتعين أن نأخذ في الاعتبار عوامل عدة مثل اللغة، والتوقيت، والموقع، ومهارات مقدم الرعاية، والظروف الصحية للفرد".

وأضاف "نحن نستخدم "الذكاء الاصطناعي" لتحسين هذه العملية. وهذا يعني أن مقدمي الرعاية لدينا يتنقلون أقل بنسبة 30 في المئة. وبالتالي، يوفرون هذا الوقت من خلال سلوك مسارات أكثر كفاءة أثناء انتقالهم من شخص إلى آخر، الأمر الذي يتيح لهم بعد ذلك التركيز على تقديم مزيد من الرعاية".

وفي مجالات أخرى، تستخدم شركة "سيرا" الصور الرمزية أو التمثيلات الرقمية لمدربين واقعيين، لتدريب موظفيها. ويمكن لهذه الصور الرمزية، الترحيب بالمبتدئين الجدد بلغات متعددة وتلقينهم مهارات مختلفة.

وقد أطلقت في الشهر الماضي برنامجاً تجريبياً يستخدم هذه التكنولوجيا في كل من لندن والجنوب الشرقي.

الدكتور ماروثابو أعرب، أخيراً، عن أمله في أن يساعد استخدام الصور الرمزية، في معالجة الضغوط التي يشهدها قطاع الرعاية الاجتماعية بطريقة مستدامة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة