Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الخيار الثالث" يتقدم معركة الرئاسة مقرونا بعصا جدوى "تمويل لبنان" 

المبادرة الفرنسية تسقط خيار سليمان فرنجية كمرشح سعت إلى تسويقه وتعود إلى حضن "مجموعة الدول الخمس"

 الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يسعى إلى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ولكن من دون نتيجة تذكر حتى الآن (أ ف ب)

ملخص

المبادرة الفرنسية تعود إلى حضن "مجموعة الدول الخمس" وتطرح "الخيار الثالث" في رحلة البحث عن رئيس للجمهورية في لبنان

على قاعدة الجولات المكوكية السرية، يواصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني زيارته في بيروت، التي وصفت بالاستطلاعية، قبل الانتقال إلى مرحلة البحث بالتفاصيل خلال الزيارة المحتملة للموفد الرئاسي القطري وزير الشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي. وتتوقع مصادر دبلوماسية أن ينتظر المريخي مجيء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان وإعلان انتهاء مهمته حتى يبدأ تحركه.

لودريان لا تبدو بلاده في وارد التخلي عن الملف اللبناني، وأبرز المؤشرات، إعلانه في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية ما ردده في زيارته الأخيرة خلال لقاءاته المغلقة مع القوى السياسية اللبنانية لجهة ضرورة البحث عن الخيار الثالث، بعدما كان أعضاء المجموعة الخماسية في نيويورك فوجئوا بطرح مناقض أبلغتهم إياه السفيرة السابقة آن غريو، والداعي إلى إعطاء مبادرة دعم مرشح الثنائي ("حزب الله" وحركة "أمل") فرصة جديدة. وكان الموفد الرئاسي الفرنسي دعا المسؤولين السياسيين في لبنان "إلى وضع حدّ للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن يحاولوا إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث لحل أزمة الرئاسة". واستخدم في تصريحه عصا المساعدات بعد العقوبات، وقال "الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني منزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان".

لودريان في السعودية

واستقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وحضر اللقاء المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.

القطري لم يطرح أسماء

ويرجح أن يزور لودريان لبنان في الأسبوع الأول من الشهر المقبل فيما تعتبر مصادر دبلوماسية في فرنسا أن موعد الزيارة يتوقف على نتائج زيارته إلى السعودية، خصوصاً أن أي زيارة إن حصلت، لن تضيف شيئاً على المشهد الرئاسي طالما المواقف على حالها في لبنان، وطالما فكرة الحوار سقطت بعد رفض قوى المعارضة ومعها البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلقَ أعرافٍ غير دستورية وإصرارها على الذهاب إلى الانتخاب.

وكشفت المصادر في المقابل عن توجه لدى دولة الفاتيكان إلى إيفاد مبعوث خاص إلى بيروت، يُرجّح أن يكون رئيس دائرة الكنائس الشرقية المونسنيور كلاوديو غودجيروتي للاطلاع على الوضع اللبناني عن كثب، ولحضّ النواب على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومحاولة المساعدة على إيجاد حلول للأزمة اللبنانية. والمعلوم أن دوائر الفاتيكان الدبلوماسية لا تفوت فرصة إلا وتعبر فيها عن قلقها على هوية لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الانتظار مدّد الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني إقامته في بيروت وسيوسع رقعة اللقاءات لتشمل عدداً من النواب المستقلين والتغييريين، بعدما جال في الأيام الماضية على قادة من الصف الأول. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الجانب القطري يتحرك بدعم أميركي سعودي حصل عليه في اجتماع نيويورك، عندما اقترح موفده في الاجتماع أن يقوم بمحاولة لإحداث خرق في اتجاه الخيار الثالث. وهو ما أغضب الفرنسيين الذين اعتبروا أن قطر تنافسهم على الدور في لبنان.

ويسعى القطريون وفق ما كشفت مصادر دبلوماسية لـ"اندبندنت عربية" إلى تأمين توافقات سياسية تخدم فكرة إنهاء الشغور خلال أكتوبر (تشرين الأول) أو في موعد أقصاه الشهر الذي يليه. وتؤكد مصادر سياسية أن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني جاء مستطلعاً مستمعاً للآراء تمهيداً لرفع تقريره إلى وزير الشؤون الخارجية القطري. ويجزم أكثر من مصدر التقى القطري لـ"اندبندنت عربية" أنه لم يحمل في المرحلة الحالية أي أسماء ولم يتبنّ أحداً، منعاً لتكرار التجربة الفرنسية، والوقوف مع فريق ضد آخر. وأكدت مصادر نيابية أن الأسماء المتداول بها في الإعلام هي بروباغندا إعلامية لا أساس لها، وبعضها يستخدم فقط لـ"زكزكة" قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يتقدم اسمه على بقية المرشحين، علماً أن جولة الموفد القطري لم تشمل قائد الجيش.

وفسّر البعض طرح اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري من بين الأسماء المتداول بها، جاء من باب مرشح بديل من قائد الجيش، لكنه عسكري مثله. ولا تزال الجهة التي طرحت البيسري غير معلنة، ولكن ما يسترعي الانتباه أن البيسري كان في السابق أحد أهم معاوني الوزير الأسبق الياس المر الذي تربطه علاقة وطيدة مع بري. ولكن مصادر نيابية تعتقد أن المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والذي تربطه علاقة جيدة بالقطريين هو الذي اقترح اسم خلفه البيسري. 

الجمود القائم مستمر

ومقابل حسم الخارج لتوجهاته الرئاسية في لبنان باتجاه الخيار الثالث، بقي الثنائي الشيعي بطرفيه على تشدده ورفضه التخلي عن مرشحه، وأبلغ القطري ما أبلغه للفرنسي "مرشحنا الأول والثاني والثالث هو سليمان فرنجية". وفسرت مصادر دبلوماسية موقف الثنائي بأنه انعكاس لغياب التوافق الإيراني- الأميركي وأن نتائجه ستكون استمرار المعادلة السلبية، فلا "حزب الله" مستعد لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا القوى السيادية المعارضة سترضخ وتنتخب رئيساً كيفما كان، ما يعني أن الجمود الرئاسي القائم سيستمر. ويؤكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" التابعة لحركة "أمل" النائب قاسم هاشم أن الأمور لا تزال في دائرة المراوحة بانتظار ما قد يطرأ.

هاشم الذي نعى فريقه كما "حزب الله" المبادرة القطرية قبل أن تنطلق، عندما رفض التخلي عن فرنجية، يسأل "هل من مبادرة أسرع وأليَن من مبادرة الرئيس بري؟ وعلى رغم ذلك لم يوافقوا عليها". وفي حديث لـ"اندبندنت عربية" أكد هاشم أن مبادرة الرئيس بري بالدعوة إلى حوار انتهت ملمحاً إلى عدم الاتكال على أي مبادرة خارجية حتى القطرية، واستغرب حديث لودريان عن الخيار الثالث في وقت لم يكن هذا موقفه عندما التقاه مع النواب السنة في السفارة السعودية. ولكن هل ينجح القطري حيث فشل الفرنسي، لا يبدو هاشم واثقاً من هذا الأمر ويجيب "لا أحد يعرف إذا كان قادراً على إحداث خرق ما".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي