Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يستدعي سفير تركيا احتجاجا على ضربة دامية استهدفت كردستان

الهجوم بطائرة مسيرة على مطار "عربت" في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي يعد أمراً غير مسبوق

شارك المئات في تشييع أحد ضحايا القصف في مسجد بمدينة السليمانية (أ ف ب)

ملخص

يشهد إقليم كردستان بشكل متكرر قصفاً ينسب إلى تركيا وإيران، يستهدف فصائل كردية معارضة من كلا البلدين، وموجودة في شمال العراق منذ عقود.

دانت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان، أمس الثلاثاء، "العدوان التركي المتكرر"، غداة هجوم على إقليم كردستان بطائرة مسيرة قال العراق، إنها جاءت من تركيا، أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم.

من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، أفراد الجهاز بالتدرب مع عناصر حزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب المصنفين "إرهابيين" من قبل أنقرة، من دون أن تتبنى القصف بشكل صريح.

ونادراً ما تعلق تركيا على عملياتها العسكرية في شمال العراق حيث تشن هجمات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الأكراد الأتراك. إلا أن الهجوم بطائرة مسيرة، الإثنين، على مطار زراعي في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، يعد أمراً غير مسبوق.

استدعاء السفير التركي

وأكد بيان أصدره مكتب رئيس الجمهورية العراقية عبداللطيف رشيد، الثلاثاء، أنه سيتم "استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجهة إلى الرئاسة التركية".

وقصفت طائرة مسيرة، الإثنين، مطار عربت الزراعي قرب السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، الذي يستخدم للطائرات الخاصة برش المبيدات الزراعية. وأسفرت الضربة عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات العراقية المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس الثلاثاء، إن الطائرة المسيرة قامت "بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار عربت".

انتهاك سيادة العراق

واعتبر رسول أن "هذا العدوان يشكل انتهاكاً لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه"، مضيفاً أن العراق "يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات".

ورأى أن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".

التعاون مع حزب العمال

ومساء الثلاثاء، اتهمت الخارجية التركية عناصر مكافحة جهاز الإرهاب بالتعاون مع عناصر حزب العمال.

وقالت في بيان "يبدو أنه لدى وقوع الانفجار، كان عناصر جهاز مكافحة الإرهاب المرتبط بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، يتدربون مع إرهابيين من حزب العمال الكردستاني/قوات حماية الشعب" الكردية في سوريا المرتبطة بحزب العمال.

ورأت أن "الحادثة الأخيرة تؤكد مرة جديدة عدالة نشاطنا في السليمانية حيث تأخذ المنظمة الإرهابية السكان رهينة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشارك المئات، الثلاثاء، بتشييع أحد ضحايا قصف الإثنين، في مسجد في مدينة السليمانية، بينهم عناصر أمن وعائلة الضحية وسكان المنطقة.

من جهته، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في بيان، الثلاثاء، "أي انتهاك يمس سيادة أراضي الإقليم والعراق"، معرباً عن رفضه "كل الأعمال غير القانونية التي تهدد أمن إقليم كردستان وتقوض استقراره".

ونددت بعثة الأمم المتحدة في العراق كذلك بالهجوم، معتبرة أنه "لا بد من معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال الضربات".

يشهد إقليم كردستان بشكل متكرر قصفاً ينسب إلى تركيا وإيران، يستهدف فصائل كردية معارضة من كلا البلدين، وموجودة في شمال العراق منذ عقود.

وتقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين لديهم معسكرات تدريب وقواعد خلفية في المنطقة، وتصنفه أنقرة وخلفاؤها الغربيون "إرهابياً".

تصاعد الهجمات

وقتل، الأحد، أربعة مقاتلين بينهم "مسؤول كبير" من حزب العمال الكردستاني بقصف "طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي"، استهدف سيارتهم في منطقة سنجار في شمال العراق، وفق بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.

وفي أبريل (نيسان) 2023، اتهم العراق تركيا بشن "قصف" في محيط مطار السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق.

ووقعت تلك الضربات تزامناً مع وجود قوات أميركية وقائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، في المطار.

وقالت الرئاسة العراقية، الثلاثاء، إنه "يوماً بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية وتحديداً في إقليم كردستان".

وأضافت "أوضحنا للجهات التركية المعنية في مرات سابقة، أن العراق على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد تركيا أنها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها"، لكن "من دون أن نرى استجابة حقيقية لدعواتنا".

محادثات مع طهران

كانت السلطات العراقية تجري في الآونة الأخيرة محادثات مع طهران في شأن المجموعات الكردية الإيرانية المعارضة المسلحة الموجودة في شمال العراق.

وقصفت طهران العام الماضي أكثر من مرة مواقع لمجموعات معارضة كردية- إيرانية، تتهمها بالمشاركة في الحراك الاحتجاجي الذي هز إيران إثر وفاة الكردية الايرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق.

وحددت طهران يوم 19 سبتمبر موعداً نهائياً لإخلاء مقرات تلك الأحزاب، وتنفيذ بغداد لـ"اتفاق حول الأمن" أبرمه البلدان في مارس (آذار)، تحت طائلة الرد.

وأعلنت السلطات العراقية، الثلاثاء، في بيان تنفيذ التزامات العراق بهذا الصدد.

وجاء في بيان صادر، الثلاثاء، عن اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاق الأمني المشترك أنه "بناء على التزام جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية ببنود الاتفاق الأمني المشترك... تم إخلاء المقرات الموجودة قرب الحدود مع إيران، التي كانت تشغلها مجاميع المعارضة الإيرانية بشكل نهائي".

وأضاف البيان أنه تم "نقلهم إلى مكان بعيد عن الحدود" ونشر "قوات الحدود الاتحادية بتلك المناطق، وكذلك "نزع الأسلحة من هذه المجاميع تمهيداً لاعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين".

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول الاتفاق، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، إن "تقدماً ملحوظاً قد أحرز. كل الأطراف ملتزمة بالاتفاق بصدق. تحقيق أمن طويل الأمد أمر ضروري للجميع".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار