Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرمان الإيرانيات من تشجيع كرة القدم... اعتقالات جديدة تضع طهران تحت طائلة عقوبات الـ"فيفا"

الفتيات الست تنكرن في أزياء رجالية... ونقلن إلى سجن قرشاق سيء السمعة

إيرانيات يشاهدن مباراة كرة قدم ضمن المجموعة الثانية بكأس العالم بين البرتغال وإيران في روسيا، 25 يونيو 2018 (أ.ف.ب.)

لم تكن تلك الصورة لفتاة تقف خلف سور من الأسلاك يحيط بأحد ملاعب كرة القدم في إيران، محاولةً سرقة لحظات من سعادة ونشوة مشاهدة الساحرة المستديرة، سوى انعكاس لدرجة التمييز والقمع الذي تعانيه المرأة الإيرانية، حيث يحظر عليها دخول ملاعب كرة القدم والتشجيع مثل نظرائها من الرجال. غير أن الأمر لا يتوقف عند المنع بل اعتقال من تتجرأ على الحضور في الملعب حتى وإن كانت متخفية في ملابس الرجال، وهو ما حدث بالفعل في 13 أغسطس (آب) الحالي، مع 6 نسوة أردن أن يمارسن حقهن الطبيعي في الحياة.

وغرّدت الصحفية والناشطة الإيرانية، مسيح علي نجاد، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الجمعة الماضية، قائلة إن السلطات الإيرانية اعتقلت 6 فتيات دخلن ملعباً لمشاهدة مباراة لكرة القدم، وكن متنكّرات بأزياء رجالية، وأنه تم نقلهن إلى سجن قرشاق سيء السمعة. وطالبت العالم بعدم الصمت في وجه ما وصفته بـ"الفصل العنصري على أساس الجنس"، كما أشارت إلى حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ"فيفا" على "تويتر" حتى يصله الأمر.

المفارقة أن الفتيات الست اعتقلهن من استاد "آزادي"، الذي يعنى اسمه "الحرية". ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، للضغط من أجل إطلاق سراح الفتيات الست والمطالبة بإنهاء الحظر المفروض على النساء في الملاعب. كما نشرت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية لدى المنظمة الحقوقية، على حسابها بموقع "تويتر"، صور الفتيات خلال حضورهن المباراة متنكرات قبل أن يتم القبض عليهن.

وقالت هيومن رايتس ووتش، في بيان السبت، إن "على الحكومة الإيرانية إطلاق سراح النساء المحتجزات بسبب ارتدائهن ملابس رجال للتحايل على حظر حضور النساء لمباريات كرة القدم. من بين النساء المعتقلات في 13 أغسطس (آب) 2019، أربع ناشطات معروفات بالدعوة لإنهاء الحظر المفروض على النساء والفتيات اللائي يحضرن الأحداث الرياضية العامة، وهم زهراء خشنافاز، وهي ناشطة بارزة، وليلى مالكي، وهديه مارفاستي، وفوروغ علائي، المصورة الصحفية الحائزة على جوائر. فيما لم تُعرف هوية اثنتين أخريين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت ووردن، وفقا للبيان المنشور على الموقع الإلكتروني لهيومن رايتس ووتش "لا ينبغي أن تقضي المرأة الإيرانية ثانيةً في السجن لأن السلطات تتهمها بمحاولة سلمية لتحدي حظر مثير للسخرية يحرم النساء والفتيات من حقوق متساوية في حضور مباراة كرة قدم". وأضافت "يجب على إيران إطلاق سراح النساء فوراً ودون قيد أو شرط ورفع الحظر التمييزي على النساء اللائي يحضرن المباريات الرياضية".

حظر من دون قانون أو لائحة

بعد عامين من قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، فرض رجال الدين حظرا على النساء في الأحداث الرياضية للرجال لمنعهم من رؤية المشجعين من الذكور. لكن بحسب "هيومن رايتس ووتش"، فإن هذا الحظر ليس مذكورا بشكل رسمي في قانون أو لائحة، ولكن يتم تنفيذه من قبل سلطات البلاد. وقالت إن الحظر هو انتهاك واضح للقواعد في دستور الـ"فيفا" والنظام الأساسي وسياسة حقوق الإنسان. إذ تنص المادة 4 من النظام الأساسي على أن التمييز ضد المرأة "محظور تماماً ويعاقب عليه بالتعليق أو الطرد".

وفي 18 يونيو (حزيران) الماضي، بعث إنفانتينو خطابا إلى مهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، يفيد بأنه يجب عليه اتخاذ خطوات ملموسة للسماح للنساء بالحضور في الملاعب وإلا سيتم فرض عقوبات. وحدّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في البداية مهلة لطهران حتى 15 يوليو (تموز) لإبلاغ "فيفا" بالخطوات الملموسة التي سيتخذها الاتحاد الإيراني لضمان السماح لجميع النساء الإيرانيات والأجنبيات بحضور مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي من المقرر أن تبدأ في سبتمبر (أيلول). غير أنه وفقا لوسائل إعلام إيرانية، قال داريوش مصطفوي، رئيس لجنة الفرق المحترفة في اتحاد كرة القدم الإيراني، إن الفيفا مدّد مهلته النهائية لإيران حتى 31 أغسطس (آب) الحالي. وأضاف مصطفوي أن "فيفا لا تمزح في إنذارها النهائي، حول دخول النساء الإيرانيات للملاعب".

ولفتت "رايتس ووتش" إلى أن النساء والفتيات اللواتي يرغبن في حضور مباريات كرة القدم الكبرى في إيران كان عليهن منذ فترة طويلة أن يتنكرن كرجال وفتيان لممارسة هذا الحق بسلام. ونشر العديد منهن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار تحديهم للحظر.

وقال مصدر مطلع على الاعتقالات لـ"هيومن رايتس ووتش" إنه في 13 أغسطس (آب)، تم استدعاء الناشطات لاستجوابهن في مكتب شرطة الأمن في طهران، حيث احتُجزن طوال الليل. وفي 14 أغسطس، أخذت السلطات الناشطات إلى مكتب المدعي العام في فوزارا، حيث أصدر القاضي أمرا بالخروج مقابل كفالة. ومع ذلك، لم يتم إطلاق سراحهن، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم نقلن إلى سجن قرشاق. وهو سجن سيء السمعة، وكان ناشطون قد أبلغوا عن سوء النظافة وظروف السلامة داخله من قبل.

وذكر حساب "OpenStadiums" على تويتر، الجماعة المدافعة عن حقوق المرأة في إيران، أن "المعتقلات الست تم الإفراج عنهن مساء السبت مقابل كفالة، غير أنه لم يتسن التأكد عما إذا كان تم الإفراج عنهن بالفعل أم لا، إذ لم تورد أي تقارير في وسائل الإعلام عن الأمر.

وتقول "رايتس ووتش" إنه على مدى عقود، وضعت النساء الإيرانيات أنفسهن في خطر لتوثيق استبعادهن من الملاعب، وهو إنكار لحقوق المرأة في أن تكون جزءاً من الأماكن العامة والحياة في البلد. ويصور فيلم "Offside" عام 2006، الذي حصل على جائزة جعفر باناهي، نساء وفتيات مراهقات قُبض عليهن بسبب محاولتهن تشجيع فرقهن.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط