Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تنتظر ضوءاً أخضر من المغرب لتقديم المساعدات

عدد القتلى يلامس 3 آلاف والزلزال يكشف صعوبة العيش في القرى المعزولة

مواطن ينقل أغراضاً إلى القرى النائية التي ضربها زلزال المغرب (أ ف ب)

ملخص

توقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة اليوم أو غداً لمساندة الناجين من الزلزال

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث اليوم الجمعة إنه يتوقع أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة اليوم أو غداً، لمساندة الناجين من الزلزال القوي الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي.

وصرح غريفيث، وهو أيضاً منسق الإغاثة في حالات الطوارئ خلال مؤتمر صحافي، "نتوقع ونأمل استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسل طلب المساعدة اليوم أو غداً، أعني بذلك قريباً جداً".

وأكد أنه بعد الحصول على الضوء الأخضر من الرباط سيكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مرحلة مساعدة الناجين.

وبلغ عدد الضحايا جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش ليل الثامن إلى التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري 2946 قتيلاً و5674 جريحاً، وفق آخر حصيلة رسمية صدرت أول من أمس الأربعاء.

وقال غريفيث "إنني واثق من أن هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكن السلطات وضعتها بتأن".

ولم ينتقد غريفيث عدم طلب المغرب فوراً مساعدة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن "الأيام الأولى بعد كارثة مفاجئة وتشهد على الدوام فوضى نسبية"، وقال إن المرحلة الأولى "تركز على البحث عن الناجين والذين لم ينجوا، في حين أن المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين وتوفير ملاجئ وطعام ومعدات طبية"، وتابع "آمل في المغرب أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى".

مناطق معزولة

وبعد أسبوع تقريباً على أعنف زلزال ضرب المغرب منذ أجيال، لايزال من المتعذر الوصول براً إلى بعض قرى أعالي جبال الأطلس، من غير أن تحدد السلطات بدقة عدد هذه القرى.

وكانت قد مضت حوالى ثماني ساعات على الزلزال قبل أن تصل المساعدة إلى أردوز، وهي واحدة من القرى الجبلية الكثيرة النائية، مما كشف عن الأخطار التي تواجهها هذه المناطق بفعل عزلتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وثمة طريق ضيق مكسو بالحجارة يقود إلى أردوز وتحيط به أشجار تفاح ويمر بمحاذاته نهر جفت مياهه، غير أنه ينتهي عند المنحدرات الجبلية الوعرة.

وعلى مسافة 10 كيلومترات إلى الجنوب وخلف تلك الجبال الشاهقة، يقع مركز الزلزال الذي تسبب بمقتل أكثر من 2900 شخص وتشريد مئات الآلاف.

ولا يزال عبدالحكيم حسيني (28 سنة) تحت وقع صدمة تلك الليلة التي أودت بحياة 20 من سكان أردوز البالغ عددهم نحو 200 قبل الكارثة، إذ فقد والدته وجدّيه حين انهار منزلهم واضطر إلى انتظار وصول المساعدات لإسعاف المصابين، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً، ولو أنه كان أسرع منه في مواقع معزولة أخرى.

فقر ومعاناة

وقال حسيني إن "أقرب مستشفى يقع على مسافة ساعة ولا يقدم علاجات كثيرة". وأوضح الشاب الذي يعمل طاهياً في الدار البيضاء وكان يزور عائلته عند وقوع الزلزال، "لم يكن بإمكاننا نقل المصابين ولا حتى توفير العناية لهم، فقط أبقيناهم دافئين وانتظرنا وصول المسعفين، وهو ما استغرق ثماني ساعات".

وينتقل كثير من سكان القرى الصغيرة في جبال الأطلس التي تشكل تربية المواشي النشاط الرئيس فيها إلى المدن بحثاً عن فرص أفضل، كذلك تعاني هذه المناطق الفقر مع وصول الحد الأقصى لإجمال الناتج المحلي في إقليم الحوز، حيث تقع أردوز، إلى 2000 دولار في السنة، مقارنة بـ 2800 دولار في مدينة مراكش المجاورة.

غير أن الفقر ليس العامل الوحيد الذي يحدد نوعية الحياة في القرى، وقال أحد سكان أردوز محمد العيوط (62 سنة)، "كان الناس هنا سعداء جداً وكانوا يعيشون حياة بسيطة وهادئة".

وتابع المزارع الذي هرع من الدار البيضاء إلى قريته بعد ساعات قليلة على الزلزال، "بعد الكارثة باتت الأمور في غاية الصعوبة".

حياة صعبة

وتحكم ظروف العيش في قرى مثل أردوز على كثير من أبنائها وقف دراستهم في سن باكرة وبدء العمل، وهو ما سيتفاقم بعد الزلزال.

ولا تزال المدرسة الابتدائية في القرية صامدة لكنها تظهر شقوقاً عريضة وثغرات في جدرانها، ولا يزال اللوح في إحدى قاعاتها يحمل درس آخر حصة دراسية وتاريخها الثامن من سبتمبر الجاري.

وقالت فاطمة أجيجو (55 سنة)، "لا ندري إلى الآن ما سنفعل بالنسبة إلى الأطفال، فلم يعد لدينا مدرسة".

وتابعت المرأة التي تقيم في مراكش منذ ما قبل الزلزال، "كانت الحياة هنا بالأساس في غاية الصعوبة، والقرية معزولة جداً ومع الزلزال بات الوضع أسوأ".

ونشأ عبدالحكيم حسيني في أردوز وأوقف دراسته في سن الـ 15 لعدم وجود مدرسة ثانوية، إذ يعمل منذ ذلك الحين، ويقر بصعوبة العيش في أردوز حتى قبل الزلزال الذي هدم كل منازل القرية تقريباً أو جعلها غير صالحة للسكن.

ويحتمي الناجون حالياً في خيم وفرتها لهم الحكومة، غير أنها لن تعود صالحة للسكن مع بدء موسم الأمطار والبرد في القرية الواقعة على ارتفاع 1700 متر.

غير أن حسيني يتمسك بذكريات طفولته حين كان يجوب الدروب الجبلية وسط مشاهد الجبال الممتدة على مد النظر، ويقول وعلى وجهه ابتسامة طفيفة، "لسنا معزولين هنا، بل المدن هي المكان الذي لا يمكن التنفس فيه".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي