Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنقاص الوزن ممكن دون اللجوء لحقنة "ويغوفي"

السباق عليها يغفل الطريقة البسيطة لخسارة الوزن والتي يعرفها كل متبعي الحميات الغذائية

 قد يكون من الممل اتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة، وأشد صعوبة من حقن الفرد نفسه بعقار "ويغوفي" مرة واحدة في الأسبوع، لكن النتائج مجزية على المدى الطويل ("آيستوك")

ملخص

خسارة الوزن من دون حقن "ويغوفي"؟ نعم ممكن وأنتم بالتأكيد تعرفون كيف.

كان الصخب الذي أحدثه السماح بوصف حقن "ويغوفي" Wegovy للتنحيف بموجب وصفة طبية بخاصة في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، بمثابة الضوء الأخضر لأولئك الذين يبحثون عن طريقة سهلة لفقدان الوزن.

ومنذ أن اكتسبت حقنة إنقاص الوزن شعبية واسعة في هوليوود العام الماضي، إذ عزا عدد من المشاهير، الذين ظهروا فجأة بمظهر نحيف، رشاقتهم إلى استخدام هذه الحقنة، وأصبح الطلب عليها يفوق الخيال، وهو ما قد يحدث هنا، إذ بات بالإمكان الآن الحصول على حقن شهرية لقاء 200 إلى 300 جنيه استرليني (250 إلى 375 دولاراً أميركياً) أو ما يعادل تقريباً كلفة اشتراك شهري في ناد رياضي مميز.

وتبين من خلال التجارب التي أجريت على "سيماغلوتايد"، المصمم أساساً كي يكون عقاراً لمرض السكري اسمه "أوزمبيك" Ozempic، أنه يساعد في فقدان 15 في المئة من وزن الجسم على مدى 68 أسبوعاً، وسرعان ما أصبح تأثيره ملحوظاً إلى حد أدى إلى حدوث نقص عالمي في إمداداته، إذ بات المرضى يحضّون أطباءهم على وصفه لهم "خارج الإطار الذي حددته الهيئات التنظيمية" (يتم وصف الدواء لحالات غير تلك التي تم تصنيعه لأجلها).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتزامن إطلاق "ويغوفي" الذي تم تسويقه علناً على أنه دواء لإنقاص الوزن، مع تحول الشركة المصنعة "نوفو نورديسك" Novo Nordisk التي ابتكرته إلى الشركة الأعلى قيمة في أوروبا هذا الأسبوع، وفي حين أن فعاليته الأولية قصيرة الأمد تبدو مقنعة ومثيرة للإعجاب، إلا أنه وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Diabetes, Obesity and Metabolism، فإن أولئك الذين توقفوا عن تناول الدواء المثبط للشهية استعادوا ما يقارب ثلثي الوزن الذي فقدوه خلال عام، ومن الغريب أن تلك النتائج لم تقلل من شعبيته، إذ يقول المالك المشارك والمدرب الرئيس في Barry’s UK، ساندي ماكاسكيل، "إنه لأمر منطقي في عصرنا أن يميل الناس بصورة عامة للجوء إلى الحلول السريعة بدلاً من اعتماد الأنظمة الغذائية التي تحقق النتائج عينها ولكن بشق الأنفس".

وأضاف، "إن البلاد ستكون في وضع أفضل بكثير إذا سارع الجميع إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية بدلاً من أخذ حقنة سهلة وخالية من أي جهد".

وقد يكون ماكاسكيل محقاً في هذه النقطة، فعلى مدى أكثر من عقد من الزمن أمضيته في محاولات إنقاص وزني، باستخدام البخاخات الخالية من الدهون عند الطبخ، ومتابعة تمارين روزماري كونلي عبر الفيديو والتوقف الموقت، وإن كان لفترة قصيرة، عن تناول رقائق البطاطس، ففي إمكاني أن أؤكد حقيقة أن أمرين فقط يحققان نتائج فعلية على المدى الطويل، اتباع نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة.

إنه لأمر ممل بالتأكيد وعمل أصعب بكثير من أخذ حقنة مرة واحدة في الأسبوع، لكن بعد بضعة أعوام من الالتزام الدؤوب (في الغالب) بهذا النظام المزدوج، تمكنت من فقدان قرابة نصف وزني، ووصلت إلى مؤشر صحي في كتلة الجسم للمرة الأولى في حياتي وأنا في أواخر العشرينيات من عمري.

إنها معادلة بسيطة لكنها تقتضي التزاماً مدى الحياة، فالحفاظ على نتائج فقدان الوزن، كما يعلم كل من يتبع نظاماً غذائياً، هو أصعب بكثير من التخلص من الوزن الزائد في المقام الأول، لكن هذا الأمر ينطبق أيضاً على "سيماغلوتايد"، ففي حين أن الأمر قد يبدو طريقاً مختصراً رائعاً لخسارة الوزن، إلا أن الالتزام بتناول الدواء مدى الحياة لا يبدو أمراً مثاليا.

إلى الذين عقدوا العزم على إنقاص وزنهم من دون الاعتماد على حفن "ويغوفي"، إليكم آخر ما توصلت إليه الدراسات الحديثة حول طريقة جعل النهج التقليدي أكثر فعالية.

الحمية الغذائية

يؤكد معظم العلماء أن فقدان الوزن يتأثر في المقام الأول باختياراتك الغذائية، في حين أن ممارسة الرياضة على رغم كونها مفيدة، ليست ضرورية دائماً، لكن المسؤول عن قسم الطب والتغذية المبنية على أدلة في "كلية آستون الطبية" دوان ميلور  Aston Medical Schoolيعتبر أن "العامل الحاسم يكمن في اختيار نظام غذائي مستدام بالنسبة إلى الفرد، سواء كان منخفض النشويات أو نظام "5:2" (يعرف بالصيام المتقطع الذي يقوم على تناول نظام غذائي طبيعي وصحي مدة خمسة أيام كل أسبوع، والصيام في اليومين الباقيين)، أو نظام "كيتو" أو أي نظام غذائي آخر". 

وفي هذا الإطار أجرت دراسة نشرت في مجلة الطب الداخلي Annals of Internal Medicine في يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بين الصيام المتقطع والأنظمة الغذائية التي يتم التحكم من خلالها بالسعرات الحرارية لتحديد مدى فعالية كل منهما، وتبين أن الطريقتين أعطتا نتائج متطابقة، إذ فقد المشاركون فيها نحو أربعة في المئة من وزن أجسامهم.

أما الاستشارية في الغدد الصماء في "جامعة إمبريال كوليدج لندن" ومؤلفة كتاب "النظام الغذائي الكامل" The Full Diet سايره حميد، فأوضحت أن "فقدان الوزن يتطلب دائماً بعض التعديلات الغذائية"، وتوضح أنه "بما أن زيادة الوزن تكون مدفوعة في المقام الأول بهرمون الإنسولين الذي يخزن الدهون، فإن النهج الفعال لفقدان الوزن ينطوي على تقليل مستوياته في الجسم".

ومن خلال التخلص من السكر والنشويات المكررة (مثل الحبوب والرز والمعجنات والمعكرونة)، فإن مستويات الإنسولين ستنخفض ويتحول الجسم من تخزين الدهون إلى حرقها".

وتنصح الدكتورة حميد بتناول كمية معتدلة من البروتين، لأنه "يعزز الشعور القوي بالشبع في الجسم"، وتؤكد أهمية "تجنب الأطعمة المصنعة لأنها يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام من خلال التأثير على مركز المكافأة في الدماغ". وينصح أيضاً بعدم تناول الكحول التي تحوي نسبة عالية من النشويات (التي يمكن أن ترفع مستويات الغلوكوز في الدم) والسعرات الحرارية، مما يجعلها أيضاً ضمن قائمة المحظورات.

(إن فوائد الريسفيراترول الموجود في النبيذ الأحمر التي يتم الترويج غالباً لها لم يتم حتى الآن إثباتها لدى البشر)، أما الصيام المتقطع فقد أصبح من بين الأنظمة الغذائية الأكثر شعبية، وعلى رغم أنه قد لا يسهم في فقدان مزيد من الوزن، إلا أنه قد يكون أسهل بالنسبة إلى البعض لدمجه في روتينهم وجداول أوقاتهم، وفقاً لميلور.

ويمكن أن تشمل أساليب الصيام المتقطع تناول نحو 600 سعرة حرارية يومين في الأسبوع (مع الحفاظ على نظام غذائي متوازن في بقية الأيام)، أو الصيام لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم، وهو تقييد من شأنه أن يحفز الجسم على استخدام مخزونه من الدهون للحصول على الطاقة.

وفي حين أن ممارسة الرياضة وحدها قد لا تكون الحل الوحيد لفقدان الوزن، فقد أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نايتشر ميتابوليسم" Nature Metabolism هذا الأسبوع، أن الأفراد الذين جمعوا بين ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، شهدوا فوائد صحية مضاعفة في التقلبات الأيضية، وشمل ذلك تحسين معدل حساسية الإنسولين بنسبة الضعف، وزيادة أعلى في الأوعية الدموية الجديدة، وفي نشاط جزيئات ميتوكوندريا Mitochondria التي تزود خلايانا بالطاقة.

ويشجع المدرب الشخصي مات روبرتس على اتباع نظام تمارين صارم إلى حد ما يتألف من ثلاثة تمارين "مقاومة ثقيلة" Heavy Resistance في الأقل أسبوعياً، إضافة إلى 45 دقيقة إلى ساعة من تمارين "تنشيط القلب المنطقة 2" Zone 2 Cardio بمستوى منخفض إلى متوسط وبوتيرة ثابتة، مثل المشي السريع أو ركوب دراجة كل يوم.

ويوضح أن إضافة تمرينين آخرين عاليي الكثافة على ما تقدم "سيمنحكم سرعة أيضية كبيرة، ويعزز بصورة بارزة قدرة القلب والرئة"، مما يساعد الجسم في حرق الدهون بصورة أكثر كفاءة أثناء التمارين أو خلال فترات الراحة.

التوقيت

وأشارت أبحاث تم تقديمها خلال الاجتماع السنوي لـ "جمعية الغدد الصماء" Endocrine Society الذي عقد في يونيو (حزيران) الماضي إلى أن المشاركين الذين استهلكوا أكثر من 80 في المئة من السعرات الحرارية اليومية بحلول الساعة الأولى بعد الظهر، شهدوا انخفاضاً في مستويات السكر في الدم وتحسناً في صحتهم الأيضية، مما يقلل احتمال زيادة الوزن لديهم.

وإضافة إلى تعديل توقيت تناول الوجبات، هناك أيضاً بعض الأدلة التي تشير إلى أن ممارسة التمارين الصباحية تعد أكثر فعالية، لكن الأبحاث التي راجعها نظراء ونشرها "معهد كارولينسكا" Karolinska Institutet في ستوكهولم في وقت سابق من هذا العام، توصلت إلى أن "ممارسة الرياضة في وقت متأخر من الصباح قد تكون أكثر فعالية من التدريبات في وقت متأخر من المساء، لجهة تعزيز عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون".

ويوافق مات روبرتس على أن بدء كل يوم بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي السريع لمدة تتفاوت ما بين 30 و45 دقيقة، "يهيئ الجسم لاستخدام الدهون بكفاءة كمصدر للطاقة، مما يشكل أساساً متيناً لحرق الدهون على المدى الطويل".

وينصح أيضاً بتناول 1.5 ليتر من الماء خلال الساعات الست الأولى من الاستيقاظ كل يوم، والقيام بثلاث جلسات من الغطس البارد لمدة تتراوح ما بين دقيقتين و5 دقائق (حتى أثناء الاستحمام) أسبوعياً، إذ أشارت مراجعة أجرتها "جامعة النرويج القطبية الشمالية"  Arctic University of Norway العام الماضي إلى أنه "قد يكون له تأثير وقائي ضد أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة، وغيرها من الأمراض الأيضية".

صحة الأمعاء

وتقول الدكتورة نابيثا ناغالينغام، وهي عالمة رئيسة في البحوث الانتقالية تعتمد على العلاقة المباشرة ما بين البحث والتطبيق) في مركز "أوميد هيلث" الطبي OMED Health، الذي يقدم تحليلاً للجهاز الهضمي من خلال اختبار التنفس، إنه "يمكن لصحة أمعاء جيدة أن تسهم في تحقيق أهداف إنقاص الوزن".

وخلصت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة "ميكروبات الأمعاء" Gut Microbes، إلى أن "الميكروبيوم المعوي قد يضطلع بدور وسيط في العلاقة بين السمنة والصحة العامة"، مع وجود تنوع أكبر في البكتيريا المرتبطة بتحسن الصحة.

وتقترح الدكتورة ناغالينغام مراقبة كل طعام يتم تناوله ومدى استجابة الجسم له، لأن "المفتاح لتحسين صحة الأمعاء وإدارة الوزن بصورة فعالة، يكمن في التحكم، أي فهم ما يستهلكه الفرد وتأثيره على جسمه"، فكل شخص هو فريد من نوعه ويحتاج إلى خطة من أجل الحفاظ على صحة أمعائه، ولنظام غذائي يناسبه ويناسب أمعاءه.

إن تناول الـ "بروبيوتيك" Probiotics (مثل الزبادي والكفير)، والبريبايوتكس  Prebiotics (الموجود في أطعمة مثل بذور الكتان والبقوليات) والـ "بوليفينول"  Polyphenols (المتوافر في أطعمة مثل التوت الأزرق والسبانخ)، يسهم في تعزيز بيئة أمعائية غنية بأنواع مختلفة من الـ "ميكروبيوم"، وغالباً ما تحوي الأطعمة والمشروبات المخمرة، مثل الكيمتشي (طبق كوري حار من الملفوف والفجل والبصل الأخضر) والـ "كومبوتشا" (مشروب غازي حلو وحامض مصنوع من الشاي) على هذه العناصر الثلاثة.

 قد يكون من الممل اتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة، وأشد صعوبة من حقن الفرد نفسه بعقار "ويغوفي" مرة واحدة في الأسبوع، لكن النتائج مجزية على المدى الطويل ("آيستوك")ويقول ميلور إن فقدان الوزن "يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً"، وأن "الحصول على دعم الآخرين يمكن أن يجعل الأمر أسهل إلى حد ما"، وقد كشفت دراسة حديثة أجرتها "جامعة ساري" البريطانية أن الأصدقاء أو أفراد الأسرة يمكن أن يكون لهم تأثير كبير في الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية، أحياناً نحو الأسوأ.

ولاحظ الباحثون أن "التغييرات في مظهر الفرد، وكنتاج ثانوي التحولات في الديناميكيات الاجتماعية لعلاقاته، قد تدفع بعضهم "عن وعي أو عن غير وعي إلى محاولة عرقلة جهود الشخص في إنقاص وزنه، من أجل الحفاظ على الأمور كما هي عليه في الوضع الراهن".

وأظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة "الصحة العامة الطبية الحيوية المركزية" Biomedical Central Public Health  الشهر الماضي أن "المقابلات التحفيزية والعلاج السلوكي المعرفي" أسهما في خفض مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر بصورة فعالة لدى المراهقين الذين شملتهم الدراسة، مما يجعل تلك التدخلات النفسية "فعالة ودائمة" في محاولات فقدان الوزن.

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة