ملخص
سد النهضة... التعبئة الأخيرة انتهت فماذا بحوزة مصر؟
نددت مصر، اليوم الأحد، بإعلان إثيوبيا أنها أتمت ملء سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، مؤكدة أن هذا الإجراء يشكل "مخالفة قانونية".
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "اتخاذ إثيوبيا مثل تلك الإجراءات الأحادية يعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي"، في إشارة إلى مصر والسودان.
التعبئة الكاملة
وفي وقت سابق من اليوم الأحد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، والذي يشكل مصدر توتر مع مصر والسودان.
وكتب أحمد عبر منصة "إكس"، "أعلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح"، وذلك بعد أسبوعين من جولة مفاوضات جديدة في شأنه بين الدول الثلاث.
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، لكن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.
ويعد سد النهضة الإثيوبي الكبير حيوياً بالنسبة لأديس أبابا، وقد بلغت تكلفته أكثر من 3.7 مليار دولار، ويدخل في صلب صراع إقليمي منذ أن بدأت إثيوبيا العمل فيه خلال العام 2011.
ومن خلال السد، الذي يبلغ طوله 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً، تعتزم إثيوبيا مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي لا يصل إليها سوى نصف سكانها البالغ عددهم حوالى 120 مليون نسمة.
مخاوف دولتي المصب
وتخشى مصر والسودان أن يؤدي ذلك إلى تقليل إمدادات المياه لديهما.
وطلبت الخرطوم والقاهرة مراراً من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، في انتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن آليات تشغيل السد.
وبدأت في 27 أغسطس (آب) جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم حينها إنها تهدف الى التوصل لاتفاق "يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث"، مشدداً على "أهمية التوقف عن أية خطوات أحادية في هذا الشأن".
وقبل ذلك بأسابيع قليلة، في منتصف يوليو (تموز) الماضي، أمهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وآبي أحمد نفسيهما أربعة أشهر للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك خلال اجتماع على هامش قمة الزعماء الأفارقة بشأن الحرب الدائرة في السودان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعتبر مصر هذا السد الكبير تهديداً وجودياً لأنه يعتمد على نهر النيل في 97 في المئة من احتياجاته المائية. أما الخرطوم، فقد تباين موقفها خلال السنوات الأخيرة.
وبعد عدة أشهر من تشكيل جبهة مشتركة مع مصر في العام 2022، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه "اتفق على كل النقاط" مع آبي أحمد في ما يتعلق بسد النهضة.
غير أن السودان يشهد نزاعاً دامياً منذ منتصف أبريل (نيسان).
مسيرة التفاوض
وكان آخر جولات المفاوضات الرسمية بين الدول الثلاث في العاصمة الكونغولية كينشاسا، في أبريل (نيسان) 2021، برعاية رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي رئيس الاتحاد الأفريقي وقتها، لكنها باءت بالفشل نتيجة الخلافات بين الأطراف الثلاثة.
وكانت إثيوبيا رفضت مقترح الوساطة الرباعية الذي تقدمت به السودان لتشمل كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إضافة للاتحاد الأفريقي، كما رفضت مقترحاً آخر لتطوير العملية التفاوضية بتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط في المباحثات، والمشاركة في تسييرها وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، وظلت أديس أبابا متمسكة بموقفها في حصر الوساطة بالاتحاد الأفريقي.
وتصاعدت الاتهامات حينها بحق إثيوبيا، واعتبرت الخارجية المصرية أن إثيوبيا تماطل من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية.
ودشنت إثيوبيا رسمياً في فبراير (شباط) 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تقدمه على أنه من بين الأكبر في أفريقيا. وتم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.