إغلاق متنزه مائي ضخم لعدم التزامه قواعد ارتداء الحجاب في إيران

أغلقت السلطات الإيرانية متنزهاً ترفيهياً ضخماً في مدينة مشهد، في شمال شرقي إيران، لسماحه بدخول نساء غير محجبات، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، أول من أمس الإثنين.

وأعلنت وكالة فارس للأنباء أن "الشرطة أغلقت أبواب مجمع مجهاية خوروشان الضخم" للألعاب المائية مساء الأحد في ضواحي ثاني أكبر مدينة في إيران.

وأوضح لوكالة فارس مدير المجمع محمد باباي أنه تم إغلاقه "لعدم احترام وضع الحجاب رغم أننا نبهنا (الزائرات) إلى الالتزام به". يعرف المتنزه بأنه "أحد أكبر المتنزهات المائية المغطاة في العالم" بمساحة 60 ألف متر مربع.

وأشار مدير المجمع إلى أن ألف موظف في الموقع يخشون فقدان عملهم بينما الموسم في أوجه قبل بدء العام الدراسي.

بعد قيام "الثورة الإسلامية" في 1979، بات القانون يلزم الإيرانيات والأجنبيات بغض النظر عن دينهن، بوضع الحجاب وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة.

مع ذلك، يزيد عدد النساء اللاتي يخرجن من دون حجاب في المدن الكبيرة منذ نحو عام، وخصوصاً بعد حركة الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني.

وفي الأشهر الأخيرة، تم إغلاق عديد من المتاجر والمقاهي والمطاعم، لبضعة أيام في أكثر الأحيان، لعدم التزامها حظر ارتداء الحجاب.

توقيف عم مهسا أميني

إلى ذلك، اعتقلت السلطات الإيرانية، أمس الثلاثاء، عم مهسا أميني، بحسب مصادر كردية.

وقالت منظمة "هنكاو" الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان وشبكة حقوق الانسان في كردستان التي مقرها في فرنسا، في بيانين منفصلين إن صفا علي (30 عاماً) أوقف من قبل قوات الأمن في مدينة سقز مسقط رأسه في غرب البلاد وهو معتقل في مكان غير معروف.

بحسب "هنكاو" فإن القوات الإيرانية اقتحمت منزل صفا علي من دون أي مذكرة توقيف. وقالت شبكات الناشطين، إن سقز وضعت تحت مراقبة أمنية مشددة قبل أيام من ذكرى وفاة أميني فيما نصبت كاميرات في محيط ضريحها.

وقد توفيت أميني في 16 سبتمبر (أيلول) بعد أيام من توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس. واندلعت منذ ذلك الحين احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة تم قمعها بالقوة. ومنذ سنة تتحدى عدة إيرانيات السلطة عبر نزع حجابهن.

بحسب الناشطين، فقد قتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات.

تتهم المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بينها منظمة العفو الدولية الحكومة الإيرانية بممارسة قمع متزايد قبل الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني.

بحسب هذه المصادر، فقد تم اعتقال أفراد عائلات المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات واستجوابهم لإرغامهم على الصمت ومنع حصول تظاهرات جديدة.

وقالت المصادر نفسها، إن والد محمد مهدي، أحد الرجال الذين أُعدموا في الأشهر الماضية لصلتهم المباشرة بالتظاهرات، هو بين الموقوفين.