Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تهديد شرير أو صديق جديد؟ أوقفوا التخبط في شأن الصين

لم يحقق التهديد الجينغوي الصادر عن يمين حزب المحافظين أي نتيجة، ذلك أن إرساء العلاقات مع بكين هو الخطوة الذكية، وعلى بريطانيا توخي الحزم والحذر

وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إلى يسار، ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ يلتقيان في قاعة الشعب الكبرى ببكين، 30 أغسطس ("أسوشيتد برس")

ملخص

لقد ولى زمن معاداة الصين والعالم بأسره يسير باتجاه العلاقات الجيدة والمثمرة.

قبل ثماني سنوات، زار وزير المالية آنذاك جورج أوزبورن الصين، وكثر بعدها الحديث عن "عصر ذهبي" مرت به العلاقات الإنجليزية - الصينية، وعدت المملكة المتحدة على أثره بأن تكون "الشريك الأول لبكين في الغرب".

ومنذ ذلك الحين، جرت أحداث كثيرة، لا سيما قمع الصين الحقوق المدنية في المستعمرة البريطانية السابقة هونغ كونغ. ومنذ ذلك الوقت، تفتقر العلاقات إلى الودية تماماً.

والآن، يزور وزير الخارجية جيمس كليفرلي بكين، ممهداً الطريق لعقد اجتماع ثنائي بين زعيمي البلدين في قمة مجموعة العشرين المقبلة في نيودلهي. لقد عادت العلاقة مرة أخرى، وإن لم يكن بالدرجة نفسها من التقارب الذي تمناه أوزبورن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما هو متوقع، الأمر تخطى المعقول في نظر المعارضين في يمين حزب المحافظين. قارن إيان دنكن سميث مبادرة كليفرلي بـ"الاسترضاء". وقال دنكن سميث، وهو واحد من خمسة نواب فرضت عليهم الصين عقوبات، إن الرحلة هي أحدث مرحلة من "مشروع الخضوع". ورأى أن موقف المملكة المتحدة "تنبعث منه رائحة الاسترضاء في شكل رهيب". وأضاف دنكن سميث: "يبدو الأمر كما لو أننا نريد مزيداً من الأعمال، لذلك لا نريد أن نغضب الصينيين كثيراً. ينتهي بنا الأمر في أنهم يعتقدون بأننا ضعفاء للغاية".

لن يغير دنكن سميث موقفه من أن بكين تمثل "تهديداً خطراً للعالم الحر". وبدورها ليز تراس لا تتوانى هي الأخرى عن وصف الصين بأنها تشكل "تهديداً".

العامل الآخر الذي يوحدهما معاً - بصرف النظر عن كراهيتهما للصين واختيارهما المفردات - هو أنهما من قادة المحافظين السابقين إلى حد بعيد. يرى الرئيس الحالي النهج المطلوب من بريطانيا في شكل مختلف تماماً. كان ريشي سوناك سيستأنف التواصل مع الرئيس شي في اجتماع مجموعة العشرين الأخير في إندونيسيا، لكن اجتماعها ألغي بعدما قتل صاروخ طائش شخصين في بولندا، وبعدما بدا، لفترة وجيزة، أن الحرب في أوكرانيا امتدت إلى أراضي حلف شمال الأطلسي. وأعيدت جدولة اليوميات الدبلوماسية على عجل مع تقييم رئيسي الوزراء لما جرى.

بعد ذلك، كان من المقرر أن يسافر كليفرلي إلى الصين في يوليو (تموز)، لكن التطهير المفاجئ للمكتب السياسي في بكين عنى تأجيل الرحلة. الآن هو يمضي قدماً، مع احتمال حصول مزيد من المناقشات والتقارب في المستقبل، مهما كان لدى دنكن سميث، وتراس، وآخرين ليقولوه.

أشار سوناك إلى ذلك في خطابه في مأدبة رئيس بلدية لندن العام الماضي، عندما أعلن نهاية "العصر الذهبي" للعلاقات مع بكين، لكنه دافع عن الحاجة إلى الحفاظ على "الدبلوماسية والمشاركة".

ويرى منتقدو سوناك أن هذا الموقف ينم عن ليونته النموذجية، إذ خطا خطوة حذرة لا تفيد بريطانيا. وبالمثل، لم يكن لعدوانهم أي أثر. ليس البلدان متساويين، بأي شكل، الفترة التي مكنت فيها إمبراطورية قوية لندن من وضع القوانين في أنحاء العالم كله، عندما أمكن لكلمتها أن تسبب حالة من الارتباك في عواصم أخرى، قد ولت قبل فترة طويلة.

على قائمة المستهدفات بإجراءات صينية التي أثارت رعباً، من المستحيل العثور على أي شيء تم تخفيفه لأن بريطانيا لم تعد تتحدث مع الصين. في شأن هونغ كونغ، والتهديدات الموجهة إلى تايوان، والتعامل مع الجائحة، ومعاملة مسلمي الإيغور في شينجيانغ، ورفض إدانة روسيا بسبب أوكرانيا، لم تتراجع بكين.

والأسوأ من ذلك، أن سلوك تراس على وجه الخصوص أثار إمكانية اتخاذ نوع من التدبير الانتقامي - نوع يمكن أن يسبب ضرراً حقيقياً. كانت تخطط لوصف الصين رسمياً بأنها تهديد للأمن القومي البريطاني قبل إطاحتها من رئاسة الوزراء العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، تواصل تراس قرع الطبول، وزارت تايوان وطالبت بموقف أكثر حزماً ضد بكين. كانت أول رؤساء الوزراء السابقين الذين ذهبوا إلى هناك منذ زيارة مارغريت تاتشر، مما أثار توبيخاً شديداً من الصينيين الذين وصفوا الزيارة بأنها "حيلة سياسية خطرة".

يحاول كليفرلي وسوناك التخفيف من التوتر، وتهدئة الميل الانتقامي، وتحقيق مستوى من الدفء. في الحقيقة، لا تبدو استدارة بريطانيا جيدة. مرة أخرى، تتخبط بريطانيا - تتصرف بجدية للحظة، وتخفف موقفها في اللحظة التالية.

كان ذلك جانباً ثابتاً من سياستنا الخارجية خلال العقود القليلة الماضية، إذ عانينا للعثور على مكاننا، لإدراك أننا لسنا في وضع يسمح لنا بإملاء كما كنا نفعل من قبل. ولم تساعد في ذلك التغييرات المتكررة في رئاسة الوزراء.

يجب أن يتوقف ذلك. البلدان الأخرى تتبع خطاً أكثر ثباتاً. وفي حين يمكن القول إن هونغ كونغ لا يتردد صداها مع البلدان الأخرى كما هي الحال مع بريطانيا، تعد فرنسا والولايات المتحدة متقدمة بالفعل في تحديات التودد الدبلوماسي.

بمجرد أن رفعت الصين الإغلاقات متأخرة بعد تفشي كوفيد، ذهب الرئيس ماكرون إلى هناك، وكذلك فعل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، والمبعوث لشؤون المناخ جون كيري. وحلت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو في بكين هذا الأسبوع، مستبقة كليفرلي.

هناك مسائل أخرى أيضاً، حيث يبدو عدم التحدث إلى الصين أمراً سيئاً. في ما يتعلق بتغير المناخ، من المستحيل أن نتخيل أي تقدم كبير يحقق ما لم تكن بكين عند طاولة المفاوضات. وفي ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، تتباهى بريطانيا باستضافة مؤتمر عالمي عنه في نوفمبر (تشرين الثاني). ومرة أخرى، من الصعب أن نرى كيف يمكن اعتبار الاجتماع ناجحاً بأي شكل إذا لم تحضر الصين.

يجب أن نفترض أن كليفرلي وسوناك يذهبان إلى اجتماعات مع نظيريهما الصينيين بحذر شديد. وفقط لأنهم يتحدثون لا يعني أن بريطانيا يمكن أن تعيد إحياء الزعم بأنها أصبحت الصديق الغربي الأفضل للصين.

علينا أن نكون قلقين، وحذرين. نريد الاستثمار الصيني، لكن بشروطنا. لن نتنازل عن أسرارنا. إذا فعلوا شيئاً نعتبره سيئاً، سنعلن وجهات نظرنا. وسنبقيهم من كثب، وهو موقف يستحق اتخاذه بالنظر إلى تغير المناخ وحده.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل