Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ما زالت لدى ديسانتيس فرصة لمنافسة ترمب؟

يراهن على تغير محتمل لكنه يواجه اختبارات صعبة وقد يضره وضعه كحاكم إمبراطور

خروج ديسانتيس من أول مناظرة رئاسية للحزب الجمهوري محتفظاً بوضعه كأكبر منافس بين مرشحي الحزب لدونالد ترمب لم يحقق النتيجة المأمولة لدى داعميه (رويرتز)

ملخص

لم يكن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في حاجة إلى اختبار جديد بينما يعاني أزمات في حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية للعام المقبل 2024

في الوقت الذي نفت فيه حملة المرشح الرئاسي رون ديسانتيس مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب بأن حاكم فلوريدا سينسحب من سباق الانتخابات، يواجه ديسانتيس هذه الأيام اختبارات صعبة بدءاً من إعصار إيداليا الذي ضرب ولايته، مروراً بحادثة عنف عنصرية أودت بحياة عدد من السود في جاكسونفيل، وانتهاء بمزاعم انسحابه وسط تراجع تأييده الشعبي، غير أن ما قد يكون سبباً آخر في تعثره هو أنه أصبح حاكماً إمبراطورياً في فلوريدا، فما الذي يعنيه ذلك على رغم أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن الحكام يصبحون رؤساء جيدين ويكتسبون خبرات حكم عملية مثل رونالد ريغان وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش، فهل يختلف ديسانتيس؟ وهل ما زالت لديه فرصة في منافسة قوية مع ترمب؟

 

اختبار الإعصار

لم يكن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في حاجة إلى اختبار جديد بينما يعاني أزمات في حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية للعام المقبل 2024، لكن بقدر ما يمثل إعصار إيداليا الذي بدأ في الإضرار بولايته اختباراً حاسماً لكيفية إدارته عاصفة كبرى مثلما كان كذلك مع الحكام السابقين على مدى التاريخ، إلا أنه يمثل أيضاً لحظة فاصلة لإثبات أن الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري هي سباق بين رجلين، بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترمب.

بالنسبة إلى ديسانتيس، الذي استنفدت أموال حملته الانتخابية ولم تستفد أرقام استطلاعاته من مناظرة الأسبوع الماضي، يوفر إعصار إيداليا فرصة لعرض مهاراته القيادية على مستوى الولايات المتحدة، بعد أن قرر الاستراحة من الحملة الانتخابية للتركيز على إدارة الإعصار على أمل أن ترسخ أفعاله وصوره انطباعات إيجابية في أذهان الناخبين وصولاً إلى موعد الانتخابات، مثلما منحت لحظة إعصار ساندي حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي تحسناً في شعبيته خلال ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2016.  

وكدليل على أهمية هذه اللحظة لديسانتيس، فإن الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وعلى رغم أنه لم يكن يترشح لإعادة انتخابه عام 2005، فإنه تعرض لانتقادات شديدة وفقد نقاطاً كثيرة من شعبيته بسبب استجابة إدارته البطيئة لإعصار كاترينا القاتل الذي أودى بحياة 1392 شخصاً وأصبح جزءاً سيئاً من إرث بوش.

 

امتحان العنصرية

وفي حين أن الإعصار ربما يمثل فرصة سانحة لديسانتيس كي يبدي تعاطفه مع الضحايا والمتضررين، وهو الدور الذي تبناه الرئيس جو بايدن خلال المآسي الوطنية في الولايات المتحدة، إلا أن قدرة حاكم فلوريدا على التعاطف تعرضت هذا الأسبوع لانتقادات شديدة، بعد رده المتسرع على مقتل ثلاثة من السود على يد مسلح أبيض في أوائل العشرينيات في مدينة جاكسونفيل، حيث شارك مكتبه بياناً بالفيديو من ديسانتيس بدا أنه تم تصويره على عجل في ولاية آيوا. ووصف خلاله الهجوم العنصري بأنه غير مقبول على الإطلاق، وفي اليوم التالي، حضر وقفة احتجاجية للضحايا ووصف مطلق النار بأنه حقير.

غير أن لهجة تصريحات حاكم فلوريدا وظهوره في الوقفة الاحتجاجية أثارت انتقادات ممن أرادوا أن يعترف ديسانتيس بالجهود التي تبذلها إدارته لتغيير كيفية تعلم طلاب فلوريدا عن نظرية العرق والتجربة الحياتية للأميركيين السود، كما اعتبر البعض أن حاكم ولاية فلوريدا خلق بيئة مناسبة لتنامي العنصرية في الولاية، وهو ما ينفيه.

أزمة ما بعد المناظرة

لكن خروج ديسانتيس من أول مناظرة رئاسية للحزب الجمهوري محتفظاً بوضعه كأكبر منافس بين مرشحي الحزب لدونالد ترمب لم يحقق النتيجة المأمولة لدى داعميه، في ظل وجود فارق كبير في استطلاعات الرأي مع ترمب (40 نقطة مئوية) وعدم قدرته على تغيير قواعد اللعبة عبر تعزيز موقعه كبديل واضح للرئيس السابق، وهو ما يعني أيضاً بروز أزمة أخرى له تتمثل في أن المتنافسين الآخرين يرون الآن فرصة أكبر لإزاحته من المركز الثاني وبخاصة رجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا فيفيك راماسوامي، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، ونائب الرئيس السابق مايك بنس الذين حصلوا على كثير من وقت البث والاهتمام عقب المناظرة.

وفي وقت يستبعد المستشار السياسي المقرب من فريق ديسانتيس الانتخابي بريت دوستر تغير قوة حاكم فلوريدا في السباق الانتخابي، اعتبر رئيس معهد "أميركان إنتربرايز" وهو مركز أبحاث محافظ، روبرت دور، أنه لا يزال يتعين تحديد البديل الأفضل لمواجهة ترمب، قائلاً إنه من غير المعروف من سيكون هذا المنافس بحسب اعتقاده.

هل حسم الأمر لترمب؟

يطرح كثيرون من خبراء الانتخابات سؤالاً مهماً الآن وهو: هل انتهت بالفعل الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024؟ والإجابة بحسب استطلاعات الرأي في الولايات الثلاث التي ستشهد أول انتخابات تمهيدية قد توحي بذلك حيث يتقدم ترمب عليه ديسانتيس بفارق 23 نقطة في ولاية آيوا و39 نقطة في نيو هامبشاير و34 نقطة في ساوث كارولينا، بينما يحظى بدعم 50 في المئة من الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني للولايات المتحدة.

لكن على رغم هذه الهوامش المهيمنة للرئيس السابق، فإن تاريخ الاستطلاعات للانتخابات التمهيدية للحزبين الكبيرين (الجمهوري والديمقراطي) تشير إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه إسقاط فرص منافسي ترمب بالكامل بحسب مدير تحرير تحليلات البيانات في شبكة "أي بي سي نيوز" إليوت موريس.

وعلى رغم أن استطلاعات الرأي المبكرة تميل إلى التنبؤ بمن سيفوز في الانتخابات التمهيدية بشكل جيد نسبياً، فإن هناك كثيراً من التقلبات التي تحول دون وضوح كامل في الرؤية التي يريدها الناس، كما أن هناك كثيراً من عدم اليقين المحيط بمدى الثقة في الدراسات الاستقصائية لإنتاج إشارة موثوقة لنتيجة هذه الانتخابات التمهيدية، والمشكلة الكبرى هي أنه من الناحية التاريخية لم يكن هناك سوى عدد قليل من المرشحين الذين حصلوا على تأييد 50 في المئة داخل حزبهم على المستوى الوطني في هذه المرحلة.

نظرة عبر التاريخ

تشير البيانات المتوفرة لاستطلاعات الرأي المبكرة في جميع مسابقات الترشيح الرئاسي منذ عام 1972 والتي نشرتها مؤسسة "فايف ثرتي إيت" المعنية بدراسة وتحليل الانتخابات، إلى أن أربعة مرشحين فقط من غير شاغلي المنصب الرئاسي حازوا على مستوى مماثل للتأييد الذي يحظى به ترمب الآن، وهو 50 في المئة أو أكثر اعتباراً من نهاية أغسطس (آب) من العام السابق للانتخابات، لكن أحدهم فقط فشل في الفوز بترشيح حزبه وهو السيناتور السابق تيد كينيدي الذي تقدم للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة ضد الرئيس جيمي كارتر بينما كان في منصبه عام 1980، وحصل كينيدي على 66 في المئة من أصوات الناخبين الديمقراطيين، لكن بسبب فضيحة سابقة، فشل في تحقيق أداء جيد في الانتخابات التمهيدية المبكرة وحصل على نسبة 37 في المئة فقط من الأصوات في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية في العام التالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبخلاف ذلك، نال المرشحون الثلاثة الآخرون ترشيح حزبهم وكان آخرهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي حصلت في أغسطس 2015 على 55 في المئة من أصوات الديمقراطيين على المستوى الوطني، وقبل ذلك كان نائب الرئيس السابق آل غور قد حصل في أغسطس 1999 على نسبة 62 في المئة بين الناخبين الديمقراطيين، في حين حاز زعيم الغالبية الجمهورية السابق في مجلس الشيوخ بوب دول على 52 في المئة من الأصوات في هذه المرحلة من الحملة الرئاسية للجمهوريين لعام 1996.

هل من فرصة لمنافس آخر؟

وعلى رغم أن هذا السجل الحافل يشير إلى أن ترمب لديه فرصة جيدة للفوز بالترشيح قد تبلغ نحو 78 في المئة، فإنها ليست أمراً مؤكداً بالنظر إلى صغر حجم العينة في استطلاعات الرأي، وصعوبة التنبؤ بالانتخابات التمهيدية هذا العام، والتي تعد بعيدة كل البعد عن أحداث التاريخ، مما يجعل النماذج التاريخية أقل موثوقية، وعلى سبيل المثال يخوض ترمب الانتخابات التمهيدية وكأنه رئيس حالي وليس رئيساً سابقاً بالنظر إلى الظروف التي ترك فيها منصبه، وهو حدث نادر بشكل عام، ناهيك بأنه لم يتعرض أي مرشح رئاسي بارز آخر في تاريخ أميركا لأربع لوائح اتهام جنائية أثناء ترشحه لمنصب الرئاسة.

ومع ذلك هناك فرق كبير بين الحدث المحتمل والشيء المؤكد، وبحسب "فايف ثرتي إيت" فإن احتمالات فوز ترمب تقترب مما تسميه مرجحاً أو محتملاً وليس مؤكداً أو مرجحاً للغاية، ولهذا لا تزال هناك فرصة جيدة يمكن أن يفوز بها أحد منافسيه، وإذا تولى ديسانتيس أو أحد منافسي ترمب الآخرين زمام المبادرة فمن المحتمل أن يفعلوا ذلك من خلال المراهنة على تسجيل نتائج أفضل في الولايات ذات التصويت المبكر، وربما ينظرون إلى أرقام ترمب في ولايات آيوا ونيو هامبشاير وساوث كارولينا بتفاؤل إلى حد ما، على اعتبار أن ترمب أضعف في تلك الولايات مما هو عليه على المستوى الوطني.

ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فايف ثرتي إيت" مع "واشنطن بوست" و"إيبسوس"، فإن ديسانتيس يعد المرشح الأبرز للعب دور المزعج لترمب، إذ قال 51 في المئة من الجمهوريين إنهم ما زالوا يفكرون في التصويت لصالح حاكم فلوريدا، كما ينظر الجمهوريون إليه بشكل إيجابي تماماً مثل ترمب.

 هل الحكام رؤساء جيدون؟

وعلاوة على ذلك يعتقد كثيرون من الناس أن حكام الولايات هم رؤساء جيدون، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" عام 2016 أن ما يقرب من 74 في المئة من الناس يقولون إن حكم ولاية أميركية يوفر إعداداً ممتازاً لشخص ما ليكون رئيساً ناجحاً، ونتيجة لذلك حاول عديد من المعلقين السياسيين تفسير سبب تعثر ديسانتيس في حملته الانتخابية للرئاسة، إذ يقول البعض إن السبب هو أنه متصلب أو أنه لا ينتمي حقاً إلى اليمين السياسي مثل الرئيس السابق دونالد ترمب، أو أنه يحتاج إلى مواجهة الرئيس السابق بشكل مباشر.

الحاكم الإمبراطور

غير أن آخرين مثل أستاذ السياسة العامة في جامعة "فيرجينيا" رايموند شيباش يرون أن السبب الأكثر واقعية يعود إلى أن ديسانتيس أصبح حاكماً إمبراطورياً، أي إنه أصبح شخصاً يعتقد أنه قوي للغاية وأن جميع قراراته سيتم الترحيب بها ولن يتم التشكيك فيها أو معارضتها، وهذا من منطلق الصلاحيات الواسعة جداً التي يتمتع بها حكام الولايات.

لكن على النقيض من رؤساء الولايات المتحدة، الذين نادراً ما يستطيعون السيطرة سياسياً على واشنطن العاصمة، فإن عديداً من حكام الولايات يستطيعون السيطرة على ولاياتهم لدرجة أن البعض يعتقدون أنهم يستطيعون فعل أي شيء ولا يستطيعون ارتكاب أي خطأ، وغالباً ما تخلق هذه التجربة انطباعاً خاطئاً بأن ما فعلوه في ولاياتهم يمكنهم القيام به من أجل الأمة.

وفي حين وصفت ديسانتيس مقالة رأي نشرتها أخيراً صحيفة "ميامي هيرالد" وهي واحدة من أهم الصحف المؤثرة في فلوريدا، بأنه سياسي مناهض لسياسة الاستيقاظ ومجتمع "الميم" ويحارب نظرية العرق النقدية وشركة "ديزني" العملاقة، تبدو هذه القضايا أقل أهمية بالنسبة إلى مواطني معظم الولايات الأخرى وفق ما أشار استطلاع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، بالتالي فهي ليست مفيدة كأساس للحملة الرئاسية.

قوة كبيرة

ويتمتع حكام الولايات تقليدياً بسلطات دستورية وقانونية أكبر من تلك التي يتمتع بها الرؤساء، بخاصة في ما يتعلق بالميزانيات وفي حالات الطوارئ، ولهذا قال الحكام السابقون الذين أصبحوا رؤساء لأميركا في ما بعد مثل رونالد ريغان وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش، إنهم يتمنون لو كانت لديهم صلاحيات الميزانية التي كانوا يتمتعون بها عندما كانوا حكاماً، في إشارة إلى أن خفض الإنفاق الفيدرالي يقتضي أن يتفق الكونغرس والرئيس، بينما يستطيع معظم حكام الولايات نقض بعض البنود على الميزانيات، مما يسمح لهم بوقف التمويل لبرامج محددة، ولا يوقف ذلك سوى اعتراض الغالبية العظمى من الهيئة التشريعية في الولاية.

وعلى النقيض من ذلك ناضل الرئيس جو بايدن من أجل تخفيف عبء ديون القروض الطلابية، لكن المحكمة العليا ألغت خطته، وعندما أعلن الرئيس ترمب خلال ولايته الرئاسية حالة الطوارئ الفيدرالية بسبب فيروس كورونا، كانت صلاحياته مقتصرة إلى حد كبير على برامج الرعاية الصحية التي تديرها الحكومة الفيدرالية، مثل الرعاية الطبية والمساعدات الطبية، والجهود التي تبذلها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في حين تمتع الحكام بسلطة أكبر من الرؤساء أثناء حالات الطوارئ، إذ أعلن جميع حكام الولايات الـ50 خلال الوباء حالة الطوارئ التي سمحت لهم بتوسيع قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية على تقديم الرعاية، وتقليل مسؤولية المستشفيات والأطباء أمام الدعاوى القضائية، وحماية المستهلكين من التلاعب في أسعار الضرورات، كما تمكنوا من مطالبة مجموعات معينة من الأشخاص بارتداء الأقنعة والحصول على التطعيم، وحتى إغلاق الحانات والمطاعم لفترات من الوقت.

شهرة سياسية

وإضافة إلى ذلك غالباً ما يكون الحكام هم القوة السياسية المهيمنة في ولاياتهم، والتي تميل بشكل خاص إلى حجب السلطتين التشريعية والقضائية، مما يحد من سلطة الرئيس على المستوى الفيدرالي، كما أن عديداً من حكام الولايات لديهم مجالس تشريعية ذات غالبية كبيرة من الحزب نفسه، وهو ما يقلل من أي معارضة ويكسبهم شهرة سياسية.

ويميل الحكام أيضاً إلى السيطرة على المحاكم العليا في الولايات، فمعظم قضاة الولايات يتم تعيينهم عادة من قبل الحاكم، ولدى هؤلاء القضاة حدود زمنية وحدود عمرية، مما يعني أن معدل تغيرهم يكون أسرع بكثير، على عكس المحكمة العليا الفيدرالية، إذ يتم تعيين القضاة مدى الحياة ويمكنهم العمل مع عديد من الرئاسات.

مسألة توقيت

وبسبب هذه الصلاحيات الواسعة يبدأ الحاكم في معظم الأحيان في النظر إلى نفسه على أنه إمبراطور خلال العامين الأولين بعد إعادة انتخاب ناجحة للغاية وبخاصة في الولايات ذات الكثافة السكانية العالية، وكان آخر حاكم وصل إلى المكانة الإمبراطورية هو حاكم ولاية ويسكونسن من عام 2011 إلى عام 2019 سكوت ووكر، الذي ترشح للرئاسة عام 2016 لكنه انسحب بعد شهرين فقط بسبب أدائه الضعيف في استطلاعات الرأي.

وخلال هذا العام أعلن خمسة حكام آخرين سابقين أو حاليين أنهم يترشحون للرئاسة، وما زال واحد في الأقل يفكر في ذلك، لكن معظمهم ليسوا حكاماً إمبراطوريين ولا معرضين لخطر أن يصبحوا كذلك، في حين أن ديسانتيس هو حاكم ثالث أكبر ولاية من حيث عدد السكان، إذ بلغ عدد سكانها في يوليو (تموز) من العام الماضي 22.2 مليون نسمة، ويهيمن أعضاء من الحزب السياسي نفسه (الجمهوري) على المجلس التشريعي للولاية، وعين ديسانتيس خمسة من القضاة السبعة في المحكمة العليا بالولاية.

وإذا كانت لوائح الاتهام الأخيرة ضد ترمب جعلت منه مرشحاً أقوى للترشيح، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه القوة ستتواصل مع استمرار المحاكمات والدعاوى القضائية، لكن إذا استمر ديسانتيس في منصبه كحاكم إمبراطوري، فلن يتمكن من الاستفادة من أي تآكل محتمل في دعم الرئيس السابق، ويخاطر بأن يكون مجرد حاشية في سباق 2024 وربما يتعين عليه أن ينسى عام 2028 أيضاً، بحسب رأي شيباش.

المزيد من تحلیل