Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طلبة الحراك" في الجزائر يتجهون صوب التهدئة

سيناريو متوقع لانقطاع "الحبل السري" بين مسيرات الجمعة

أحدثت دعوة أطلقها "كيان" طالبي إلى عقد مؤتمر موسع للطلبة الجزائريين غداً السبت، حالة استقطاب كبرى بين المنتمين إلى الجامعة الجزائرية قياساً بمشاركة الطلبة في مسيرات أسبوعية (الثلثاء) منذ بداية الحراك الشعبي في فبراير (شباط) الماضي، وأعلن عن مشاركة الآلاف في هذا التجمع لبحث دور الطلبة في المسيرات.

وبينما كانت حالة من الانتقادات تتنامى في أوساط طلاب جزائريين، ما بين الراغبين في عقد أول لقاء بينهم وبين الرافضين، كان تنظيم طالبي في مكتب كريم يونس، منسق هيئة الوساطة والحوار، في سياق ترتيبات لبدء مشاورات بين هذه الهيئة والطلبة الجزائريين.

وقالت هيئة الحوار إنها عقدت "اجتماعاً مع وفد عن الاتحاد الطالبي الحر برئاسة أمينه العام صلاح الدين دواجي، وتمحور اللقاء حول رؤية المنظمة للمخرج السياسي للبلاد، حيث أكدت موقفها الراسخ من جدوى الحوار وضرورة التعجيل بجلسات الحوار مع مختلف الفاعلين في الحراك والشركاء السياسيين وإدراج الشباب في الحياة السياسية للحوار".

وأعطى هذا اللقاء وتزامنه مع تحضيرات مؤتمر السبت، انطباعاً عن التحاق وشيك لقطاع الطلبة الجزائريين بخيارات التهدئة، ومعلوم أن هذه الفئة تخرج كل ثلثاء في مسيرات شعبية عبر المحافظات، وكانت أول مسيرة لهم في 26 فبراير (شباط) الماضي، بيد أن مشاركة الطلبة تقلصت بشكل كبير وانحصرت أخيراً في العاصمة الجزائرية، حيث يشارك بضع مئات في مسيرة أسبوعية رمزية مع ناشطين سياسيين.

أول لقاء بين الطلبة

أعلن تنظيم سمى نفسه "قطب الطلبة الجزائريين" عقد "ندوة وطنية من شأنها توحيد الطلبة الجزائريين حول ورقة طريق مشتركة من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر بما يستجيب لمطالب الحراك الشعبي"، وحدد التنظيم مكان انعقاد الندوة في قاعة عملاقة بقصر المعارض (سافاكس) في الضاحية الشرقية للعاصمة.

ونقل بيان لـ"القطب" أن المنظمين هم "قطب الطلبة الجزائريين ومنتدى الطلبة"، وأن المشاركة "تشمل فعاليات طالبية مثل قطب الغرب وكلية طب الجزائر ومنتدى طلبة الجنوب"، وأنه "لا يراد من الندوة تمثيل الطلبة وإنما اقتراح حلول للأزمة فقط وتمويل اللقاء نفسه طالبيٌّ محض ما يعني استقلاليتنا التامة"، وأكثر من ذلك إن "الفعاليات التي تقيم هذه الندوة ليست نقابات طالبية وإنما فعاليات طالبية نشأت أثناء الحراك الشعبي".

ويعني دخول الطلبة الجزائريين، المسار السياسي داخل القاعات المغلقة، بدء عملية استقطاب هذه الفئة التي تضم قرابة مليوني طالب جامعي، وتأتي المحاولة قبل نحو ثلاثة أسابيع من الدخول الجامعي الجديد، وهو موعد "تتربص" به فعاليات عدة في الحراك الشعبي، على أمل إعادة المسيرات الشعبية إلى وهجها السابق.

ولطالما شكلت مسيرات الطلبة، عاملاً مهماً في عدم انقطاع الحراك أيام الجمعة، بل إن تلك المسيرات أيام الثلاثاء كانت توصف بـ"الحبل السري" ما بين مسيرة الجمعة والجمعة التي تليها، وجنوح طلبة الجامعات إلى فكرة الحوار قد تقسم مسيرات الثلثاء بشكل آلي ومتوقع.

 استنكار

سريعاً، أعلنت اللجنة الطالبية المستقلة في بيان استنكارها مساعي "القطب" إلى عقد ندوة وطنية "مشبوهة المقاصد"، وقالت "بينما يواصل الطلاب إبهارهم الشعب الجزائري بمشاركتهم في الحراك الشعبي وإصرارهم الثابت على الحفاظ على تعبئتهم، على الرغم من كونهم في عطلة، نتعجب من خبر عقد ندوة وطنية للطلبة بدعوة من قطب الطلبة الجزائريين ومجموعة منهم، وهو تنظيم غير معروف خلال أشهر الحراك الطالبي، بإضافة المسمى المنتدى الوطني للطلاب".

وتابع البيان "نستنكر بشدة مثل هذه المناهج التي نعتبرها غير ديمقراطية. فكيف يمكن تنظيم مؤتمر للطلبة من دون حضورهم، حيث أنهم في عطلة، ومن دون التشاور معهم (من خلال الجمعيات العامة). من ناحية أخرى، يدعو المنظمون رفاقهم الطلبة إلى المشاركة في ندوة وضع جدول أعمالها مسبقاً، لمناقشة خريطة طريق من المفترض أن تكون للطلبة. هل هذه طريقة لوضعنا أمام الأمر الواقع؟".

وورد في البيان "نعتبر أن هذه الندوة الوطنية، لن تمثل على أي حال تطلعات الطلبة، وجميع القرارات التي ستتخذ خلالها ليست لها صدقية في نظرنا. من الضروري الحفاظ على تعبئة الطلبة حتى بداية العام الدراسي والبدء في بناء حركة طالبية، بطريقة ديمقراطية والتقدم بسرعة نحو إنشاء تنسيقية وطنية تمثل جميع الطلبة ونضالهم وتحمل مطالبهم السياسية والاجتماعية والديمقراطية. بالنسبة إلينا، هذا هو الاحتمال الوحيد للتغيير الذي سيخدم الأغلبية".

يد الأحزاب

لا يخفى على أحد في الجزائر، علاقة التنظيمات الطالبية بالأحزاب السياسية القائمة، ومن الواضح أن الدعوة إلى عقد المؤتمر تتصل بعمق حزبي، كما أن الجهات الرافضة تتصل بدورها بأحزاب تشتهر بموقف الرافض للحوار السياسي، و مع ذلك فإن مجرد إقحام تلك التنظيمات الطالبية في شأن الحراك الشعبي الخاص بهذه الفئة يعني إجهاضاً متوقعاً لمسيراتهم.

ويدعي الراغبون في الحوار، أن حراك الطلبة قد "اخترق" بشكل واضح، حيث بات يوم الثلثاء، موعداً لفئات كثيرة من الناشطين السياسيين من خارج أسوار الجامعة، يلتحقون في العادة بالمسيرات التي تنطلق من البريد المركزي ويجوبون الشوارع الرئيسة لوسط العاصمة فيما ترفع التعليقات لاحقاً قائلة إن مسيرات الطلبة تحافظ على وهجها.

في حين تتهم فئة مناهضة لخيار الحوار منظمات طالبية سارعت إلى إعلان قبولها المشاركة في لقاءات مع هيئة كريم يونس، بلعب دور خارج إرادة عموم الطلبة، بمعنى تمثيلهم من دون أن يطلب منهم ذلك. ومعلوم أن لجنة الشباب والمرأة في هيئة الحوار الوطني، قد حددت تواريخ جلسات عدة مع الطلبة في الأسابيع المقبلة، وفق ما ذكرت مسؤولة اللجنة، حدة حزام لـ"اندبندنت عربية".

المزيد من العالم العربي