Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صورة ترمب الجنائية لحظة درامية مذهلة

ظهر ترمب بصورة كلاسيكية تجسد الغضب والتحدي مع لون برتقالي طفيف على بشرته، فما هي الخطوة القادمة؟ وهل سيكون ملصقاً يوضع خلف السيارة وعليه عبارة "لا للسجن... نعم للبيت الأبيض؟"

تبنى ترمب وجهاً غاضباً ومتحدياً وقوياً ببشرة برتقالية طفيفة (أ ب)

ملخص

ترمب صاحب الصورة الجنائية اللافتة لا يزال يسيطر على الحزب الجمهوري والمناظرة الأولى أثبتت ذلك.

كان من المتوقع دائماً أن تكون لحظة مثيرة، لكن دونالد ترمب لديه دوماً لمسة في الاستعراض الفني، وهناك قصص لا تنتهي عن كيفية تحول مقدم برنامج "ذا أبرينتيس" (المتدرب) The Apprentice إلى شخص مولع بالجوانب البصرية مثل زاوية الكاميرا وتوجيه الأضواء.

خلدت إلى النوم ليل الخميس ولم يكن دونالد ترمب قد وصل بعد إلى سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، حيث كان عليه أن يسلم نفسه لالتقاط صورته الجنائية في القضية المرتبطة بالتهم الموجهة إليه في الآونة الأخيرة.

كيف ستكون تعابير وجهه؟ حزينة؟ متحدية؟ نادمة؟ (حسناً، لم يكن لذلك أن يحدث أبداً). غاضبة؟ ملامح رجل قوي؟ أم أنه سيحذو حذو بعض شركائه في الجريمة ويرسم ابتسامة ساخرة ولا مبالية على وجهه؟ اتصل بي شخص ما ليقول لي إنه يعتقد أن رودي جولياني يبدو كالجثة المتدربة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اختار ترمب التعبير الغاضب والتحدي والثبات مع لمحة برتقالية طفيفة، وقام بإمالة رأسه للأسفل وحدق بعينيه الزرقاوين نحو الكاميرا مباشرة بلا تردد، وكان شعره يبدو كدوامة من خيوط السحب المتناثرة وأشقر من أي وقت مضى، وكانت شفتاه مغلقتين بإحكام وكأنهما عضلة عاصرة، ولقد أعد لذلك وتدرب عليه.

إنها عبارة عن نظرة ثاقبة تلقائية، ويعتقد ترمب وفريق حملته بوضوح أن هذه النظرة ستحقق "نجاحاً مدوياً".

لكن أن يستخدم تلك الصورة للإعلان عن عودته إلى "تويتر" أو "إكس"، كما يجب أن نسميه الآن، فهذا ما لم أكن أتوقعه على الإطلاق، فالمنصة التي عشقها وطرد منها بعد سيل من الأكاذيب المتكررة عن الانتخابات عام 2020 هي الآن رهن يديه مجدداً.

إنها لحظة درامية رائعة تظهر موهبة فنان الاستعراض في تجسيد سخطه وغضبه، ومع أن معظم الناس يعتبرون ما حدث محط عار وإحراج شديدين، يرى ترمب فيه فرصة لأن تفكيره يختلف عن الآخرين، فالصورة متاحة الآن على جميع منتجات ترمب والتذكارات، إذ إنها تعني "الربح" وزيادة في دولارات الحملة الانتخابية.

لكن هناك تناقضاً واضحاً لا يمكن تجاهله، فتحت الصورة وبحروف كبيرة مكتوب "لا للاستسلام"، ولكن بالطبع فالصورة تمثل اللحظة التي استسلم فيها فعلياً لقوات إنفاذ القانون.

إن لوائح الاتهام الأربعة والتهم الـ 91 أصبحت جزءاً أساساً من حملته عام 2024، وربما يجدر به أن يطبع ملصقاً للسيارة عليه عبارة "لا للسجن... نعم للبيت الأبيض"، لأن ذلك هو مربط الفرس، إنها النتيجة الأكثر احتمالاً، إما هذا أو ذاك.

ولن يكون من الممكن لترمب الفوز بترشيح الحزب الجمهوري من خلال مجرد مهاجمة سجل جو بايدن، إذ يمكن لأي مرشح جمهوري أن يفعل ذلك وربما بشكل أكثر فعالية من ترمب، فما يشعل قاعدته هو الاستياء والغضب من أن الدولة العميقة تضطهده وأن وزارة العدل تُستخدم كسلاح، وأن السبب الوحيد وراء مهاجمة ترمب هو أنه شخص من خارج النظام وضحية تجرؤه على مواجهة النخبة.

قد يكون هذا مزيفاً ومثيراً للسخرية ولكنه يقوي ارتباط قاعدة ترمب بزعيمهم أكثر فأكثر، ومع كل اتهام من هذه الاتهامات الأربعة فقد ارتفعت نسبة ترمب في استطلاعات الرأي بين الناخبين الجمهوريين، وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها بتحطيم قواعد الجاذبية السياسية.

لذا فنعم، هذه الاتهامات تمثل فرصة ولكنها تمثل كذلك أكبر خطر، فالدعاوى الاتحادية التي تصل إلى المحكمة في الولايات المتحدة تحقق نسبة نجاح تزيد على 95 في المئة، ولا تصل معظم القضايا إلى المحكمة أصلاً إذ تنتهي في تسوية قضائية داخل غرفة مغلقة.

ومن غير الممكن تصور أي سيناريو يتفاوض فيه ترمب مع وزارة العدل أو مدع عام، هل يعترف بتهمة أقل خطورة؟ هل يقبل بغرامة أو عقوبة سجن أقصر؟ لا، إنها مسألة كل شيء أو لا شيء، الفوز أو الخراب، وأية صفقة ستكون نقطة ضعف وذلك سيدمر علامة ترمب التجارية.

ويجادل كثير من أنصار ترمب وحتى معارضيه أن هذه الاتهامات كانت خطأ فادحاً من قبل مختلف زعماء النظام القانوني، ويشيرون إلى ارتفاع أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به، ولكن اتخاذ قرارات انتقائية على أساس تأثيرها على شعبية المتهم سيكون تسييساً فجاً لنظام العدالة، ولا ينبغي أن يكون اسمك ترمب أو سميث أو براون أو بلوغز لتحظى بمعاملة خاصة، فالجميع متساوون أمام القانون ولا أحد يتجاوز سلطة القانون.

وفي حين قد يظل ترمب الأكثر شعبية بين عدد كبير ومحير من الحزب الجمهوري لكن ذلك لا ينطبق على مستوى البلاد، فهل سينظر الأميركيون الذين اعتبروه غير قابل للانتخاب عام 2020 حقاً إلى تلك الصورة الشخصية ويفكرون "هو مرشحي لعام 2024؟"

ويقودني ذلك إلى ثمانية جمهوريين آخرين شاركوا في أول مناظرة تلفزيونية لهم في الليلة التي سبقت مثول ترمب الذي حبس الأنفاس أمام المحكمة في جورجيا، وقد وصفت سفيرة ترمب السابقة في الأمم المتحدة نيكي هالي إياه بأنه أكثر السياسيين غير الشعبيين في أميركا، كما أدلى حاكم نيو جيرسي السابق كريس كريستي بدلوه أيضاً، وانضم نائب الرئيس، طوال سنوات ترمب، مايك بنس إلى الهجوم، مديناً الطريقة غير الدستورية التي حاول بها رئيسه السابق سرقة انتخابات عام 2020.

ولكن على رغم كل الضجيج والغضب الذي شهدته هذه المناظرة التلفزيونية الأولى، فهل ظهر أي شخص كمنافس جاد لدونالد ترمب؟ وهل لديهم الشجاعة لمواجهته حقاً؟

كان الجزء الأبرز من هذا المشهد لانتخابات عام 2024 صامتاً، وكان عبارة عن 10 ثوان من التحدث في التلفزيون بصوت عال عن حال الحزب الجمهوري، ووقع المرشحون تعهداً بدعم من يفوز، لذا طلب المحاور من المرشحين الثمانية رفع أيديهم إذا كانوا سيستمرون في دعم ترمب حتى لو أدين، فرفع رائد التكنولوجيا ونجم هذه الحملة التمهيدية الصاعد فيفيك راماسوامي يده أولاً، وكذلك فعل ثلاثة آخرون، ومن ثم بشكل أكثر تردداً وإحراجاً رفع بنس وهالي وكريستي أيديهم.

أمر مدهش أن الرجل صاحب الصورة الجنائية اللافتة لا يزال يسيطر على الحزب الجمهوري وكل شيء، أعني كل شيء يدور حوله، بالضبط كما يحب ترمب.

جون سوبيل مقدم بودكاست "ذا نيوز أيجينتس" The News Agents وكان محرر قناة "بي بي سي" أميركا الشمالية

© The Independent

المزيد من تحلیل