Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا كان قرار لوغان بول الانسحاب من "أوبنهايمر" صائباً؟

خاطر الملاكم وصانع المحتوى على "يوتيوب" بإثارة غضب عشاق السينما عندما اعترف بانسحابه أثناء عرض أحدث أفلام كريستوفر نولان. من السهل أن نحكم على تصرفه، لكنه ربما توصل إلى شيء مهم

لقد تعرض اليوتيوبي للسخرية بشدة بسبب أفعاله، ولكن ربما كان هناك بعض المعنى في هروب لوغان (غيتي/آيستوك/يونيفرسال بيكتورز)

ملخص

خاطر الملاكم وصانع المحتوى على "يوتيوب" بإثارة غضب عشاق السينما عندما اعترف بانسحابه أثناء عرض أحدث أفلام كريستوفر نولان. من السهل أن نحكم على تصرفه، لكنه ربما توصل إلى شيء مهم: لماذا كان قرار لوغان بول الانسحاب من "أوبنهايمر" صائباً؟

لوغان بول على حق. هذه عبارة موجودة في قائمة الأشياء التي لم أعتقد أنني سأكتبها على الإطلاق، إلى جانب عبارات أخرى مثل "أعتقد أن كير ستارمر يقوم بعمل جيد" و"وجبتي المفضلة هي الطلاء الرصاصي". ومع ذلك، لقد قلتها للتو. في مدونته الصوتية هذا الأسبوع، قدم الملاكم الذي تحول إلى نجم على "يوتيوب" اعترافاً صريحاً: لقد خرج من السينما في منتصف عرض فيلم السيرة الذاتية النووي "أوبنهايمر" Oppenheimer للمخرج كريستوفر نولان. قال بول متذمراً: "إنه عبارة عن كلام، كلام، كلام".

الآن، إذا تركنا جانباً سؤال "ما الفيلم بالضبط الذي اعتقد بول أنه كان يشتري تذكرة لحضوره" – سيفاجئكم سماع أن حياة عالم الفيزياء النظرية جيه روبرت أوبنهايمر لم تكن مليئة بمطاردات السيارات وعمليات السطو على البنوك - فالحقيقة هي أنه كان يمتلك حق الانسحاب، بل أكثر من ذلك: تجرأ بول على فعل ما ينبغي أن يفعله جميعنا أكثر. بالنسبة إلى كثير من الناس، فكرة الانسحاب من فيلم هي أمر لا يمكن تصوره، إنه بمثابة رفع الراية البيضاء والاستسلام والاعتراف بأنك لم تتمكن من مشاهدة نسخة مقرصنة منه.  ففي نهاية المطاف، أنت دفعت المال في مقابل وجودك بالصالة، وحتى أكثر الأفلام رداءة تستحق إعطاءها فرصة عادلة. "ماذا لو تحسن؟"، "لم يتبق سوى ساعة واحدة"، "ما الذي يمكن أن أخسره؟" هذه هي الأفكار التي تدور في أذهان معظم الناس عندما يجلسون في خضم فيلم رديء، ملتصقين بمقعدهم بسبب مزيج من الكسل وآداب السلوك والعناد الغارق في التكاليف. لكن بول، ولكونه مصارعاً نفسياً، تمكن من إغراق كل هذه الأفكار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما تعلمون، الحياة قصيرة، قصيرة جداً، والأفلام طويلة، بخاصة تلك التي مثل "أوبنهايمر" التي تصل مدتها بإفراط حتمي إلى ثلاث ساعات. قد لا تتفقون مع رأي بول في الفيلم - أنا شخصياً وجدت "أوبنهايمر" عملاً رائعاً ومكثفاً وآسراً وذكياً- لكن إذا لم تستمتعوا به، فإن المعاناة لمشاهدة عمل مثله هي تجربة جحيمية. إذا خرجتم بعد ساعة على سبيل المثال، تكونون استعدتم ساعتين من حياتكم. هذا وقت كاف لغسل الملابس أو شواء الدجاج أو حتى مشاهدة فيلم "دانكريك" Dunkirk لنولان على قرص دي في دي.

من المؤكد أن محبي المسلسل الكوميدي "صندوق الفرجة" Peep Show الذي تعرضه قناة "تشانل 4" سيتذكرون الحلقة التي يقرر فيها سلاكر جيز (يؤديه روبرت ويب) الانسحاب من مسرحية سيئة (أو ربما موجهة للبالغين فقط) أثناء الاستراحة. عند خروجه، كان المونولوج الذي يدور في داخله مليئاً بالبهجة المطلقة: "لم يكن من المفترض أن أخرج حتى الساعة 11 والساعة الآن لم تصل إلى 9 حتى. لقد سافرت عبر الزمن! لقد صنعت الوقت!" وعند مروره برجل مشرد في الشارع، يقدم له تذكرة الدخول بحماسة قائلاً ("اذهب وشاهد النصف الثاني. إنها مسرحية لعينة!"). غالباً ما تدس ملاحظات ملائمة يشعر المرء بترابط معها بطريقة تبعث على الاضطراب في "صندوق الفرجة"، لكن تسلسل المشاهد هذا كان بمثابة تحقيق أمنيات خالص. من منا لم يواصل الجلوس لمشاهدة أحد الأفلام الفظيعة، يكاد وجهه المحمر ينفجر من الغضب والإحباط والندم، متمنياً لو كانت لديه الشجاعة لفعل الشيء نفسه؟

هناك بطبيعة الحال محاذير لهذه الجدلية. لا يمكن لأي شخص أن يخرج من السينما بشكل عشوائي. إذا كان هذا يحدث لكم بمعدل أكثر من مرة في الدهر، فأنتم بحاجة إلى إعادة تقييم جدية لما تبحثون عنه بالضبط في الأفلام وتعديل عادات ارتيادكم السينما وفقاً لذلك. أود أيضاً أن أزعم أنكم عندما تغادرون الفيلم مبكراً، فإنكم تخسرون حقكم في الاعتراض عليه - أو في التذمر المستند إلى رأي العارف في الأقل. يستحق المخرجون أن يقيم عملهم الكامل قبل أن تبدأ الراجمات والسهام في التساقط عليهم. إذا خرج بول من "أوبنهايمر" بعد 90 دقيقة، لفاته مشهد القنبلة الذرية الكبير والغاية من الفيلم برمته، وأي انتقادات يوجهها حينها سيكون لها ثقل وتأثير ندفة من القطن.

يصبح هذا الكلام صحيحاً بشكل مضاعف عند تطبيقه على النقاد المحترفين، على رغم من أنه لم يمنعهم من التلويح بفؤوسهم على أية حال. قدم الراحل روجر إيبرت مراجعات مستهجنة لأفلام عديدة انسحب منها في المنتصف، بما فيها الفيلم الكوميدي "التمثال" The Statue الصادر عام 1971 للمخرج ديفيد نيفن و"الأرنب البني" The Brown Bunny الصادر عام 2003 للمخرج فنسنت غالو. في عام 2008، تخلى أخيراً عن مراجعة الأفلام التي شاهدها جزئياً فقط، بعد انسحابه من الفيلم الدرامي المستقل "ترو أحبت" Tru Loved بعد ثماني دقائق فقط وانتقده بشدة في الصحافة. في اعتذار مكتوب على مدونته، شبه المراجعة في ما بعد بـ"إطلاق النار من سيارة مسرعة".

ومع ذلك فإن أغلب الناس ليسوا نقاداً، ولهم الحرية في تبادل أي رأي غير مكتمل يرغبون فيه فيما يفلتون من العقاب الاجتماعي. لذا، في المرة المقبلة عندما تجدون أنفسكم وسط صالة السينما غير مستمتعين بوقتكم وتحدقون بكآبة في فيلم رديء لا طعم له، تذكروا أنه يمكنكم دائماً المغادرة. انهضوا على أقدامكم، واحملوا حقائبكم، واخرجوا. قد لا يكون هذا سفراً عبر الزمن، لكنه ثاني أفضل خيار.

يعرض فيلم "أوبنهايمر" في دور السينما الآن.

© The Independent

المزيد من سينما