تسببت زلة لسان وقعت بها إحدى مذيعات التلفزيون الأردني الرسمي، "المملكة"، بأزمة غير معلنة بين عمّان ودمشق.
وقد بادرت المذيعة ساندي حباشنة إلى الاعتذار عن "الخطأ" خلال تقديمها نشرة الأخبار، وبرّرت موقفها بضغط العمل وتكرار الأخبار من فلسطين المحتلة.
وعلى الرغم من تقديم إدارة قناة "المملكة" اعتذاراً رسمياً، لم يرضَ مناصرو النظام السوري في الأردن، ومن بينهم عضو مجلس النواب الأردني طارق خوري المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لعب مؤخراً دوراً في إطلاق سراح عدد من الأردنيين المعتقلين والمحتجزين في دمشق.
واعتذرت "المملكة"، في بيانها، "من مشاهديها"، ووصفت ما حصل بالـ "خطأ" غير المقصود في موجزها الإخباري، حيث وصف الجيش السوري من طريق الخطأ بجيش الاحتلال السوري". وكشفت أنه "تمت محاسبة المسؤولين".
لكن أردنيين محسوبين على التيار اليساري والقومي شنوا هجوماً لاذعاً على القناة، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق بشأن الهفوة بحق الجيش العربي السوري.
وفي وقت لاحق تحولت القضية إلى سجال عاصف بين سفير سوريا السابق في الأردن بهجت سليمان، وبرلمانيين أردنيين، بعدما تهجم على بلدهم في منشور له على موقع فيسبوك.
يشار إلى أن الحكومة الأردنية طردت بهجت سليمان في مايو (أيار) 2014 واعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه، وأمرته بمغادرة المملكة خلال 24 ساعة، بسبب "إساءاته المتكررة" بحق المملكة ومؤسساتها الوطنية.
وقبل أشهر استدعت الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفارة السورية لدى عمّان أيمن علوش للمرة الرابعة، للمطالبة بالإفراج عن مواطنين أردنيين اعتُقلوا في دمشق، حيث تسبب ملف اعتقال نحو 30 أردنياً منذ إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأزمة مكتومة بين البلدين.
وانعكس التوتر في العلاقات بين البلدين على الجانب التجاري، إذ قررت الحكومة الأردنية في يونيو (حزيران) الماضي بحظر استيراد المنتجات السورية، رداً على قرار أصدرته دمشق أدى إلى توقّف حركة حافلات نقل البضائع.
العلاقات الأردنية السورية وصفت خلال السنوات الماضية بأنها "نار تحت الرماد"، لكنها لم تصل إلى حد القطيعة الكاملة.
فالسفارة السورية في عمّان واصلت أعمالها بعد طرد السفير السوري غير المرغوب فيه، وكذلك الحال في السفارة الأردنية في دمشق.