ملخص
الحروب والنزاعات والأوبئة وهدر الطعام والوقود الحيوي من أهم العوائق
في ظل الحروب والمآسي التي تعصف بنا اليوم، يتردد كثيراً مصطلح "الأمن الغذائي" ضمن قائمة الأولويات والحاجات الأساسية الواردة في معظم اللقاءات والاجتماعات التشاورية بين قادة العالم.
ويوضح المتخصص في الأمن الغذائي والتنمية محمد جابر السهلي أن مصطلح "الأمن الغذائي" استخدم لأول مرة عام 1970 على خلفية انتشار المجاعات حول العالم آنذاك، مبيناً أنه يعني إمكانية حصول البشر في كل زمان ومكان على كمية كافية من الغذاء السليم الذي يوفر حاجات الجسم اليومية.
لكن السهلي يؤكد أن أفضل تعريف لهذا المصطلح قد وضعته منظمة "الفاو"، حين أشارت إلى أن الأمن الغذائي هو توفير الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء بحاجاتهم بصورة مستمرة من أجل حياة صحية ونشيطة.
أما مقومات الأمن الغذائي، فيبين السهلي أنها تتمثل في خصائص الدولة الجغرافية والمناخية ووفرة المصادر المائية والموارد البشرية والمراعي والغابات ووفرة الثروة الحيوانية وامتلاك التكنولوجيا الحديثة لتعظيم الفائدة من هذه المصادر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما يتضمن الأمن الغذائي أربعة أبعاد مهمة، يتجسد الأول في توفر كميات كافية من الأغذية ذات الجودة المناسبة، والثاني في إمكانية تمتع الأفراد والأسر بالقدرة الكافية لشراء هذه الأغذية ولو بالحد الأدنى، في حين يركز الثالث على نوعية الغذاء إلى جانب كميته، والرابع على استقرار واستدامة مصادر الغذاء.
من جهة أخرى يسلط السهلي الضوء على الصعوبات العديدة التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، ومن أهمها انخفاض عدد الأفراد الذين يعملون في الزراعة وتربية الحيوانات والتدهور المستمر للأراضي الزراعية نتيجة الجفاف والتصحر والزحف العمراني، إضافة إلى الحاجة المتزايدة إلى الماء عالمياً وآثار التغير المناخي.
وأشار السهلي إلى أن تخصيص كمية كبيرة من الإنتاج الزراعي لإنتاج الوقود الحيوي يقلل من كميات الحبوب المتاحة كأغذية للبشر ويرفع أسعارها في الأسواق، ناهيكم بما تسببه النزاعات والحروب والأوبئة من هجرات وتقطع سلاسل الإمداد وإغلاق الموانئ بالتالي حدوث مجاعات في بعض المناطق.
ولكي نحقق الأمن الغذائي وزيادة إنتاج المواد الغذائية يتطلب الأمر، بحسب السهلي، مجموعة من الخطوات الجادة، مثل تضافر الجهود الإقليمية والدولية للتوسع في الأراضي الزراعية وإيقاف الزحف العمراني، إلى جانب نشر الوعي والتكنولوجيا اللازمة لتحسين السلالات والأصناف الزراعية، ومن دون شك دعم المزارعين والإرشاد السليم للحد من هدر الطعام وإدارة الموارد المائية المشتركة.
