Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسم هجرة الممثلين المغاربة إلى الخارج

كندا الوجهة الأشهر... والبحث عن تعليم وعلاج أفضل للأسرة أسباب رئيسة

الممثلة المغربية الراحلة خديجة أسد نجمة المسرح والتلفزيون رفقة زوجها (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

باتت كندا وجهة رئيسة للفنانين المغاربة المهاجرين إلى الخارج بحثاً عن مستوى صحي وتعليمي أفضل لأنفسهم وأسرهم.

لهجرة الممثلين والممثلات المغاربة إلى خارج البلاد، كواليس مختلفة، حتى وإن لم يفصحوا عنها تكاد تكون معروفة، بخاصة إذا ما كانت رفقة أسرهم، حيث يحطون الرحال على وجه الخصوص في كندا والولايات المتحدة، ومنهم أسماء مشهورة ومعروفة في مجال التمثيل التلفزي والسينمائي والكوميدي.

يعزو نقاد فنيون هجرة الممثلين المغاربة إلى كندا تحديداً، للبحث عن فرص أكثر للعمل وتحسين الوضع المادي في خضم انحسار "الشغل الفني" في البلاد، بينما يعتبر آخرون أن السبب ليس مادياً بالضرورة، بل لضمان مستقبل أكثر أريحية لهم ولأبنائهم في التعليم والعلاج.

هاجر فنانون مغاربة كثيرون إلى الخارج، من قبيل الممثلين الراحلين سعد الله عزيز وزوجته خديجة أسد، والفنانة سناء عكرود وزوجها محمد مروازي، والممثلة هدى الريحاني رفقة زوجها، والمخرج السينمائي عمر الشرايبي بمعية أسرته، والفنان الكوميدي حسن الفد، والممثلة حنان الإبراهيمي، والممثلة نجاة الوافي، ونرجس الحلاق وسناء الحمري وآخرون.

وكان الفنانان الراحلان سعد الله عزيز وخديجة أسد من أوائل الممثلين الذين قرروا الاستقرار في كندا سنة 2004، وهناك أسسا شركة للإنتاج الفني، وقدما على المسارح عديداً من العروض والأعمال التمثيلية، علاوة على مسلسلات في التلفزيون الكندي.

ويبدو أن "الهجرة الناجحة" للراحلين عزيز وأسد إلى الديار الكندية قد شجعت عدداً من الفنانين المغاربة الآخرين على تجريب الخطوة نفسها، فانطلق "موسم الهجرة" للممثلين المغاربة رفقة أسرهم إلى كندا بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة.

وعلى رغم من كون الفنان الكوميدي حسن الفد لم يكشف الأسباب وراء هجرته إلى كندا والاستقرار في مونتريال بشكل نهائي، إلا أنه تبينت مساعيه لتطوير مساره الفني، إذ شارك في عدد من الأعمال الفنية هناك، دون أن ينسى حضوره فنياً أيضاً في المغرب.

 الواقع نفسه تقريباً حصل مع الممثلة حنان الإبراهيمي التي اختارت الولايات المتحدة للاستقرار فيها رفقة زوجها، لكنها على رغم ذلك تعود إلى المغرب بين الفينة والأخرى عند المشاركة في عمل فني تلفزي أو سينمائي.

الوضع المادي

الناقد الفني المهتم بتاريخ السينما في المغرب، أحمد سيجلماسي، يرى أن دافع هجرة الممثلين والممثلات أو الفنانين المغاربة عموماً وغيرهم إلى الشرق والغرب، يكمن غالباً في البحث عن آفاق رحبة لتحقيق الذات وتحسين الوضع المادي والاجتماعي عبر التعلم والتكوين والعمل والاحتكاك بالآخر، والشهرة وضمان مستقبل آمن للأبناء.

وذكر سيجلماسي أن "الهجرة المكثفة للممثلين والممثلات مع أسرهم إلى كندا تحديداً لها سياقات مختلفة، من بينها، البحث عن فرص أكثر للعمل، وتحسين الوضع المادي أساساً، والإبداع بحرية أكثر، والتعلم واكتساب مهارات جديدة في وسط مجتمعي جديد يوفر شروطاً مناسبة لذلك".

وأضاف "انحسار فرص الشغل في البلد الأصلي والرغبة في تأمين مستقبل آمن للأبناء، هي دوافع أساسية لهذه الهجرة، لكن هناك من نجح فنياً في الاندماج في الوسط الجديد، وهناك من لم ينجح وظل يحن إلى وسطه الأصلي، إذ إن غالبية الذين هاجروا من الممثلين والممثلات حاضرون في الأعمال الفنية بالمغرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر أن "جل هؤلاء الفنانين يبحثون عن مصالحهم الشخصية، فعندما ضاقت فرص الشغل في وطنهم الأصلي هاجروا إلى مجتمعات أخرى ترحب بالكفاءات، وهذا من حقهم، لكنهم ظلوا يفكرون في بلدهم الأصلي كمصدر لدعم مشاريعهم الفنية، وعندما يحصلون على دعم من مؤسسات بلدهم الأصلي يباشرون إنجاز أعمال جديدة".

واستدل الناقد الفني بأن عدداً من الممثلين المهاجرين لم يوظفوا ما اكتسبوه من خبرة خارج المغرب في مشاريع فنية تسهم في الرفع من مستوى الإنتاجات الفنية داخلياً والترويج لها خارجياً، إذ "نادراً ما نسمع عن أعمال فنية مشتركة بين المغرب وكندا بمبادرات منهم على سبيل المثال".

واستدرك بأنه يوجد في المقابل ممثلون موهوبون استطاعوا بعد هجرتهم إلى الولايات المتحدة، مثلاً، ودراستهم فيها واحتكاكهم بالفنانين هناك، أن يفرضوا أنفسهم في المسرح والتلفزيون والسينما هناك، وأن يضعوا خبرتهم بعد ذلك رهن إشارة بلدهم الأصلي، من قبيل الممثل القدير إسماعيل أبو القناطر، الذي أصبحت مشاركاته في بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية المغربية بمثابة إضافة نوعية لفن التشخيص بالبلاد.

مستقبل اجتماعي أفضل

من جهته، يرى الناقد الفني المقيم في هولندا، فؤاد زويريق، أن عدداً من الممثلين المغاربة الذين أتيحت لهم فرصة الهجرة غادروا دون تردد واستقروا في الخارج مع أسرهم، وخصوصاً في كندا التي استقبلت كثيراً منهم.

وقال إن هؤلاء الفنانين لم يلتحقوا بهذه الدولة أو غيرها سواء في أميركا أو في أوروبا من أجل طموحهم الفني، والبحث عن فرصة شغل حقيقية داخل هذه الدول التي تعرف بصناعة الفن، "فلم يسبق أن شاهدنا واحداً منهم في دور مهم أو رئيس في فيلم أو عمل درامي أميركي أو كندي مثلاً".

ومضى في حديثه "أغلب الفنانين الذين ترعرعوا في المغرب واختاروا الهجرة إلى الخارج، ومنهم أسماء معروفة ومشهورة، لم يكونوا يعانون العوز أو من قلة فرص الشغل محلياً، بل كانوا يعملون باستمرار".

وأرجع السبب المنطقي وراء هذه الهجرة، كما كثير من المهاجرين المغاربة أصحاب المؤهلات والكفاءات، إلى البحث عن مستقبل وبيئة أفضل لهم ولأبنائهم من ناحية التطبيب والتعليم وضمان معاش أو تقاعد محترم عندما تخونهم صحتهم، ليقيهم شر السؤال والتسول كما حصل لكثير من زملائهم في المغرب.

وعلى غرار سيجلماسي سجل زويريق ملاحظة أن "أغلب الممثلين المهاجرين ما زالوا يشتغلون في المغرب على رغم استقرارهم في الخارج، حيث يتنقلون بين الداخل والخارج"، مردفاً أن "هجرة الفنانين لأي سبب من الأسباب أمر طبيعي، فهناك ممثلون عالميون مثلاً هاجروا إلى دول أخرى من أجل تحقيق طموحهم الفني، كهجرة الفنانين الأوروبيين إلى "هوليوود"، واستقرار آخرين في دول أخرى هرباً من الضريبة في بلادهم.

وخلص الناقد المغربي ذاته إلى أن "الممثل يظل في نهاية المطاف إنساناً لديه حاجات اقتصادية واجتماعية، ويمتلك طموحات فنية وأكاديمية قد لا تتحقق سوى بالهجرة إلى خارج بلده الأصلي".

المزيد من ثقافة