Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تجمد برامج مساعدات للنيجر وفرنسا تندد بـ"القمع الاستبدادي"

"إيكواس" تضع خطة لتدخل عسكري محتمل مع اقتراب مهلة من النهاية

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الجمعة تعليق الولايات المتحدة بعض برامج المساعدات المخصصة لحكومة النيجر، بعد أكثر من أسبوع على إطاحة رئيس البلاد في انقلاب عسكري.

وقال بلينكن في بيان إن "الحكومة الأميركية توقف موقتاً بعض برامج المساعدات الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر"، لكنه أضاف أن "المساعدات الإنسانية والغذائية المنقذة للحياة ستستمر".

وأطاح انقلاب عسكري رئيس النيجر المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم وحكومته في 26 يوليو (تموز)، وهو سابع انقلاب عسكري تشهده منطقة وسط وغرب أفريقيا في أقل من ثلاثة أعوام.

تنديد فرنسي

من جانبها، نددت الخارجية الفرنسية مساء الجمعة بلجوء العسكريين الانقلابيين في النيجر إلى "القمع الاستبدادي"، واصفة الوضع بأنه "غير المقبول".

وقالت المتحدثة باسم الوزارة آن كلير لوجاندر في مقابلة مع قناة "بي أف أم تي في"، "حدث قمع استبدادي في الأيام الأخيرة مع توقيف أعضاء في الحكومة عينهم الرئيس (المنتخب ديمقراطياً) محمد بازوم وتوقيف نشطاء في المجتمع المدني وتجميد نشاط الأحزاب السياسية ومنع التظاهرات وحظر بث وسائل إعلام حرة ومستقلة". وتابعت أن صحافيين "يتعرضون للتهديد أثناء عملهم يومياً".

وتولى الرئيس السابق للحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبدالرحمن تياني السلطة على رأس مجلس عسكري في 26 يوليو، واحتجز مذاك الرئيس المنتخب محمد بازوم.

كما أعلنت لوجاندر أن ظروف احتجاز الرئيس بازوم آخذة في التدهور، مشيرة إلى معلومات نقلتها سفيرة النيجر لدى فرنسا عائشة بولاما كاني، وأوضحت أن بازوم "محتجز رهينة، ولم يعد لديه كهرباء ولم يعد بإمكانه الوصول إلى هواتفه".

ورداً على سؤال حول إمكانية تدخل فرنسا عسكرياً، قالت المتحدثة باسم الخارجية إن هذه "المسألة ليست مطروحة الآن"، وأضافت "الآن ندعم جهود الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لمحاولة إقناع الانقلابيين بسماع رسالة المجتمع الدولي" الداعية للعودة إلى النظام الدستوري، مشددة "هذه أولويتنا"، وأردفت لوجاندر "من الواضح أن المنطقة في حاجة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب"، معتبرة أن مجموعة فاغنر الروسية التي استعان بها الانقلابيون في مالي مثلاً هي بمثابة "وصفة للفوضى ونهب الموارد وتصاعد العنف"، وتابعت "هذا ما نراه في مالي وهذا ما لا نريده للنيجر".

وأمهلت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الانقلابيين سبعة أيام (حتى الأحد) للعودة إلى النظام الدستوري، تحت طائلة التدخل العسكري.

وصرح مسؤول في الجماعة للصحافة الجمعة بأنه تم "تحديد" الخطوط العريضة "لتدخل عسكري محتمل" ضد المجلس العسكري النيجري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "نحن في فترة السبعة أيام ويجب على الانقلابيين سماع هذه الرسالة" والعودة إلى النظام الدستوري.

تدخل عسكري محتمل

قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إن مسؤولي الدفاع فيها وضعوا خطة لعمل عسكري إذا لم يتم إسقاط انقلاب النيجر بحلول يوم الأحد، وذلك بعد فشل الوساطة في إنهاء أزمة تهدد الأمن الإقليمي وتجتذب قوى عالمية.

ومنحت "إيكواس" قادة الانقلاب في النيجر حتى يوم الأحد للتنحي وإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى السلطة.

متى وأين ستكون الضربة؟

وقال عبدالفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" إن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفاً أن هذا القرار سيتخذه رؤساء الدول، وأضاف، في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في العاصمة النيجيرية أبوجا "جرى العمل هنا على جميع العناصر التي ستكون مشاركة في أي تدخل نهائي بما في ذلك الموارد المطلوبة وكيف ومتى سننشر القوات"، وتابع موسى "نريد للدبلوماسية أن تنجح، ونريد أن تُنقل إليهم هذه الرسالة بوضوح ومفادها بأننا نمنحهم كل فرصة للتراجع عما فعلوه".

واتخذت "إيكواس" موقفاً صارماً من انقلاب الأسبوع الماضي وهو سابع انقلاب في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020.

وتتمتع النيجر بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا نظراً إلى ثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين إسلاميين في منطقة الساحل.

وقال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" عبدالفتاح موسى إن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفاً أن هذا القرار سيتخذه رؤساء الدول.

وقال في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في العاصمة النيجيرية أبوجا "جرى العمل هنا على جميع العناصر التي ستكون مشاركة في أي تدخل نهائي بما في ذلك الموارد المطلوبة وكيف ومتى سننشر القوات".

خيار "إيكواس"

ومهما يكن خيار "إيكواس"، فإنه يغامر بنشوب مزيد من الصراع في واحدة من أفقر مناطق العالم حيث تنشط في ظل الفوضى جماعات مرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة".

وفرضت "إيكواس" المؤلفة من 15 عضواً بالفعل عقوبات على النيجر وأرسلت وفداً إلى نيامي سعياً للتوصل إلى "حل ودي"، لكن مصدراً في الوفد قال إنهم قوبلوا بالرفض ولم يبقوا كثيراً.

وقال موسى "نريد للدبلوماسية أن تنجح، ونريد أن تنقل إليهم هذه الرسالة بوضوح ومفادها أننا نمنحهم كل فرصة للتراجع عما فعلوه".

وطلب الرئيس النيجيري بولا تينوبو من حكومته الاستعداد لخيارات تشمل نشر جنود، في رسالة تليت على مجلس الشيوخ الجمعة. وقالت السنغال أيضاً إنها سترسل قوات.

لكن وزير الدفاع التشادي قال في تصريحات عبر التلفزيون الرسمي إن بلاده لن تتدخل في الانقلاب الذي تشهده جارتها النيجر.

"عواقب مدمرة"

من ناحية أخرى، ندد المجلس العسكري بالتدخل الخارجي وقال إنه سيقاوم أي اعتداء. وخدم قائد الانقلاب عبدالرحمن تياني (59 سنة) كقائد كتيبة لقوات "إيكواس" أثناء صراعات في ساحل العاج عام 2003، ومن ثم فهو يعرف ما تنطوي عليه مهام التدخل من هذا القبيل.

كما أن دعم المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو تياني يقوض وحدة غرب أفريقيا في شأن النيجر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بازوم الذي انتخب رئيساً للنيجر عام 2021، في أول تصريحاته منذ الانقلاب، إنه رهينة ويحتاج إلى مساعدة أميركية ودولية. وبازوم البالغ من العمر (63 سنة) محتجز في المقر الرئاسي بعاصمة النيجر نيامي.

وكتب في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست" يؤيد العقوبات الاقتصادية وعقوبات السفر التي تفرضها "إيكواس"، قائلاً "إذا نجح (الانقلاب)، فستكون له عواقب مدمرة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره".

وعلل المجلس العسكري في النيجر الاستيلاء على السلطة باستمرار انعدام الأمن، على رغم أن البيانات المتعلقة بالهجمات تظهر تحسناً بالفعل في الوضع الأمني.

وألغى المجلس العسكري بزعامة تياني هذا الأسبوع اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، كما فعلت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان بعد انقلابات فيهما.

ولدى فرنسا ما بين ألف و1500 جندي في النيجر تدعمهم طائرات مسيرة وأخرى حربية تساعد في محاربة تمرد جماعات على صلة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وللولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا أيضاً قوات متمركزة في النيجر.

ولم تلق باريس بالاً لهذا. وقالت الجمعة إنها على رغم اطلاعها على تصريح "بعض رجال الجيش في النيجر"، لا تعترف إلا بالسلطات الشرعية.

وقال مصدران عسكريان من النيجر ونيجيريا الجمعة إن النيجر سحبت أيضاً قواتها العاملة في شمال نيجيريا في إطار قوة عمل عسكرية إقليمية مشتركة تقاتل متمردين إسلاميين في منطقة بحيرة تشاد.

وأضاف المصدران، وهما غير مخول لهما التحدث إلى وسائل الإعلام، إن قوات النيجر أكملت انسحابها مساء أول من أمس الخميس.

الرؤية الروسية

قطع مانحون غربيون الدعم للنيجر احتجاجاً على الانقلاب. والنيجر واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد في 40 في المئة من ميزانيتها على المساعدات. وفرضت دول في المنطقة عقوبات اقتصادية قال السكان إن تأثيراتها بدأت في الظهور.

وقال بازوم إن الانقلاب تسبب في حالة من الفوضى لبلاده، مع ارتفاع الأسعار بالفعل، إضافة إلى أن المتشددين الإسلاميين ومجموعة "فاغنر" قد يستغلون الموقف.

وكتب بازوم "بدعوة مفتوحة من مدبري الانقلاب وحلفائهم الإقليميين، قد تقع المنطقة الوسطى من الساحل بأكملها في دائرة النفوذ الروسي عبر مجموعة فاغنر التي ظهر إرهابها الوحشي بصورة واضحة في أوكرانيا".

وقال يفغيني بريغوجين، قائد "فاغنر" التي لها قوات في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، الأسبوع الماضي، إن قواته مستعدة لإعادة النظام في النيجر.

وقالت روسيا الجمعة إن أي تدخل من جانب قوى غير إقليمية مثل الولايات المتحدة لن يجدي نفعاً، وكررت دعوتها للعودة إلى الحكم الدستوري.

وظهرت دعاية مؤيدة لموسكو منذ إطاحة الرئيس السابق. ففي مسيرة احتجاج الخميس، لوح بعض مؤيدي الانقلاب في النيجر بالأعلام الروسية ونددوا بفرنسا و"إيكواس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات