Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يوجد مرتزقة "فاغنر" في بيلاروس وهل سيحاولون غزو بولندا؟

يقوم مقاتلون من المجموعة بتدريب قوات بيلاروسية بالقرب من حدود حلف "الناتو"

مقاتل من مجموعة "فاغنر" الروسية يجري تدريباً للجنود البيلاروسيين في ميدان بالقرب من بلدة أوسيبوفيتشي، بيلاروس في 14 يوليو 2023 (وزارة الدفاع البيلاروسية عبر رويترز)

ملخص

مع انتقال مقاتلي المجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" إلى بيلاروس، ما هو الخطر الحقيقي الذي يشكلونه على بولندا العضو في حلف "ناتو"؟

وصل آلاف مرتزقة "فاغنر" إلى بيلاروس في أعقاب تمردهم الفاشل ضد الكرملين، بقيادة مؤسسهم يفغيني بريغوجين. ودفع ذلك بولندا، الدولة العضو في حلف "الناتو" إلى تعزيز حدودها الشرقية تحسباً للـ"تهديد المحتمل" الذي قد يشكلونه.

وزاد من حدة التوتر تصريح حكومة بولندا بأن مروحيتين بيلاروسيتين انتهكتا الأجواء البولندية يوم الثلاثاء، ما حث السلطات في وارسو على الإعلان عن نشرها لقوات إضافية على الحدود عقب الحادثة. كما وأكدت بولندا أنها أبلغت حلف "الناتو" عن الانتهاك الحاصل لحدودها، في حين نفت بيلاروس الادعاءات في حقها.

وأصدرت وزارة دفاع بولندا بياناً قالت فيه "انتهكت الأجواء البولندية مروحيتان بيلاروسيتان كانتا تقومان بتدريبات قرب الحدود". وأضافت أن بيلاروس كانت أبلغت بولندا سابقاً بخطط تنفيذ تدريبات في المنطقة. وقالت إنهما [أي المروحيتين] كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض ولم يرصدا بواسطة الرادار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، أخبر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بولندا ساخراً أن عليها أن تشكره على احتوائه مرتزقة "فاغنر" المتمركزين حالياً في بيلاروس. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "بيلتا" عن لسانه أن البولنديين "يجب أن يدعو لنا [بالخير] لأننا نبقيهم [عندنا] ونزودهم بالإمدادات. فلولا وجودنا، لتسللوا [إلى بولندا] وأحدثوا دماراً ليس بالقليل في مدينتي جيشوف ووارسو. بالتالي، حري بهم أن يمتنعوا عن توبيخي وأن يشكروني". وتجدر الإشارة إلى أن جيشوف مدينة في جنوب شرقي بولندا قرب الحدود الأوكرانية.

يذكر أن الرئيس [البيلاروسي] استقبل قوات "فاغنر" في بلاده، بعد توسطه في اتفاق بين الكرملين وبريغوجين، الذي أوقف تقدم المرتزقة نحو موسكو، بعد أن أصبحوا على مسافة 125 ميلاً (200 كلم) من العاصمة.

وقد سبق أن ناقش [لوكاشينكو] موضوع المرتزقة في أكثر من مناسبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكد بوتين أن أي اعتداء على بيلاروس، سواء صدر عن بولندا أو عن أي دولة أخرى، سيكون بمثابة هجوم على روسيا.

واعتبر بريغوجين انقلاب "فاغنر" "مسيرة عدالة" تهدف إلى إطاحة كبار القادة العسكريين. وقد واجه المرتزقة مقاومة ضئيلة [في سياقها] وأسقطوا ما لا يقل عن ست مروحيات عسكرية وطائرات تابعة لمركز قيادة [الدفاع الجوي]، مما أسفر عن مقتل عناصر من الجيش الروسي.

ولا شك في أن التمرد شكل أخطر تهديد واجهه الرئيس بوتين خلال حكمه المستمر منذ 23 عاماً، كونه انتقص من سلطته وكشف الفجوات والأزمات [المتراكمة] داخل الجيش، على ضوء طريقة تعاطي الكرملين مع الغزو المستمر على أوكرانيا منذ 16 شهراً.

وفي ما يلي نظرة إلى ما آلت إليه الأمور حالياً.

ما عدد مقاتلي "فاغنر" في بيلاروس وأين يتمركزون؟

وفقاً لمجموعة النشطاء "بيلاروسكي هايون" المتخصصة في رصد التحركات العسكرية داخل بيلاروس، فقد سافر 3450 إلى 3650 جندياً إلى معسكر قريب من بلدة أسيبوفيتشي، الواقعة على مسافة 140 ميلاً (230 كيلومتراً) تقريباً شمال الحدود الأوكرانية.

وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية وصول نحو 700 مركبة، إضافة إلى معدات بناء، ضمن قوافل "فاغنر" المتجهة إلى بيلاروس، بحسب ما أكدت مجموعة "بيلاروسكي هايون".

يذكر أن بريغوجين قام أيضاً بتسجيل "شركة إدارة عقارية" في بيلاروس الأسبوع الماضي، تحت اسم "كونكورد للإدارة والاستشارات" Concord Management and Consulting في بيلاروس. وأظهرت وثائق قامت وسائل الإعلام البيلاروسية المستقلة بتحليلها أن عنوان الشركة المسجل يقع في القرية نفسها التي يتواجد فيها معسكر مرتزقة "فاغنر".

ما السبب وراء قلق بولندا الشديد؟

تكمن المسألة الأكبر بنظر بولندا في أن وزارة الدفاع البيلاروسية أوضحت قبل أسبوع ونيف أن المرتزقة يقدمون تدريباً لجنود بيلاروسيين، بما في ذلك على أراض معدة للتدريب على مقربة من الحدود البولندية.

وذكرت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان "إن "مقاتلي "فاغنر"، الذين شاركوا في الحرب واختبروا المعارك عن كثب، يقومون بتبادل المعلومات والخبرات القيمة مع جنودنا. والحال أن أحد مراكز [التدريب] يتواجد في بريست، على بعد ثلاثة أميال (خمسة كيلومترات) من الحدود الشرقية لبولندا".

ومن جهتها، أكدت وارسو أنها مستعدة لـ"السيناريوهات المحتملة كافة مع تطور الوضع"، حيث باشرت في وقت سابق من هذا الشهر بنقل نحو 1000 جندي من جيشها إلى الحدود.

ووفقاً لمزاعم نشرها أحد كبار قادة "فاغنر"، يعرف بلقبه الحربي "ماركس"، وأعيد نشرها عبر قناة "فاغنر" على تطبيق "تليغرام"، فإن ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل قد "ذهبوا أو سيذهبون" إلى بيلاروس - على رغم صعوبة التحقق من دقة تلك البيانات.

ومن جهتها، أكدت وزارة الدفاع البولندية أن حدود البلاد آمنة. لكن بناءً على حادثة المروحية، قررت إرسال "قوات وموارد إضافية، بما في ذلك مروحيات قتالية، إلى جانب [القوات] التي نشرتها سابقاً".

أما الكرملين، فحاول تصوير عملية تعزيز الحدود كخطوة "عدوانية" - مع أن غزو موسكو لأوكرانيا هو السبب الجوهري والأساسي لكل ما يحصل.

وفي سياق متصل، كشف بيان أن وزير الداخلية البيلاروسي، إيفان كوبراكوف، اجتمع أخيراً بقادة "فاغنر" في مركز للتدريب، بهدف وضع "خطة عمل واضحة".

وصرح كوبراكوف قائلاً إنه "في ظل الظروف الصعبة بالقرب من حدود الجمهورية، لا شك في أن التأهب لمواجهة التحديات والتهديدات المحتملة هو أمر بالغ الأهمية".

إلى ذلك، نقلت عن لسانه تصريحات أشاد فيها بـ "الخبرة العملية" للمرتزقة بعد أشهر من خوضهم المواجهات القتالية في شرق أوكرانيا، وتحديداً في المعارك الدموية التي حصلت في محيط مدينة باخموت الشرقية.

هل ستحاول قوات "فاغنر" غزو بولندا؟

سيكون ذلك ضرباً من الغباء. فبولندا عضو في حلف "الناتو"، وقد يؤدي عبور حدودها إلى تفعيل المادة الخامسة من معاهدة الحلف، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يعد هجوماً على جميع الأعضاء. ونظراً لتصريحات بوتين حول اعتبار أي عمل عسكري ضد بيلاروس موجهاً ضد روسيا، فإن توجيه قوات "فاغنر" نحو بولندا هو آخر ما يحتاج إليه أي من الطرفين، أكان بوتين أو حلف "الناتو".

بيد أن ذلك لم يمنع الزعيم البيلاروسي لوكاشينكو من إلقاء الزيت في النار. ففي لقاء جمعه بالرئيس الروسي يوم الأحد، صرح لوكاشينكو أن قوات "فاغنر" "تنهكه" لأنها تطالب بالقيام بـ"جولة" في بولندا. وقال إن حكومته في مينسك "تحكم السيطرة" على الوضع، عبر إبقاء المجموعة في وسط البلاد.

واشتكى لوكاشينكو لبوتين قائلاً "يطالبون بالتوجه غرباً... وبالذهاب في رحلة إلى وارسو"، قبل أن يضيف "لكنني أحرص طبعاً على إبقائهم في وسط بيلاروس، كما اتفقنا".

ويخدم هذا الوضع كلاً من بوتين ولوكاشينكو، كونه يثير قلق أوروبا بشأن حدودها. [فما يحصل] يمنحهما الفرصة بإظهار مواقف حازمة أمام المجتمع الدولي وباستغلال واقع الحال لكسب دعم الناخبين في بلديهما.

لقد رفض الخبراء هذه التعليقات جملةً وتفصيلاً، وأفاد "معهد دراسة الحرب الأميركي" American Institute for the Study of War - الذي يرصد [مستجدات] الصراع في أوكرانيا - بأن قوات "فاغنر" غير قادرة على تهديد أوكرانيا وبولندا.

وأكد معهد البحوث أنه "لا دليل على أن مقاتلي "فاغنر" في بيلاروس يملكون الأسلحة الثقيلة اللازمة لشن هجوم خطير على أوكرانيا أو بولندا، ما لم يزودوا بتجهيزات عسكرية كبيرة".

وبدوره، أكد فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس جهاز الاستخبارات العسكري الأوكراني الرئيس، أن المرتزقة الروس في بيلاروس لا يشكلون "تهديداً مباشراً"، لكنه أكد أن كييف ستواصل مراقبة مقاتلي "فاغنر" عن كثب.

وفي التفاصيل، قال سكيبيتسكي للصحافيين، وفقاً لقناة جهاز الاستخبارات عبر تطبيق "تليغرام" "إن تقييمنا سهل وبسيط: اليوم، ليس هناك تهديد مباشر [من بيلاروس]، لكننا على أتم استعداد، ونراقب كل ما يتعلق بنظام دفاع ’فاغنر‘ الصاروخي المزعوم".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات