ملخص
شأنها شأن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط، تعرضت سوريا لحرائق غابات مدمرة هذا الشهر، تؤججها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة.
نجا المزارع السوري عز الدين زهيرة (72 سنة) من الصراع والنزوح والزلزال المدمر الذي ضرب بلاده في فبراير (شباط) الماضي، لكن حرائق الغابات التي تجتاح محافظة اللاذقية مسقط رأسه هذا الأسبوع وحولت بساتينه إلى رماد، كانت أسوأ شيء رآه في حياته.
وقال زهيرة "لم أختبر جواً مثل هذا الجو، فلفترة 15-20 يوماً ودرجة الحرارة عالية جداً، لذلك ولأن الأرض والأشجار معرضة للحرارة اشتعلت بسرعة".
وكان زهيرة، وهو موظف حكومي متقاعد، يعيش على الحصاد الذي يجنيه من نحو 700 شجرة زيتون ورمان وجوز، جميعها دمره اتساع رقعة النيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضرر مسكنه المتواضع المكون من طابق واحد في السابق جراء الصراع المستمر منذ أعوام ثم تضرر أكثر بسبب زلزال فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 5 آلاف شخص في سوريا وضرب اللاذقية بشدة.
وقال زهيرة "نحن متأثرون من الإرهاب نتيجة التخريب الذي تركه والزلزال زاد التصدعات التي تعرضت لها المنازل وبعدها أتى والحريق على كل شيء ولم يترك لنا شيئاً".
شأنها شأن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط، تعرضت سوريا لحرائق غابات مدمرة هذا الشهر، تؤججها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة.
وقال وزير الزراعة محمد حسان قطنا أمس السبت إن رجال الإطفاء كافحوا لإخماد حرائق الغابات في حمص وحماة منتصف الشهر الجاري، مضيفاً أن الحرائق استعرت في اللاذقية لمدة خمسة أيام قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من السيطرة عليها.
وأضاف قطنا في تصريحات إلى "رويترز" خلال جولة بالمنطقة أن سرعة الرياح كانت عاملاً في الانتشار الكبير للحرائق.
وأشار إلى أن من بين التحديات الأخرى التي واجهت رجال الإطفاء، ضعف تغطية شبكات الاتصالات في الشمال وعدم شراء بدلات مقاومة للنيران أو قطع غيار لمعدات الإطفاء بسبب الأزمة المالية.
وحدث انهيار مالي في سوريا بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاماً، إلى جانب العقوبات الغربية المفروضة عليها والضغوط التي تتعرض لها العملة المحلية بسبب الأزمة الاقتصادية وخسارة الحكومة لأراضيها المنتجة للنفط في شمال شرقي البلاد.
وشوهد رجال إطفاء أمس وهم يضخون المياه من شاحنة إطفاء للسيطرة على حريق شب عند منحدر تغطيه الأشجار في اللاذقية.
ولا تملك الوزارة حتى الآن أرقاماً نهائية لحجم الأضرار وانتشارها، لكن قطنا قال إن غابات الصنوبر في المنطقة تضررت بشدة، مؤكداً "الصنوبر مثل الفحم لهذه الحرائق".
وتأثرت سوريا تأثراً كبيراً بتغير المناخ خلال الأعوام الماضية والذي شمل ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار بانتظام، مما أدى إلى نشوب حرائق الغابات وضعف إنتاج المحاصيل.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا سهير زقوت إن العواصف الترابية والتصحر وفقدان الأراضي عوامل تهدد سبل عيش المزارعين لأعوام.
وأضافت "السوريون معرضون بالفعل للخطر بسبب آثار الصراع المستمر منذ أكثر من 12 عاماً مما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع آثار تغير المناخ".