Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كليوباترا تفقد مكانتها على "عرش السجائر" في مصر

قلة في المعروض وزيادات مستمرة وتبادل الاتهامات بين المنتجين والموزعين

سيجارة "كليوباترا" باتت جزءاً لا ينفك عن المزاج الشعبي لملايين المصريين (اندبندنت عربية)

كانت كليوباترا ملكة ذائعة الصيت متخطية الحدود والجغرافيا وعابرة للتاريخ، وربما اكتسبت السجائر التي تحمل اسمها وصورتها صفة الملكية، فباتت متوجة على عرش السجائر في مصر بتاريخ قديم وسعر زهيد، جعلها جزءاً من المزاج الشعبي لملايين المصريين، والأقرب لملح الأرض في بلد يعيش فيه 105 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 18 مليون مدخن.

السيجارة التي باتت جزءاً لا ينفك عن المزاج الشعبي لملايين المصريين، رفيقة كوب الشاي أو القهوة والمتممة لوجبة دسمة المختلطة ما بين أنفاس أول الصباح وآخر المساء، المستقرة ما بين أصابعهم أو شفاههم والساكنة جيوبهم، أصبحت بين شهر وآخر متزعزعة الظهور، وحين تفعل فهي مرتفعة الثمن، بما يضاهي أو يزيد على السجائر الأجنبية، بما ليس في متناول جيوب كثيرين.

الأنفاس الأولى

منذ أطبقت شفاهه على أول سيجارة، وهو صبي في الـ15 من عمره، لم يستبدل شعبان محمد سيجارة كليوباترا بنوع آخر، زاد الثمن أو قل. تظهر أنواع أقل ثمناً مجهولة المصدر فلا يتجرأ على شراء غيرها، كأنها علاقة حب أسطورية، توازي في مزاح بعضهم وقوع أنطونيو في غرام كليوباترا.

الرجل الذي أتم 60 ربيعاً يتذكر حين كان يشتري علبة السجائر الشعبية بثمن زهيد، حتى بدأت أسعارها في الارتفاع ووصلت في عام 2007 إلى جنيهين ونصف جنيه، ثم وصلت في 2010 إلى أربعة جنيهات و25 قرشاً، وفي 2014 وصلت إلى سبعة جنيهات ونصف جنيه، وتوالت الزيادات.

كانت أسعار السجائر الأجنبية تزداد هي الأخرى، لكنها لم تكن تقع ضمن اهتمام ملايين من مدخني كليوباترا، وحافظت كليوباترا على أن تكون في متناول جيوب الجميع، حتى وصلت علبة سجائر كليوباترا إلى 24 جنيهاً، في آخر زيادة رسمية معلنة في مارس (آذار) الماضي.

زيادة واختفاء

لكن ما حدث بعد ذلك خلال الشهرين الماضيين أن غابت سجائر كليوباترا من جيب شعبان، الذي ترك محافظة الفيوم وجاء للعمل في القاهرة منذ سنوات، إذ باتت مختفية من الأسواق، وارتفع ثمنها إلى 30 جنيهاً ثم 35 جنيهاً، ولم تتوقف عن الزيادة، وكأنها سلعة خصبة لتلاعب السوق السوداء، لتصبح العلبة بـ55 جنيهاً وأحياناً بـ60 جنيهاً، وبعد أن كان سعرها الرسمي أقل من دولار واحد، باتت تقترب أحياناً من سعر دولارين (الدولار بـ30.90 جنيه).

يقول شعبان، وهو يجلس في محل عمله بأحد جراجات السيارات في الجيزة، إنه لم يعد يعثر على علبة سجائر كليوباترا إلا بصعوبة. كان الرجل الذي سحب أنفاس كليوباترا صبياً، يبحث عنها ويقطع أمتاراً ليحصل على علبة، لكنه الآن لا يجدها إلا نادراً وبأسعار بالغة الارتفاع من دون مبرر مقبول له، "تخيل أن تكون بعض السجائر الأجنبية أرخص من كليوباترا، هذا لا يصدق ولا يدخل من باب الخيال حتى".

 

 

كان ميلاد سيجارة كليوباترا في مصر منذ 62 سنة، نحو ثلثي ذلك العمر، هو تاريخ شعبان مع السيجارة الأشهر في البلاد، بالتالي فالتخلي عنها أصعب ما يكون، "لكل شخص مزاجه، وأنا لا أستمتع إلا بتدخين كليوباترا، الآن أشرب سيجارة أرخص سعراً، وفي رأيي أنها أسوأ جودة" قالها وهو يشير إلى علبة سجائر في جيبه، يشتريها بـ40 جنيهاً "لكن ما زلت أنتظر سيجارة كليوباترا، بسعرها المعروف ووفرتها".

توزيع الاتهامات

السيجارة التي تنتجها الشركة الشرقية للدخان كانت تميز أكشاك السجائر وأماكن بيع أدوات ومنتجات التبغ بوفرتها، فتكون عبواتها بالعشرات، وإلى جوارها عبوات أخرى تبدو ضئيلة الكمية، بما يتناسب مع أعداد مدخنيها "لا أنكر أن الأمر يتعلق بالسعر، لكن إذا انخفضت السجائر الأجنبية، فسأشتري أيضاً كليوباترا".

تلعب سجائر كليوباترا دوراً في "كيف" مدخنها بنسبة نيكوتين مرتفع، وصارت محل جدل كبير في الشارع المصري، ومصدر خلاف وتراشق بين الزبائن والباعة، يلقي المشتري باللوم على البائع بتهم الاستغلال والاحتكار، فيوجه الأخير التهم إلى بائع الجملة، وما بين جميع الأطراف يختفي سر الأزمة، فيما يطالب مسؤولون بضرورة الإبلاغ عن أي بائع يعطي علبة سجائر كليوباترا لزبون بسعر غير الرسمي.

تعديل الضريبة

رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات في مصر إبراهيم إمبابي يقول خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" إن تباطؤ النظام التشريعي الجديد لتعديل القيمة المضافة والضرائب على السجائر هو السبب في تلك الأزمة، موضحاً أن وزير المالية المصري قدم لمجلس النواب في موازنة العام المالي 2023-2024 بأن قطاع الدخان سيدخل للدولة 86.9 مليار جنيه، بزيادة 6 مليارات جنيه في العام المالي 2022-2023، وهو ما يستلزم تعديل التشريع الضريبي، على المستويات الثلاثة الدنيا والوسطى والعليا.

"خلال شهر مارس (آذار) الماضي، تحدثنا مع وزارة المالية عن التشريع الضريبي، والتجار يعلمون بالأمر، فرفعوا الأسعار وكل تاجر بحسب هواه" يحكي إمبابي، الذي يعتبر أن نهاية تلك العشوائية تكمن في إصدار التشريع الضريبي، وتصديق البرلمان عليه، وهو ما سيحد من جشع التجار.

لكن وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المصري النائب ياسر عمر صرح في مداخلة هاتفية متلفزة بأن المجلس لم تصل إليه قوانين في شأن السجائر، "ولو كانت الحكومة تحتاج إلى قوانين لقدمتها للمجلس قبل نهاية الانعقاد".

يطرح وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المصري تصوره حول الزيادة وتلك الأزمة، قائلاً إن منتج السجائر يقوم على خامات مستوردة "وغالباً الاستيراد قل والإنتاج الخاص بالسجائر قل، وحينما يكون هناك طلب على سلعة مع قلة المعروض منها فإن أسعارها تزيد"، مطالباً بزيادة الرقابة على الأسعار والتجار.

زيادة غير مبررة

خلال حديثه مع "اندبندنت عربية" اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة الشرقية للدخان هاني أمان زيادة أسعار سجائر كليوباترا غير منطقية أو مبررة، وقال جرى الاعتياد أنه في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) يجهز الباعة أنفسهم للعام المالي الجديد، ويشترون بضاعة أكبر في انتظار زيادة مرتقبة، لكنها كانت تقع بين جنيه إلى جنيهين، لكن ما حدث هذا العام من وصول العبوة إلى أكثر من 55 جنيهاً "فالواضح أن هناك أشخاصاً يقفون خلف ذلك الأمر، لأنه مكرر مع كل أنواع السجائر المستوردة وحتى المهربة، يبدو أنها خطة ممنهجة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول أمان إن التصور أن الشركة الشرقية تبيع بشكل كبير لأن أسعارها رخيصة، لكن اتضح أن للسيجارة الشعبية قيمة لدى مستهلكيها "ولدينا خطة موضوعة من الشركة للبيع والإنتاج، وتتم متابعتها كل يوم، ونكون على اتصال بجميع الأجهزة الرقابية في الدولة، ونبيع بفواتير إلكترونية لكي لا يكون هناك تلاعب".

ويشرح الرئيس التنفيذي لشركة الشرقية للدخان آلية بيع عبوات السجائر التي تبدأ بمتعهد، ومنه إلى تجار جملة، ومنه إلى نصف الجملة، ثم تصل إلى البائع الأخير "نبيع عبوات تصل إلى 3.5 مليار في العام، وهذا يتطلب طبقات توزيع للوصول إلى لناس جميعاً، الأولى والثانية تتم بالسعر الرسمي نفسه، ثم تبدأ مرحلة غير مفهومة يزيد فيها السعر".

يعتبر أمان أن تلك الزيادات ضد استراتيجية وفلسفة الشركة الشرقية للدخان، لأن المستهلك قد يتجه لشراء سيجارة أخرى ويتمسك بها. "كنا (فاهمين) أن وزارة المالية ستقدم مشروعاً لتعديل الشرائح الخاصة بضرائب السجائر التي تقع في ثلاث شرائح الأولى أقصاها 24 جنيهاً، ثم 35 جنيهاً، والشريحة الثالثة تزيد على 35 جنيهاً، ولكل شريحة ضريبة تزيد بسعر العبوة"، موضحاً أنه في حال زيادة سعر عبوة كليوباترا أكثر من سعرها بنصف جنيه أو جنيه، فإن ذلك سيضعها في شريحة أخرى بالتالي ستتعرض للخسارة "لو مثلاً باتت بـ25 جنيهاً سأخسر أربعة جنيهات، بالتالي يجب تحريك الشريحة".

وأشار إلى أن الكلفة وأسعار المواد زادت والدولار تغير سعره، "فكنا في انتظار تغيير الشريحة، لكن للأسف مجلس النواب في إجازة قبل ذلك التحريك، وهذا أدى في الوقت نفسه إلى انتظار التجار للزيادة وظنوا أنها كبيرة"، معتبراً أنه لا يوجد حل سحري للأمر، لكن الشركة تعمل على اتخاذ إجراءات تأمل أن تسهم في حل خلال ثلاثة أسابيع.

ماذا قال الباعة؟

تضم كرتونة سجائر الكليوباترا 50 "خرطوشة" (عبوة) وتضم "الخرطوشة" 10 عبوات، بكل واحدة 20 سيجارة. ولكل تاجر حصته من الشركة، يتسلمها من خلال موزعين، لكن بعض الباعة قالوا إن حصتهم باتت أقل من قبل وبشكل لافت، من بعد عيد الفطر الماضي في مايو (أيار)، وهو ما تسبب في زيادة أسعار العبوة.

بالحديث مع ثلاثة بائعين للسجائر، من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية (القاهرة الكبرى) فإنهم جميعاً، ذكروا أن حصصهم التي يحصلون عليها من الموزعين باتت أقل من ذي قبل، وهو بحسبهم ما صنع تلك الأزمة.

أحد الباعة قال إن سعر الكرتونة بـ12 ألف جنيه (388.35 دولار)، وكانت حصته وهي متواضعة 20 "خرطوشة" كل يوم، لكنها الآن باتت 10 فقط لكل أسبوع، بالتالي فإنه يعوض ذلك الفارق للحصول على المكسب نفسه الذي كان يحصل عليه "إذا توافرت السجائر سنبيع بسعرها العادل، لكن ولأنها محدودة فنضطر إلى زيادة السعر للحصول على المكاسب نفسه".

كان ذلك البائع الذي طلب عدم ذكر اسمه يبيع سجائر كليوباترا بالسيجارة الواحدة (فرط) وليس علبة، لأن في ذلك مكسباً أكبر له، ويبيع السيجارة بثلاثة جنيهات "مكسبي الحقيقي في علبة السجائر ربع جنيه، هذا غير منطقي، لكن مع المبيعات الكثيرة وتوافر السجائر فأنا مضطر إلى شرائها، وإلا فلن تكون لي حصة منها، وأحياناً نبيعها بثمن أقل لتجار آخرين للحصول على سيولة، لأن هناك وفرة منها" يحكي الرجل، الذي يشتري السجائر بسعرها العادل.

استغلال الأزمة

يعتبر الرجل أن تلك الفترة التي تشهد أزمة كبيرة في السجائر مربحة لكثيرين من التجار، فهم يبيعون السجائر بالضعف، لكنهم لا يحصلون على كميات كبيرة منها "لكن هناك توزيع غير عادل، بعضهم يحصل على أكثر من كارتونة والبقية يحصلون على خراطيش فحسب". وفي بعض الأوقات شكك الرجل في تلك الحصص التي تصل إليه، فهاتف أحد المشرفين الخاصين بنطاقه الجغرافي، فأخبره بأن الحصص فعلاً لا تصل كاملة خلال تلك الفترة.

حين تنتهي السجائر من عند ذلك البائع يبحث عنها لدى بائع أخرى، الذي يبيعها له بسعر غير رسمي فيضطر هو إلى زيادة سعرها من جديد، فتصل إلى المشتري بسعر كبير، كما يحدث الآن مع سجائر كليوباترا التي وصلت إلى سعر غير رسمي، يعتبره كثيرون غير منطقي ولا مبرر له.

يقطع حديث البائع أحد المشترين، متسائلاً عن سعر عبوة كليوباترا اليوم، فيخبره البائع أنها أصبحت بـ57 جنيهاً، فيطلب المشتري سجائر أرخص، ويحصل عليها في مقابل 40 جنيهاً. يقول ذلك المشتري إنه لم يعد يمنح أحداً من عبوة السجائر التي معه واحدة منها "كان هذا التصرف دلالة كرم، وغيابه دلالة فقر، السيجارة الآن تكون ما بين جنيهين إلى ثلاثة جنيهات".

سلسلة زيادات

بائع آخر أخرج فاتورة لـ"خمس خراطيش" سجائر كليوباترا بـ530 جنيهاً، أي إن العبوة بـ53 جنيهاً، فيبيعها هو بـ60 جنيهاً. يقول البائع الذي فضل عدم ذكر اسمه إن السجائر التي يحصل عليها من التجار باتت أقل، وبعد أن كان يشتري 20 "خرطوشة" يومياً، بات يشتري 5 "خراطيش" يومياً، أي أن نسبة ما بات يحصل عليه أقل 75 في المئة مما كان عليه الوضع منذ أربعة أشهر.

يعلق الرئيس التنفيذي لشركة الشرقية للدخان هاني أمان قائلاً إن بعض التجار يحصلون على حصتهم ويبيعون بعضها ويخزنون بعضاً آخر، بحسب ما تعلنه مديريات التموين، لكنه يؤكد أن الشركة تنتج السجائر بحسب الخطة الموضوعة لها "في ظل عدم وضوح الرؤية، لو طرحت أربعة أضعاف الكمية الحالية، سيجري تخزينها من بعض التجار أيضاً، وسنكون مشاركين في هذا التصرف، لكن من ناحية أخرى فإن الأصناف الأخرى ارتفعت أيضاً مما يعني أنها ليست أزمة في شركة بعينها".

 

 

مسألة الأصناف الأخرى يجيب عنها تاجر في محافظة الجيزة عرض على "اندبندنت عربية" فواتير لسجائر حصل عليها من بعض الشركات بشكل رسمي، وأخرى حصل عليها من تجار آخرين، والفارق في سعر "الخرطوشة" بين ما يحصل عليه من الشركة وغيرها من التجار يصل إلى 200 جنيه وزيادة، لكنه يضطر إليها بحكم قلة المعروض، بحسب حديثه "وتوقفت عن شراء كليوباترا من التجار منذ شهر ونصف شهر تقريباً".

خامات مستوردة

يعود الرئيس التنفيذي لشركة الشرقية للدخان للحديث فيقول إن شركته متأثرة بما تتأثر به الشركات كافة من صعوبة توفير المواد الخام والعملة الأجنبية والاعتمادات "لكننا نسير بخطى جيدة، الإنتاج قل لكن ليس بالقدر نفسه الذي يحدث تلك الأزمة، وإذا حدث نقص في الإنتاج نعوضه في يوم آخر"، لافتاً إلى أن منتج الشرقية للدخان 90 في المئة منه بخامات مستوردة. وحول زيادة المعروض فإن أمان يعتبر أن البائع الذي يحصل على كمية بعينها، إذا زادت لديه تلك الكمية فسيستغلها أيضاً ويبيعها بسعر مرتفع.

ما بين الأطراف كافة يقع المواطن المدخن في حيرة، وما بين باحث عن السيجارة الأكثر شعبية في مصر والباحث عن غيرها والراغب في التوقف عن تدخينها، تعددت مواقف بعضهم في شأن تلك السيجارة.

"يقول المسؤولون إن علينا الإبلاغ عن بائعي سجائر كليوباترا بسعر غير رسمي، ألا يعلم المسؤولون جميعاً أنها مرتفعة عند التجار كافة"؟ يتساءل مصطفى محمد الذي يدخن كليوباترا منذ 15 عاماً لرخص سعرها، وكونها في استطاعة مرتبه، الذي لا يتجاوز 5 آلاف جنيه، والتهم التضخم غير المسبوق منذ سنوات قيمة مرتبه.

قرر مصطفى البحث عن سجائر أرخص من كليوباترا، فوجد أنواعاً مجهولة المصدر، يطلق عليها "سجائر صيني" تباع العبوة الواحدة منها بـ35 جنيهاً، أي أكثر من دولار، وأكثر من سعر علبة الكليوباترا الرسمي بـ11 جنيهاً، "لكنها أرخص من سعرها غير الرسمي بـ20 جنيهاً، أنا أولى بها" يحكي الأب لثلاثة أطفال.

التوقف عن التدخين

ما بين الإصرار على العثور على علبة كليوباترا والبحث عن أرخص، فإن بعضهم قرر التوقف عن التدخين بعد محاولات مستمرة للتوقف باءت بالفشل، لكن ذلك الارتفاع غير المسبوق في أسعار السجائر سواء كليوباترا أو غيرها كان محركاً للتوقف عن التدخين، الذي باتت موازنته من مرتبات بعض منهم تتجاوز بكثير ما كان مقرراً لها من قبل.

"كنت أدخن يومياً، نحو علبة ونصف، أي 36 جنيهاً يومياً، أي 1080 جنيهاً (34.94 دولار) في الشهر، هذا مبلغ كبير لكن حين تصل لـ55 جنيهاً، فإن ذلك يعني 2475 جنيهاً (80 دولاراً)" يحكي رضوان محمد، الذي قرر الامتناع عن التدخين تماماً، إذ إن راتبه في متجر لبيع المنتجات الغذائية لا يتجاوز 6 آلاف جنيه، ولديه طفلان في مراحل التعليم.

على رغم السجال والنقاشات المستمرة في الشارع المصري في شأن السجائر وأسعارها، لا سيما كليوباترا، فإن الأزمة لم تنته بعد، فيما يحذر بعضهم من تفاقمها، وفي الوقت نفسه فإنها باتت في المتاجر عملة نادرة تزيد أسعارها يوماً تلو آخر.

المزيد من تحقيقات ومطولات