Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

27 ألف دولار أجر جونسون في الساعة وحزبه يواجه أزمة تكاليف المعيشة

من الواضح أن بعض ممثلينا المنتخبين يعطون الأولوية بشكل صارخ لمصالحهم الخاصة - ويحق لدافع الضرائب طرح الأسئلة

اشترى بوريس جونسون قصراً بقيمة 4 ملايين جنيه استرليني بعد مغادرته الحكومة العام الفائت (غيتي)

بالنظر إلى ميله إلى الدعاية - وليس كلها جيداً - قد تكونون الآن على دراية بالنائب المحافظ المتعجرف عن دائرة آشفيلد، لي أندرسون.

السيد أندرسون، الذي يطلب من الفقراء تدبر أمورهم بوجبات تكلف 30 بنساً (40 سنتاً)، قال ذات مرة على "فيسبوك": "ليس لديَّ وظيفة ثانية، أحب الوظيفة التي أتولاها بالفعل. نحن نحصل على أجر كبير في مقابل العمل الذي نقوم به وإذا كنتم في حاجة إلى 100 ألف جنيه استرليني إضافية سنوياً، يجب حقاً أن تبحثوا عن وظيفة أخرى".

من المفارقة أنه كان يتحدث حينها عن وجوب عدم حصول النواب على مكاسب مالية من الشركات الخاصة لقاء سعيهم للدفع نحو سياسات معينة (Lobbying)، في حين الآن هو نفسه لديه وظيفة ثانية في محطة "جي بي نيوز" GB News، وهي قناة تلفزيونية هامشية تنتمي إلى تيار "اليمين البديل" [حركة سياسية متطرفة ظهرت في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة والتي تتميز بمعارضتها الاتجاه المحافظ السائد، ووجهات نظره القومية البيضاء والمتطرفة. تستخدم منصات الإنترنت لنشر أيديولوجيتها]، ومن المحتمل أنه يحصل على أجر جيد هناك.

آخر مرة شوهد فيها أندرسون كان يطعم طعاماً مخصصاً للقطط للنجمة السابقة لبرنامج "الممتهن" Apprentice، سيدة الأعمال الناجحة ومواطنته الشمالية ميشيل ديوبيري. أنا متأكد من أن كل واحد من ناخبيه في نوتينغهامشاير أعجبوا بشكل خاص بهذه المشاركة في العملية الديمقراطية. ومن الواضح أن أندرسون، الذي كان يعمل في السابق في مجال تعدين الفحم، لا يزال يؤمن بالعمل الجاد.

يبدو أن عديداً من زملائه النواب - المحافظين بمعظمهم، لكن وأعضاء في أحزاب أخرى أيضاً - يشاركونه ميول النفاق المزعومة للعمل في وظيفة إضافية مدفوعة الأجر في الوقت الذي يدفع له بسخاء من قبل دافعي الضرائب للقيام بوظيفة ذات دوام كامل. يسلط أحدث استطلاع أجرته محطة "سكاي نيوز"، في سلسلتها "حسابات وستمنستر"، الضوء على مدى الربحية التي يمكن أن يحققها عمل كهذا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما بسوء نية قليلاً، لكن ليس دون مبرر، احتسبت المحطة الأجر عن كل ساعة لقاء بعض هذه المكاسب (المعلنة صراحة)، واستناداً إلى قيمتها النقدية، جرى التوصل إلى نتيجة محبطة إلى حد ما مفادها أن ليز تراس [رئيسة الوزراء السابقة] تحصل على ما يعادل 15 ألفاً و700 جنيه استرليني (20 ألف دولار أميركي) في الساعة لقاء نصائحها عديمة الفائدة حول الوضع في العالم.

هذه في الواقع قيمة جيدة جداً، بالنظر إلى عبء الـ51 مليون جنيه في الساعة الذي حملته لدافعي الضرائب نتيجة تفجير سوق السندات الحكومية من طريق الخطأ العام الماضي (بناء على خسارة 30 مليار جنيه استرليني، وعمل ليز بجد لمدة 12 ساعة يومياً خلال الأيام الـ49 التي قضتها في منصبها). وهذا يشمل 20 ألف جنيه في الساعة حصلتها في مقابل الذهاب إلى تايوان لتخبرهم بما يريدون سماعه.

الأقل إثارة للصدمة (على رغم أنه أكثر فظاعة) هو بوريس جونسون، الذي يتقاضى 21 ألفاً و882 جنيهاً في الساعة، في مكاسب نعلم جميعاً أنها ذهبت بسهولة لتسديد ثمن قصر جميل بقيمة أربعة ملايين جنيه استرليني في الريف والرسوم الدراسية للأبناء المؤهلين.

الأقل شهرة قد تكون فيونا بروس، على رغم أنها شخص أجده مثيراً للاهتمام في شكل خاص. ليست فيونا بروس "تلك"، التي اشتهرت بتقديم برنامج "عرض التحف الجوال" Antiques Roadshow وبرنامج "وقت الأسئلة" Question Time المتعثر. فـ "بروس" تتقاضى 400 ألف جنيه استرليني فقط من "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) لقاء أنشطتها الإذاعية، وهو كثير. لا، أنا أتحدث عن فيونا بروس النائبة، الممثلة الموقرة، والمفترض أنها ميسورة، لمنطقة كونغلتون في تشيشاير.

وفق "سكاي"، تعادل التبرعات والهدايا والمدفوعات وغيرها من المزايا البالغ عددها 35 والتي أعلنتها السيدة بروس حتى الآن ما يقرب من 834 ألفاً و700 جنيه استرليني منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، هذا نحو 240 ألف جنيه استرليني سنوياً، بالتناسب، إضافة إلى أجرها في البرلمان والبالغ 84 ألفاً، إضافة إلى البدلات والحانات والمطاعم المدعومة وعديد من الامتيازات الأخرى.

إن بعضاً من أكثر النواب "قيمة" لدينا لا يقضون كثيراً من الوقت في البرلمان. الروائية الناجحة نادين دوريس، النائبة وقت كتابة هذا التقرير عن ميد بدفوردشاير، تقضي وقتاً قليلاً نسبياً في مجلس العموم. ومع ذلك، لديها برنامج حواري منتظم على "توك تي في" (لقاء أجر غير معلن) وسرعان ما ستصدر كتاباً آخر، "المؤامرة: الاغتيال السياسي لبوريس جونسون" (لقاء مقدم غير معلن).

ويوصف الكتاب بأنه "حكاية مذهلة بشكل لا يصدق لكيانات مؤثرة غير خاضعة للمساءلة تعمل وراء الكواليس، والتي أدت في النهاية إلى سقوط رئيس الوزراء [جونسون]". مثل كتاب هيو تريفور-روبر المتميز ببحوثه الدقيقة، "الأيام الأخيرة لهتلر"، أو كتاب ودوارد وبرنشتاين عن نهاية رئاسة نيكسون، من المحتم أن يصبح عملاً كلاسيكياً من صنف الأعمال المخصصة لسقوط الزعماء.

أنا أستطرد، لكن النقطة الرئيسة هنا هي أنه من الواضح أن بعض ممثلينا المنتخبين يعطون الأولوية بشكل صارخ لمصالحهم الخاصة، ويحق لدافعي الضرائب طرح الأسئلة - ولا سيما أولئك الذين يواجهون عديداً من التحديات في تلبية حاجاتهم الرئيسة مثل دفع الرهن العقاري أو تدفئة منازلهم أو حتى إطعام أنفسهم.

وكما نحن على وشك أن نكتشف، هم يدللون أنفسهم أيضاً بعطلة لمدة ستة أسابيع في الصيف، إضافة إلى بضعة أسابيع إضافية لكل منهم في عيد الفصح، وفي مايو (أيار)، وفي العنصرة (Whit Sunday)، وفي عيد الميلاد. لا شك في أن كثيراً من العمل الخاص بالدوائر الانتخابية يجري في هذه العطل، فضلاً عن رحلات تقصي الحقائق التي لا تفوت في الخارج - لكنه بعيد كل البعد عن ترتيبات العمل العادية لناخبيهم الذين يعانون ضغوطاً شديدة.

وتحتسب معاشات أعضاء البرلمان التقاعدية وفق شروط تتعلق بالرواتب النهائية - هو ترف نادر الآن - وتحدد أجورهم هيئة مراجعة مستقلة لكن متعاطفة معهم، وبعيدة كل البعد عن قوى السوق. وغني عن القول، أن لا علاقة لذلك كله بالأداء. حتى مع وجود ناخبين متقلبين، هم يتمتعون بأمان وظيفي أكثر من معظم الناس، ومع دعم سكني لا يزال كبيراً، لا يحتاجون إلى القلق كثيراً في شأن معدلات التضخم والرهن العقاري وأزمة كلف المعيشة التي يديرونها. إن "فقاعة وستمنستر" عبارة مبتذلة، لكن هناك مبالغة كبيرة إلى حد ما على صعيد الانفصال عن الواقع واستحقاق المستحقات.

في وقت يكون فيه السلوك المؤسف لبعض النواب تحت التدقيق مرة أخرى، من المفيد كثيراً لهم ولأولئك الذين يخدمونهم إذا جرى توحيد للمعايير. ينبغي منحهم ما يشبه عقد عمل، ومتطلبات حضور، واستحقاقات إجازة عادية (أربعة أسابيع في السنة، مثلاً)، وبرامج تقاعدية يسهمون في تغذيتها قبل التقاعد.

كذلك يجب أن يكونوا مسؤولين أمام هيئة تنظيمية مستقلة - نوع من إدارة الموارد البشرية البرلمانية - يمكن أن تتعامل أيضاً مع "المسائل" التي تنشأ في بعض الأحيان مع الأشخاص غير المنضبطين.

أو يمكنهم الاستمرار في ركوب قطار المال السهل، وكسب النقود. ماذا تعتقدون بأنهم سيختارون؟

© The Independent

المزيد من متابعات