Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التنافر الأميركي - الروسي يجد مكانا له في اجتماع "آسيان"

بلينكن يتهم لافروف بحمل رؤية سلبية للأمور ويطلب تمديد اتفاق تصدير الحبوب

ملخص

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من جاكرتا إلى تحقيق الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والحفاظ على الملاحة في بحر الصين الجنوبي والشرقي بما في ذلك مضيق تايوان

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة أن نظيره الروسي سيرغي لافروف لم يقدم سوى رؤية سلبية للأمور خلال محادثات في جاكرتا مع ممثلي دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وصرح بلينكن لصحافيين إثر الاجتماع بأن مشاركة لافروف لم تكن "بناءة ولا مثمرة"، لافتاً إلى أنه قدم "عرضاً وجدول أعمال سلبيين بالكامل"، مضيفاً أن وزير الخارجية الروسي "ينسب كل مشكلة في العالم إلى الولايات المتحدة".
وكان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل صرح خلال وقت سابق في أعقاب محادثات "رابطة آسيان" أن "لافروف رد عليّ بعدائية كبيرة وشرح وجهة نظره قائلاً إن كل شيء هو مؤامرة غربية، وإن الحرب ستستمر لأن روسيا ليست مستعدة على الإطلاق لوقف العدوان وسحب قواتها".
وطالب بلينكن موسكو بتمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الذي ينتهي مفعوله الأسبوع المقبل بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين وافق على الأمر.
وحذر بلينكن من أن العالم النامي سيعاني إذا لم يحصل ذلك، وقال "إذا مضت موسكو في تنفيذ تهديدها فإن الدول النامية ومن بينها تلك الواقعة في المنطقة، ستدفع الثمن بارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن زيادة ندرة الأغذية".
وقال الرئيس التركي الجمعة إن بوتين وافق على تمديد مفاعيل الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية لتخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية التي أثارها غزو موسكو لأوكرانيا.
ولم تؤكد روسيا بعد موافقتها على تمديد مفاعيل الاتفاق، فيما لوح بوتين مراراً بعدم تجديده بسبب العقبات التي تعترض صادرات موسكو.
وقال أردوغان في تصريح للصحافيين "نتهيأ لاستقبال بوتين في أغسطس (آب) ونتفق على تمديد مفاعيل اتفاق ممر الحبوب في البحر الأسود".
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لصد أي عدوان تنفذه كوريا الشمالية، غداة إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة جديدة ناجحة على صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب.
والتقى بلينكن وزيري خارجية اليابان وكوريا الجنوبية في اجتماع مشترك على هامش "قمة آسيان"، ونددوا بما اعتبره بلينكن "استفزازات من بيونغ يانغ".
وأشار وزير الخارجية الكوري الجنوبي بارك جين إلى أن التجربة الصاروخية حصلت خلال مفاوضات لمسؤولي القوى الإقليمية في جاكرتا، إذ أرسلت كوريا الشمالية مندوباً عنها.
وقال بارك، "ما تفعله كوريا الشمالية يتعارض تماماً مع توقعات المجتمع الدولي".

ضد الإكراه

وكان بلينكن، تعهد بالعمل مع دول جنوب شرقي آسيا ضد "الإكراه"، في إشارة بالكاد تكون مبطنة إلى الصين، بينما حذرت إندونيسيا المضيفة لاجتماع رابطة "آسيان" من تحويل المنطقة إلى ساحة للخصومات العالمية.

والتقى بلينكن وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" بجاكرتا، في اجتماع ضم كبير دبلوماسيي الصين وروسيا، أكبر خصمين للولايات المتحدة.

وغداة محادثاته الأخيرة مع الصين في شأن إدارة الخلافات بين القوتين، أطلق بلينكن إشارة لا تكاد تكون مبطنة إلى المخاوف المشتركة مع كثيرين في المنطقة في شأن بكين.

وقال بلينكن لوزراء خارجية دول الرابطة "نتشارك رؤية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ تكون حرة ومنفتحة ومزدهرة وآمنة ومتصلة ومرنة". وأضاف "هذا يعني منطقة يكون فيها للبلدان الحرية في اختيار مساراتها الخاصة وشركائها ويتم التعامل فيها مع المشكلات بانفتاح وليس من خلال الإكراه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه الوزير الأميركي إلى ضرورة "الحفاظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي والشرقي والحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتصاعدت الخلافات منذ سنوات بين بكين ودول جنوب شرقي آسيا ولا سيما فيتنام والفيليبين بسبب مطالبة الصين بالجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي.

كما تزايدت الحوادث البحرية والتوتر في شأن تايوان الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضي البر الصيني ولا تستبعد السيطرة عليها بالقوة إذا احتاج الأمر.

تحذير إندونيسي

لكن إندونيسيا الدولة المضيفة للاجتماع حذرت من أن الرابطة لا يمكن أن تصبح ساحة معارك مع تصاعد التوتر ليس فقط بين الولايات المتحدة والصين بل بسبب غزو روسيا أوكرانيا أيضاً.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي لوزراء خارجية الرابطة التي تضم 18 دولة ويجتمعون بحضور الولايات المتحدة والصين وروسيا إلى جانب اليابان والهند وأستراليا "يجب ألا تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ ساحة معركة أخرى". وأضافت "يجب أن تبقى منطقتنا مستقرة ونعتزم الحفاظ عليها على هذا النحو".


وتشهد الاجتماعات عادة مناقشات حادة بين القوى الكبرى، لكن الولايات المتحدة والصين تعملان على منع الخلافات من الخروج عن السيطرة.

والتقى بلينكن مساء الخميس لأكثر من ساعة ونصف الساعة رئيس السياسة الخارجية الصيني وانغ يي بعد أقل من شهر على زيارة نادرة قام بها وزير الخارجية الأميركي إلى بكين.

وقال مسؤول أميركي إنه أبلغ وانغ أن واشنطن ستحاسب القراصنة بعدما حمل مسؤولون أميركيون جهات تدعمها بكين باختراق حسابات البريد الإلكتروني لعدد من مؤسسات الحكومة الأميركية.

دعوة صينية

من جهته حث رئيس السياسة الخارجية الصيني وانغ يي واشنطن على "العمل مع الصين في الاتجاه نفسه" لتحسين العلاقات ووقف التدخل في شؤون الصين، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية الجمعة.

لكن بلينكن حذر المسؤول الصيني من أن واشنطن ستحاسب "المسؤولين" عن هجوم سيبراني على هيئات الحكومة الأميركية، الذي يزعم أن مصدره صيني.

فيما دعا وانغ الولايات المتحدة إلى الكف عن التدخل في الشؤون الصينية. وقالت الخارجية الصينية إن "يي عرض موقف الصين الحازم تجاه مسألة تايوان وحث الولايات المتحدة على تجنب كل تدخل في الشؤون الداخلية الصينية".

وحث يي واشنطن على "الكف عن إيذاء الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وعلى رفع العقوبات غير القانونية وغير المبررة ضد الصين".

وتصاعد التوتر بين البلدين في السنوات الأخيرة بسبب مواضيع عدة من بينها التجارة والتكنولوجيا والدعم العسكري الأميركي لتايوان والوجود المتزايد لبكين في بحر الصين الجنوبي وعلاقتها القوية مع موسكو.

وأشارت الوزارة إلى أن النقاش بين الوزيرين لم يسهم بتقدم كبير لكنه كان "صريحاً، براغماتياً وبناءً"، لافتة إلى أن الطرفين "اتفقا على متابعة التواصل".

ازدادت المبادلات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين في الأسابيع الأخيرة، من زيارة بلينكن وزيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين والزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري.

بلينكن ولافروف

سعت الولايات المتحدة إلى زيادة التواصل مع الصين لكن بلينكن تجنب أي اتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حتى بالنظر.

وهي المرة الأولى التي يوجد فيها بلينكن ولافروف في قاعة واحدة منذ اجتماع مجموعة العشرين في نيودلهي في مارس (آذار) الماضي عندما تبادلا حديثاً قصيراً على هامش اللقاء.

ويرى مسؤولون أميركيون أن روسيا ليست مهتمة فعلياً بالدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفي المقابل تكثف القوى الغربية دعمها العسكري لكييف.


وأثار النهج الأميركي بعض القلق لدى عدد من الدول النامية التي رفض بعضها مثل الهند وجنوب أفريقيا إدانة روسيا.

ودعا بلينكن خلال الاجتماع إلى "سلام عادل ودائم في الحرب العدوانية الروسية" في أوكرانيا.

في المقابل، وفي حوار مع وسائل إعلام إندونيسية نشر خلال الأسبوع الجاري، قال لافروف إن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي حتى تتخلى الدول الغربية عن مساعيها لإنزال "الهزيمة" بروسيا.

مناقشات ساخنة

وبين هذا وذاك، هيمنت الأزمة في ميانمار على محادثات "آسيان"، فقد رفضت الكتلة دعوة المجموعة العسكرية الحاكمة في البلاد بعدما استولت على السلطة في فبراير (شباط) 2021. وكان مقعد ميانمار فارغاً حول الطاولة بينما دعا بلينكن إلى ممارسة مزيد من الضغوط على العسكريين.

وقال بلينكن "يجب أن نضغط على النظام العسكري لوقف العنف وتنفيذ اتفاق آسيان المكون من خمس نقاط ودعم العودة إلى الحكم الديمقراطي".

وكانت الرابطة توصلت إلى خطة سلام من خمس نقاط قبل عامين مع العسكريين الحاكمين لكنها لم تنفذ بعد.

لكن تايلاند جارة ميانمار تحركت بمعزل عن الكتلة عبر التواصل مع المجموعة العسكرية هناك. وقال وزير خارجيتها إنه تمكن أيضاً من لقاء الزعيمة المدنية المخلوعة أونغ سان سو تشي الأحد.

أما وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء فذكرت أن وزير الخارجية بارك جين اجتمع مع نظيره الصيني وانغ يي في جاكرتا اليوم على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان".

وتوترت العلاقات بين البلدين بعد أن أدلى السفير الصيني بتصريحات الشهر الماضي قال فيها إن كوريا الجنوبية اتخذت قراراً خاطئاً بالانحياز إلى الولايات المتحدة ضد الصين.

وسارعت جزر سليمان إلى الحديث عن أن الاتفاقية المبرمة مع بكين لا تشكل "تهديداً" لمنطقة المحيط الهادئ، رافضة مخاوف عبرت عنها القوى الغربية.


ووقع رئيس الوزراء ماناسيه سوفاغاري هذا الأسبوع سلسلة من الاتفاقيات مع بكين خلال زيارة له للصين، منها اتفاقية تعاون في مجال الأمن. وتسمح هذه "الخطة التطبيقية" لبكين بتوسيع حضورها الأمني في بلد في طور النمو حتى 2025.

وأعربت الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا عن قلقها في شأن الخطة، وحثت بكين على نشر التفاصيل.

بدورها ردت حكومة جزر سليمان مطالبة المنتقدين بـ"احترام سيادتنا وحقنا في اتخاذ قراراتنا بأنفسنا".

وأشار المتحدث باسم سوفاغاري إلى أن الاتفاقية ستسد الثغرات الأمنية التي فضحتها أعمال الشغب العنيفة المناهضة للحكومة التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ودمر خلالها قسم كبير من الحي الصيني في العاصمة هونيارا.

ولفت إلى أن الاتفاقية ستغطي مجالات مثل التدريب على استخدام طائرات من دون طيار والأمن السيبراني وتوريد المعدات.

وأعلمت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي بموقفها "بشأن الأمن في المحيط الهادئ"، وذلك خلال لقائها به الليلة الماضية على هامش قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" على مستوى وزراء الخارجية.

ونفت الصين وجزر سليمان إمكانية أن تؤدي الاتفاقية إلى إنشاء قاعدة بحرية صينية دائمة، فيما لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق.

المزيد من دوليات