Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينتج تحرك القوى المدنية السودانية في الخارج وقفا للحرب؟

يعول بعضهم على توافر الإرادة لدى طرفي الصراع لوقف القتال وإيصال المساعدات والذهاب إلى التفاوض من دون الحاجة لتدخل أممي

موسيفيني مستقبلاً وفد القوى المدنية السودانية في مدينة عنتيبي في 4 يوليو الحالي (صفحة موسيفيني على تويتر)

ملخص

تقول بعض القوى المدنية إن جهودها مع طرفي القتال متواصلة ولم تنقطع أبداً لكن هذا الأمر يحتاج إلى إسناد خارجي

بدأ وفد من القوى المدنية السودانية تحركاً خارجياً يسعى إلى وقف الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي وإيجاد حل سياسي شامل وعادل يقود إلى تكوين جيش واحد قومي ومهني، فضلاً عن استعادة التحول المدني الديمقراطي وتحقيق السلام المستدام.

واستهل الوفد لقاءاته باجتماع مع رئيس أوغندا يوري موسيفيني الذي وعد بإجراء اتصالات بقيادتي طرفي الصراع، قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) من أجل حثهما على اعتماد الحل السياسي السلمي، إضافة إلى بذل كل ما من شأنه مساعدة السودان في الخروج من أزمته الخطرة وعودة السلام والاستقرار في أنحائه.

لكن كيف ينظر المراقبون إلى هذه الخطوة، وهل بإمكانها أن تثمر وقفاً للحرب المشتعلة في الخرطوم؟

حشد الإرادة

يقول عضو مجلس السيادة السوداني السابق، القيادي في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) محمد الفكي سليمان إن "الهدف من هذا التحرك هو حشد الإرادة الخارجية من خلال الدول الصديقة والأخرى التي لها تأثير كبير في مجريات السياسة السودانية لتزيد من جهودها لوقف الحرب ومآلاتها"، وأضاف "بدأنا تحركنا بمحطة أوغندا نظراً إلى ارتباط الرئيس يوري موسيفيني منذ زمن طويل جداً بالقضية السودانية ولديه معرفة لصيقة بشؤون السودان وزعاماته وتركيبته السكانية والقبلية والجهوية، إذ أكد لنا خلال اللقاء أنه لا بد من وقف الحرب فوراً وضرورة الترتيب لانتخابات عامة تأتي بموجبها قيادة شرعية تحكم البلاد، على أن تتم مناقشة بقية القضايا الأخرى ما بعد الانتخابات، إضافة إلى أهمية إجراء مصالحة وطنية شاملة وإبراء الجراح لأن الأحداث التي مر بها السودان عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 وحتى اللحظة كانت كبيرة، بدءاً من فض اعتصام القيادة العامة وانقلاب الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 واندلاع الحرب الحالية، ووعد بتكثيف دوره من خلال منبري ’إيغاد‘ والاتحاد الأفريقي".

وتابع "ستشمل محطاتنا المقبلة إثيوبيا لدورها المعروف والفاعل سواء لناحية الجهود الذاتية لقيادتها أو من خلال الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى كينيا وتشاد وجنوب السودان وغيرها، فضلاً عن زيارة عدد من الدول العربية التي لها علاقات مؤثرة وبإمكانها الإسهام في إيجاد حلول تؤدي إلى إنهاء الحرب واستقرار السودان".

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير إن "جهودنا مع طرفي القتال متواصلة ولم تنقطع أبداً ونتحدث إليهما بصورة يومية، لكن هذا الأمر يحتاج إلى إسناد خارجي وتدخل بالآليات السياسية المعروفة، إضافة إلى دور المنظمات الأفريقية وأصدقائنا من دول الجوار وغيرهم. ولم نتحدث إطلاقاً عن تدخل قوات إقليمية أو دولية، فما زال الأمل معقوداً على إنهاء هذا الصراع بالحل السلمي، ونحن نفضل ذلك ونعتقد بأنه الحل الأمثل الذي يمكن أن يحافظ على بلادنا".


وضع استثنائي

بدوره، أوضح مساعد رئيس حزب الأمة القومي السوداني للشؤون الولائية عبدالجليل الباشا أن "الحرب وضع استثنائي فرضته خلافات محددة بين الجيش والدعم السريع كان ينبغي أن تحل بالحوار، وعلى أي حال انفجر هذا القتال بأفعال وأسباب كثيرة جداً، لكن الأصل في المسألة عملية الحل السياسي، وبما أن السودان جزء من المجتمعَين الدولي والإقليمي، بالتالي فإن لبعض الدول تأثيراً كبيراً جداً في مجريات الأحداث في البلاد. ومن هذا المنطلق يأتي تحرك القوى السياسية باتجاه هذه الدول بهدف تنويرها عن واقع السودان وضرورة أن تلعب دوراً كبيراً جداً في وقف الحرب، وشرح المأساة التي يعيشها السودانيون من جراء هذه الحرب، والإسهام في علاج الأزمة بشكل نهائي يقود إلى حكم مدني ديمقراطي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وواصل الباشا "لا أعتقد بأن الجهود الداخلية فشلت، لكن من المعلوم أن العالم أصبح الآن قرية واحدة، مما يجعل السودان يؤثر ويتأثر بما يجري حوله، لذلك فإن الحديث إلى دول الجوار الأفريقي وغيرها من دول المنطقة والغرب هو تحرك في الاتجاه الصحيح لأن هذه الدول بإمكانها أن تسهم بشكل فاعل في إنهاء هذا الصراع طالما أن السودان عضو في المنظمات الدولية والإقليمية، بالتالي يفترض أن تتكامل الجهود الداخلية مع الجهود الخارجية من أجل تحقيق رغبة الشعب السوداني وأهدافه في التحول المدني".

وأردف "إذا توافرت الإرادة السودانية وتوحدت حول وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية والذهاب إلى طاولة التفاوض لن تكون هناك حاجة لتدخل أممي، لكن كان يجب في ظل هذا الواقع أن يستجيب طرفا الصراع إلى صوت العقل بإيقاف القتال وهو ما ظل ينادي به الشعب السوداني منذ اليوم الأول لانطلاق هذه الحرب التي أثرت كثيراً في البلاد والمواطنين في ضوء ما نشاهده من دمار للبنى التحتية ونزوح للسكان داخلياً وخارجياً بأعداد كبيرة قاربت 3 ملايين شخص".

وتابع مساعد رئيس حزب الأمة القومي، "لذلك فإن المنطق يقول بأن تتحرك القوى السياسية لتخاطب المجتمعين الإقليمي والدولي حتى تتوحد كل الجهود لتنفيذ الإرادة السودانية بوقف إطلاق النار الدائم وإنهاء هذا النزاع وتحقيق السلام والاستقرار في السودان، خصوصاً أنه اتضح جلياً أن توازن القوة على أرض الواقع لا يمكّن طرفاً من هزيمة الآخر، بالتالي لا بد من اقتناع الطرفين وموافقتهما على الذهاب إلى المفاوضات للتوصل لحل سياسي يعيد البسمة والأمل إلى جموع السودانيين في الاستقرار".

مبادرات قائمة

وبرزت مع اندلاع هذه الحرب مبادرات محلية ودولية وإقليمية داعية إلى إيقافها، أبرزها الوساطة السعودية- الأميركية التي جمعت ممثلي طرفي النزاع في مدينة جدة، حيث تم التوصل إلى أكثر من 10 اتفاقات لوقف موقت لإطلاق نار (هدن) لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المواطنين الذين يعانون نقصاً في الغذاء، إضافة إلى استعادة تشغيل المستشفيات التي خرج معظمها من الخدمة، لكن عدم التزام الطرفين المتحاربين بما تم الاتفاق عليه وخرق وقف إطلاق النار أديا إلى تعليق الوساطة نشاطها الشهر الماضي.

وهناك مبادرة الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" التي اعترضت الخرطوم على وجود كينيا ضمن اللجنة الرباعية فيها إلى جانب إثيوبيا وجنوب السودان وجيبوتي، بحجة أن نيروبي طرف غير محايد في الصراع السوداني، بحسب الخارجية السودانية.

المزيد من متابعات