Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النزعة الأنانية المشروعة لا تلغي احترام القيم الإنسانية العليا

هل يفرض الفعل الأخلاقي أن يتنكر البشر لذاتهم ويخونوا مصلحتهم ويخالفوا مطلب السعادة؟

فلسفة الأخلاق مدار نقاش في العصر الإغريقي (متحف الفن الإغريقي)

ملخص

هل يفرض الفعل الأخلاقي أن يتنكر البشر لذاتهم ويخونوا مصلحتهم ويخالفوا مطلب السعادة؟

تعود الناس أن يربطوا الفعل الأخلاقي بالتخلي عن الأنا وفي ظنهم أن الاعتناء بالذات أمر مستكره. ما إن ينشط الكلام عن الأنا حتى يعتقد الناس بأنهم يواجهون ضرباً من ضروب الإفراط في حب النفس والإعجاب بها. ليست الأنانية مصيراً حتمياً يغلق على الأنا، ذلك أن الإنسان الذي يروم أن يسلك مسلكاً أخلاقياً لا يستطيع أن يجند نفسه ويحشد طاقته إلا إذا استند إلى ذاتيته الحميمة. كيف لنا، والحال هذه، أن نقف ذواتنا على خدمة الآخرين ما دمنا لا نستطيع أن نتكل على ذواتنا؟ من أين لنا أن نحصل على السند المكين حتى نلتزم قضايا الإنسان الآخر؟ أفليس في الذات الإنسانية مصدر الطاقة الإيجابية؟

تعريف محبة الذات

لا بد، في بادئ الأمر، من التمييز بين تصورين في الأخلاق، يعاين الأول فيها أنظومة من القيم تتيح لي أن أسلك مسلكا ًمبنياً على معايير الخير والشر، في حين أن الثاني يضع الأخلاق في منزلة الإرشاد المسلكي الذي يلائم طبيعة كياني الذاتية، بحيث يكف المعيار عن الخضوع لمبدأ التمييز بين الخير والشر ويضحي مقترناً بما هو صالح وفاسد، لا سيما في وضعيتي الشخصية الخاصة. أما حب الذات، فمقولة وجودية تفترض أن الإنسان يجب أن يعتني بكيانه ويصون مقتضيات اتزانه الشخصي ويراعي مقتضيات نموه الذاتي ويستثمر طاقات وعيه استثماراً فطناً يهتدي بالخصوصية الفريدة التي انفطر عليها هذا الإنسان أو ذاك، بيد أن واجب حب الذات قد ينطوي في بعض الأحيان على اختيارات استنسابية تجعلني أولي مصالحي الخاصة مقام الصدارة. معنى ذلك أن الواجب الأخلاقي يفرض علي أن أعتني بذاتي اعتناء حريصاً على تنمية مواهبي وتعزيز قدراتي وتمكيني من تحقيق طموحاتي الشرعية. في هذا السياق، يمكننا القول إن الذات تختزن مجموع المواهب والطاقات والمصالح والمشاريع الأنانية الضرورية الصالحة.

ومن ثم، ينشأ السؤال من ضرورة التوفيق بين ما تختزنه الذات من قوام أناني شرعي وما تقتضيه الأخلاق من احترام القيم الإنسانية العليا. فهل حب الذات حباً شرعياً يناقض الروحية الأخلاقية؟ هل يستوجب الفعل الأخلاقي الصريح إنكار الذات والإعراض عن الأنا والتخلي عن القوام الشخصي هذا؟ هل يجب علي أن أضحي بمصالحي الخاصة حتى أسلك مسلكاً أخلاقياً شرعياً؟ من هذه الأسئلة ينبثق سؤال خطر، أفلا يضحي الفعل الإنساني أخلاقياً إلا بشرط الاعتناء الحصري بمصالح الآخرين؟ في جميع الأحوال، ينبغي أن نبين كيف يمكننا أن نرعى مصالح الآخرين حين نهمل ذواتنا ونكف عن الاعتناء بحياتنا ونبطل كل مشاريعنا ونعطل كل مصالحنا. أفليست المحبة الحكيمة تبدأ برعاية الذات قبل الانتقال إلى حقل خدمة الآخرين؟

الرأي الأول: الأخلاق تخالف منطق الاعتناء بالذات

منذ أقدم الأزمنة استقر في أذهان الناس أن الفعل الأخلاقي يستلزم نكران الذات والتضحية بالمصالح الأنانية. السلوك الأخلاقي يخالف الحرص الأناني على تعزيز مقام الذات وصون المصالح الشخصية. كان الفيلسوف الألماني كانط (1724-1804) يتكل على العقل لكي يفصل بين الخير والشر، إذ إن العقل، في نظره، ملكة فطرية تتيح للإنسان العاقل أن يحارب أهواءه ويناهض غرائزه ويخالف ميوله، حتى لو ثبت أن بعضاً من غرائز الحياة تنبض فينا نبض الحرص على إبقائنا في الوجود. من الضروري، والحال هذه، أن نميز في غريزة الحياة ما يساعدنا في صون وجودنا الفردي، فنفصله عن مصالحنا الأنانية الضيقة ونجرده من مسوغاته المنفعية الرخيصة.

إذا كان الأمر على هذا النحو، فإن السلوك الأخلاقي يقتضي الإصغاء إلى صوت العقل الذي يصدح بالاستقامة والصلاح، ذلك بأن القانون الأخلاقي مزروع فينا زرعاً أصلياً، بحيث يتجلى في وحدته الائتلافية التي يشترك فيها جميع الناس. ما دام الناس مفطورين على التعقل، فإن هذا القانون واحد للجميع من غير استثناء. العقلاء متخلقون فطرياً بأخلاق الرفعة. من جراء ذلك تتصف القواعد الأخلاقية بالصفة الكونية، إذ إنها تفرض طابعها العقلاني العام على جميع الكائنات البشرية العاقلة بمعزل عن مصالحهم الفردية المتعارضة المتناقضة. لنضرب مثالاً وجيزاً على كونية القاعدة الأخلاقية التي صاغها كانط على هذا النحو، إفعل فعلاً أخلاقياً يعامل الناس معاملة الغاية الجوهرية، لا الوسيلة الانتفاعية. من الواضح أن مثل هذه القاعدة المستخرجة من طبيعة العقل العملي تصلح في جميع الأوضاع والأحوال والقرائن.

فضلًا عن ذلك، تستوجب الأخلاق الحميدة أن ينعقد الفعل الأخلاقي على طلب الفضيلة، فليس يكفينا أن نسلك مسلكاً أخلاقياً يراعي مقتضيات العقل المزروع فينا فيعرض عن مصالحنا الذاتية، بل يجب علينا أن نطلب الواجب بحد ذاته، من غير أن نطمح إلى غاية أخرى مكتومة. عندما أسعف إنساناً جريحاً في الشارع، أتخلى عن مصلحتي الخاصة التي تفرض علي الإسراع إلى مركز عملي. فأجعل الناس يكبرون في رفعة أخلاقي، ولكني في حقيقة الأمر أمني النفس باعتراف علني وإكرام جماعي أحظى بهما بفضل الخدمة التي قمت بها. في هذه الحال، تسقط، بحسب كانط، الصفة الأخلاقية، إذ إن الدافع الأساسي غير أخلاقي، على رغم مادية الفعل الأخلاقي وموضوعيته العلنية.

في هذا السياق، يميز كانط بين تصرفين، تصرف الإنسان الذي يفعل فعل الواجب (aus Pflicht)، وتصرف الإنسان الذي يفعل ما يقتضيه الواجب (pflichtgemäß). من يفعل فعل الواجب يعتنق الأخلاق اعتناق الاقتناع المطلق، فيحب فعله الأخلاقي لما ينطوي عليه من رفعة وسمو. ومن ثم، لا ينتظر إنسان أخلاق الواجب أي مكافأة أو مديح أو ترقية. أما الإنسان الذي يفعل ما يقتضيه منه الواجب، فيتصرف تصرفاً أخلاقياً وفقاً لما يمليه عليه عقله، من غير أن يقصي مصلحته الأنانية التي تجعله يحاذر التأديب القانوني في حال المخالفة أو ينتظر الاعتراف الإكرامي في حال الأداء المسلكي السليم، لذلك لا يجوز أن ننعت هذا التصرف بالأخلاقي، إذ إن دوافعه تخالف مبدأ الواجب المحض.

وعليه، يجب الإقرار بأن الفعل الأخلاقي في جوهره منزه عن كل مصلحة ذاتية، لا بل عن كل مصلحة على وجه الإطلاق. لا يكتفي الواجب الأخلاقي بمعارضة المنفعة الأنانية، بل يحارب كل ضروب المنفعة، إذ لا يجوز أن أصون هذا الواجب صون من يسعى إلى تعزيز مصلحة الآخرين. ليست الأخلاق سعياً إلى المصلحة، سواء مصلحة الذات أو مصلحة الآخر، بل اجتهاد في احترام الواجب احتراماً مطلقاً. محبة الواجب تعني أن ما يدفعني إلى الفعل الأخلاقي إنما هو حصراً إرادة الخضوع الطوعي للقانون الأخلاقي. ومن ثم، يمكن القول إن هذا الفعل في جوهره مبني على التضحية النكرانية التي ترفض الائتمار بأي أمر آخر غير صون الواجب حتى يحقق الإنسان دعوة طبيعته العقلية.

الرأي الثاني: الأخلاق تستوجب الاعتناء بالذات

من الواضح أن الإفراط في طلب النكران الذاتي يفضي إلى إلغاء الأنا وإزهاق الطاقة الإيجابية التي يحتاج إليها الإنسان لكي يضطلع بواجبه الأخلاقي. إذا فرض علي، لكي يكون مسكلي أخلاقياً، أن أضحي بذاتي وأتنكر لقوامي الخاص وأبطل كل رغبة شرعية تنفعني في تعزيز طاقتي الوجودية، فإني ماضٍ لا محالة إلى الانحلال والزوال. في هذه الحال يتعطل الفعل الإنساني برمته، النظري منه والعملي، لذلك يسأل الناس هل يمكن الإنسان الفرد أن يسلك مسلكاً منزهاً عن كل منفعة على الإطلاق؟ هل يجوز أن أضع الفضيلة غاية الفعل الأخلاقي من غير أن أخضع هذا الفعل لغاية غير غاية الواجب؟ إذا كان الهدف اكتساب الفضيلة، فإن الفعل الأخلاقي يكف عن الائتمار بالواجب المحض ويضحي خاضعاً لأمر يخالفه، ولو على سبيل التمييز بين المفاهيم، إذ إن احترام الواجب مفهوم يختلف عن طلب الفضيلة. أما السؤال الأخطر، فيستفسر عن الجدوى الأخلاقية التي يجتنيها المرء من فعل التضحية بالذات. أين البعد أو المعنى الأخلاقي في إلغاء الذات، لا سيما حين تنطوي على طاقات إيجابية من الوهب المجاني البناء؟

إذا أمعنّا النظر في طبيعة الفعل الإنساني، أدركنا أنه مفطور على المنفعة، منفعة الذات ومنفعة الآخرين. يستحيل علينا أن نتصور فعلاً أخلاقياً مجرداً من كل أثر طيب في حياة الناس. حين يتأمل الإنسان في ما تسنه الأديان من

قواعد وأحكام وإرشادات أخلاقية، يجد أن الغاية القصوى اجتناب الشر وصنع الخير من أجل اكتساب الفضيلة والفوز بالسعادة الأبدية. صحيح أن المؤمن، في المدى المنظور، لا يحظى بأي أجر سماوي، ولكنه يحيا على رجاء بلوغ الجنة في اليوم الأخير. ومن ثم، إذا سلك المؤمن سلوك الائتمار بالواجب الأخلاقي خوفاً من الجحيم وطمعاً بالجنة، فإن فعله غير أخلاقي، أي مبني على منفعة مؤجلة قد تكتسب بعضاً من التسويغ الشرعي. أما الالتزام الأخلاقي المبني على الإيمان القويم، فيقتضي أن يصنع المؤمن الخير بمعزل عن يوم الحساب.

ثمة دليل آخر على استحالة الفعل الأخلاقي المستند إلى أمر إنكار الذات. كيف لنا أن نحقق دعوة طبيعتنا العقلية إذا قررنا أن نضحي بأنفسنا، أي أن نبطل هذه الطبيعة ونقتلعها من جذورها؟ هل يجوز لي أن أعرض عن سعادتي وسعادة الآخرين، وحجتي في ذلك أن فعلي الأخلاقي ينبغي أن يطلب الواجب بحد ذاته من دون أي أمر آخر؟ في السياق الاستفساري هذا، يذكرنا الفيلسوف الهولندي سبينوزا (1632-1677) بأن الفضيلة وواجب رعاية الذات أمر واحد. هذا كلام خطر في الأخلاق الحديثة، إذ يبين لنا أن الإنسان يحظى بمقام الصدارة في كل فعل أخلاقي. لا يعقل أن تفرض علينا طبيعتنا أن نهلكها طلباً لأمر واجبي قطعي. الحقيقة أن الفضيلة لا تستقيم بالقهر والحرمان والألم. الطبيعة الإنسانية ترفض الألم رفضاً عفوياً. ومن ثم، إذا أراد الإنسان أن يكون فاضلاً، وجب عليه أن يحيا حياة تلائم جوهر طبيعته، وقد حدده سبينوزا باصطلاح الرغبة المجاهدة الدافعة (conatus) التي تحركنا وتحرضنا على الاعتناء بجسدنا وبروحنا حتى ننمو ونكتمل ونحقق جوهر طبيعتنا.

شروط الفعل الأخلاقي السليم

إذا كان الاعتناء بالذات أصل الأخلاق وغايتها، وإذا كان الفعل الأخلاقي مستحيلاً في حال النكران الذاتي المطلق، فلا بد لنا من الاستفسار عن شروط الفعل الأخلاقي القويم. من الواضح أن سبينوزا انتقد الأخلاق التي تستند إلى أحكام خارجية لا تراعي فرادة طبيعتنا الإنسانية، ولم ينتقد الفضيلة بحد ذاتها، لذلك يجوز لنا أن نتصور الأخلاق تصوراً آخر ينعتق من مقولتي الشر والخير المطلقتين، ويستبدل بهما مقولتي الصالح والفاسد المنغرستين في قرائن الحياة الفردية. عوضاً عن أن نخضع لمبدأ الخير النظري المجرد أو مبدأ الشر النظري المجرد، يجدر بنا أن نبحث عن معايير الصالح والفاسد في حياة كل إنسان على حدة. لا شك في أن مثل هذا البحث يتطلب أن نعين ما هو صالح وما هو فاسد في أحوال الحياة الشخصية التي يحياها الإنسان الفرد خاضعاً لضرورات طبيعته الذاتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بتعبير أوضح، يجب على كل إنسان أن ينظر في الشروط التي تتيح له أن يحيا حياة الانسجام السليم مع مقتضيات طبيعته، فيجتهد في انتهاج السبيل الذي يساعده في صون قدراته القرارية والتنفيذية وتعزيزها وتطويرها. ومن ثم، تضحي الأخلاق تدبراً للإشارات الخفرة والتنبيهات الهادية التي تبثها فينا طبيعتنا الحريصة على صون فرادتها وخصوصيتها وتميزها، لذلك يجوز لنا أن نعتقد بأن الأخلاق شأن أناني، أي مطلب ذاتي يستند إلى فن رعاية البناء الإنساني الذاتي. كان الفيلسوف الألماني الثائر نيتشه (1844-1900) يستجلي ضربين من الأنانية، أنانية الانغلاق المرضي على الذات والاستماتة في تعزيز مصالحنا تعزيزاً يضر بمصالح الآخرين، وأنانية فن الاعتناء بالذات اعتناءً يظهر فرادة شخصيتنا من غير أن يدمر الآخرين تدمير الحقد الانتقامي، ذلك أن الإنسان العاجز عن الاعتناء بنفسه يدعي الفضيلة ويمارسها عن غير اقتناع، وفي صميم لا وعيه يحقد حقداً مريراً على الآخرين الذين ينجحون في تدبير حياتهم والاستمتاع بملذات الوجود الشرعية.

لا بد، والحال هذه، من أخلاق تعتني بالذات وتكرمها وتدللها حتى يصبح المرء المنتعش الكيان خليقاً بإفادة الآخرين وإغاثتهم في معترك المعاناة الوجودية التي تعطل فيهم رغبة الحياة. ليس من كائن بشري أكره وأغلظ من الإنسان المتقوقع على ذاته، الحاقد على الحياة، الجاحد بنعم الوجود. مثل هذا الكائن يعجز عن أمرين أساسيين، اكتساب الفضيلة الحق وإلهام الآخرين. يصف لنا نيتشه الإنسان الأخلاقي وصفاً بهياً يستجلي بواسطته علامات الرفعة في الكيان والسمو في المسلك، إذ يقترح علينا أن نبني ذواتنا بناءً جميلاً حتى نصبح واقعاً حياً "يحلو للآخرين أن يستعذبوا التأمل فيه، مثل الحديقة الغناء الهادئة المنضبطة في ذاتها، المسيجة بأسوار مرتفعة تقيها العواصف وغبار المسالك الطويلة، ولكنها أيضاً الحديقة المزينة بباب الاستضافة". واجب الإنسان الأول أن يرقى إلى مستوى المواهب المزروعة في كيانه. قبل أن يقتحم ميدان الخدمة، ينبغي أن ينمي في ذاته مشاعر الابتهاج بما أنجزه لنفسه من مكاسب التهذيب الخلقي والاستنارة الفكرية والرقي الروحي. كل مكسب في الذات نعمة للآخرين. وكل امتعاض من الذات نقمة عليهم.

رأس الكلام في هذا كله أن أقدر الناس على الحب الصادق والشعور النبيل أولئك الذين يبتهجون بنمو كيانهم، فيبهجون الآخرين بمجرد التأمل في حياتهم والاعتبار بما أنجزوه من تهذيب ذاتي وما بلغوه من رقي أخلاقي. ليس فن الاعتناء بالذات ما يمنع الإنسان من الإتيان بأرقى الأفعال الأخلاقية. بخلاف ذلك، يتيح لنا مثل الفن الوجودي هذا أن نخرج من سباتنا الأناني وننعتق من سطوة الرغبات الانتفاعية، فنهب باندفاع أشد وعزيمة أمضى على الاضطلاع بمسؤولية تحقيق دعوتنا الحياتية. ما من فعل أخلاقي يهمل واجب معرفة الذات وصون الكيان واستثمار الطاقات. غير أن هذا كله لا يعني حتماً الإعراض عن الآخرين ورذلهم والتنكيل بهم لحجة واهية تفترض الانصراف الكلي إلى تعزيز مقام الأنا. من أرقى المسالك الأخلاقية أن يربط الإنسان حرصه على ذاته بقدرته الحكيمة على الاعتناء بسعادة الآخرين. حين ترتبط حريتي بحرية الآخرين وتقترن سعادتي بسعادتهم ويتحد مصيري بمصيرهم، يصبح استثمار الطاقات الذاتية ضمانة التسالم الكوني.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة