Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الآفاق القاتمة تدفع الشباب المصريين إلى قوارب الموت على طريق أوروبا

"منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، لا يزال وسط البحر المتوسط هو الطريق الأكثر نشاطاً إلى الاتحاد الأوروبي"

مهاجر في اليونان أنقذ بعد غرق القارب الذي كان على متنه (رويترز)

ملخص

في 2022 مثل المصريون واحداً من كل خمسة مهاجرين وافدين إلى إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية بحسب بيانات وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء

بين أزمة اقتصادية حادة وآفاق مستقبلية قاتمة، يختار عدد متزايد من المصريين الشباب طريق الهجرة غير النظامية إلى أوروبا مخاطرين بحياتهم في عرض البحر المتوسط.

وفي سيناريو يتكرر، تستقل مجموعات الشباب الراغبين في الهجرة أحد قوارب الصيد لمحاولة الوصول إلى السواحل الأوروبية.

وفي وقت سابق من شهر يونيو (حزيران) الجاري، غرق عشرات كانوا على متن قارب صيد قبالة سواحل اليونان. ففي 13- 14 من يونيو، غرق زورق صيد قديم ينقل عدداً كبيراً من المهاجرين أبحر من ليبيا، فقضى فيه 82 شخصاً على الأقل وفقد مئات في واحد من أكبر حوادث غرق مراكب الهجرة إلى أوروبا.

وقال والد أحد المصريين الذين كانوا على متن القارب لوكالة الصحافة الفرنسية، "آخر مرة تحدثت فيها مع ابني كانت مساء السابع من يونيو، حينها قال لي إنهم سيبحرون" بعد يومين.

وتابع الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه، "أنا لا أعرف سوى أنه كان على متن قارب متجه إلى إيطاليا كما يفعل عديد من أصدقائه في القرية"، في إشارة إلى نجله البالغ من العمر 14 سنة. وقال بأسى، "لم نتوصل إلى شيء حتى الآن ولم يتواصل أحد معنا منذ 15 يوماً".

13 شخصاً من قرية واحدة

وكانت المنظمة غير الحكومية "منصة اللاجئين في مصر" ( Refugees Platform in Egypt) أشارت إلى أن من بين المفقودين في غرق المركب، 13 شخصاً من قرية النعامنة هذه في محافظة الشرقية في دلتا النيل، جميعهم من الذكور وتراوح أعمارهم بين 13 و35 سنة بينهم تسعة أطفال دون سن الـ18.

وتفيد السلطات بأن 43 مصرياً نجوا من غرق المركب، إلا أن المنصة تلقت عشرات المكالمات من عائلات الضحايا بشأن أية معلومات حولهم.

وقال المدير التنفيذي للمنصة نور خليل إن أكثر من 40 عائلة من قريتين بمحافظة الشرقية طلبت المساعدة.

وأنقذ أكثر من 100 من ركاب القارب من مياه البحر، بحسب بيانات الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن المركب كان مكتظاً بـ400 إلى 750 راكباً بينهم أطفال ونساء.

وأوضح خليل لوكالة الصحافة الفرنسية، "ليست لدينا أرقام محددة للمصريين الذين كانوا على متن القارب والسلطات لم تكشف عن عدد المصريين المفقودين".

وكان الإعلامي المصري البارز عمرو أديب أعلن عبر برنامجه على فضائية "إم بي سي مصر"، أن 200 مصري تقريباً كانوا على متن الزورق.

تزايد الأعداد

لكن حتى الآن لا يزال الأب يجهل مصير نجله، وقال "كل ما فعلته هو الذهاب إلى (جمعية) الهلال الأحمر وقدمت لهم بياناته وأجريت تحليل الحمض النووي لتقديم العينة لوزارة الخارجية".

وأكدت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) في تقرير صدر في الـ16 من يونيو، "منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، لا يزال وسط البحر المتوسط هو الطريق الأكثر نشاطاً إلى الاتحاد الأوروبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت إلى أن "أكثر من 50 ألف عملية رصد (لمهاجرين غير نظاميين) أبلغت عنها سلطات وطنية".

إلا أن بعض الراغبين في الهجرة ينجحون في الوصول إلى وجهتهم.

العام الماضي، مثل المصريون واحداً من كل خمسة مهاجرين وافدين إلى إيطاليا بهذه الطريقة، بحسب بيانات وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء، التي أوضحت أن ثلث من وصل إلى إيطاليا في عام 2022 من أطفال بمفردهم أو منفصلين عن ذويهم، كانوا مصريين.

وأرجعت الوكالة أسباب بحث المصريين عن الهجرة إلى "العوامل الاقتصادية والبحث عن عمل"، خصوصاً في ظل أزمة اقتصادية تعانيها مصر بسبب نقص النقد الأجنبي وارتفاع معدل التضخم.

كذلك لفتت إلى أن "من المحتمل أيضاً أن يكون وضع حقوق الإنسان في البلاد عاملاً مؤثراً لعديد من المهاجرين المصريين الراغبين في السفر إلى الاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى قلق المنظمات الحقوقية "بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير، وسوء أوضاع السجون، وحالات الاختفاء القسري".

ضبط الحدود

في المقابل تؤكد مصر أنها تقف في الصفوف الأمامية لمكافحة الهجرة غير النظامية إلى الشواطئ الأوروبية، لكنها تحتاج إلى التمويل للاستمرار في القيام بهذه المهمة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف مصر بأنها أحد "أهم شركائها (فرنسا) الإقليميين"، مثمناً دورها "في إرساء دعائم الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الأفريقية، وجهودها في مكافحة الهجرة غير الشرعية"، بحسب بيان للرئاسة المصرية بشأن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى باريس في وقت سابق من هذا الشهر.

وأطلقت مصر استراتيجية 2016- 2026 لـ"تجفيف منابع الهجرة غير الشرعية"، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية. ومنذ 2016، لم يبحر أي مركب على متنه مهاجرون غير نظاميين من السواحل المصرية.

وفي أغسطس (آب) 2022، أعلنت المفوضية الأوروبية تمويلاً قدره 80 مليون يورو (نحو 87 مليون دولار) لمصر من أجل "إدارة الحدود"، خصوصاً عمليات "البحث والإنقاذ ومراقبة الحدود البرية والبحرية".

ما الحل؟

ورأى خليل أن "عسكرة الحدود ليست حلاً"، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن هو "انتقال المعضلة (إلى مكان آخر)، المصريون الآن يعبرون إلى ليبيا"، لبدء رحلتهم من الساحل الليبي.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعربت في الـ12 من يونيو عبر بيان عن "قلقها إزاء الاعتقال التعسفي الجماعي للمهاجرين وطالبي اللجوء، إذ اعتقلت السلطات الليبية آلاف الرجال والنساء والأطفال من الشوارع ومن منازلهم أو في أعقاب مداهمات لما يزعم بأنها مخيمات ومستودعات للمتجرين".

وفي هذا الصدد، أشار خليل إلى تشديد "العقوبات المفروضة على المهربين وما يمتلكه خفر السواحل من أسلحة"، وعدم تمكن المراقبين الحقوقيين من الوصول إلى هذه المناطق.

ورأى أن رحلات الهجرة ستستمر "ما دام الجيل الجديد غير قادر على التعبير عن رأيه أو فتح آفاق اقتصادية في مصر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات