Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع عدد المهاجرين من تونس نحو إيطاليا

جورجيا ميلوني تزور البلاد تلبية لدعوة رئيس الجمهورية

ذكرت وكالة "نوفا" أن معلومات تظهر سعي سلطات تونس وليبيا لاحتواء ظاهرة الهجرة بحرص أكبر (أ ف ب)

ملخص

أظهرت بيانات جديدة نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية تقلص عدد المهاجرين غير النظاميين انطلاقاً من تونس نحو إيطاليا عبر البحر مع تحول ليبيا بلد العبور الأول

أظهرت بيانات جديدة نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية في مايو (أيار) الماضي تقلص عدد المهاجرين غير النظاميين انطلاقاً من تونس نحو إيطاليا عبر البحر مع تحول ليبيا إلى بلد العبور الأول عوضاً عن تونس التي كانت في مقدمة الدول المصدرة للمهاجرين إلى أوروبا، وغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء. ورأى البعض أن تراجع عدد المهاجرين من الأراضي التونسية نحو السواحل الإيطالية يعود للضغوط الإيطالية، فيما اعتبره آخرون تراجعاً وقتياً سببه عوامل مختلفة منها الطقس.

وبعد أن احتلت تونس في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023 صدارة البلدان التي تغادر منها مراكب الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية استردت ليبيا هذا الموقع. وذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية أن معلومات تظهر سعي السلطات المحلية في تونس وليبيا إلى احتواء ظاهرة الهجرة بحرص أكبر.

تجاهل الأسباب الحقيقة

وأشارت بيانات رسمية إيطالية إلى أن شهر مايو شهد تباطؤاً في عدد الوافدين إلى إيطاليا مقارنة بالعام الماضي بوصول 7500 شخص في آخر 30 يوماً مقابل 8720 شخصاً في مايو 2022 نتيجة سوء الأحوال الجوية وأنشطة مكافحة المهربين في شمال أفريقيا، وأبحر 1554 شخصاً من هؤلاء من تونس و5825 من ليبيا لتتقدم الأخيرة من ناحية عدد المهاجرين العابرين لأراضيها نحو الجنوب الإيطالي.

وتحدث الباحث في علم الاجتماع والمتخصص في حركات الهجرة خالد طبابي عن الضغوط الإيطالية لتقليص عدد المهاجرين غير النظاميين من تونس نحو إيطاليا، مشيراً في الوقت نفسه إلى مقاربة البعد الأمني في هذا الملف في مقابل تجاهل الأسباب الحقيقية للهجرة، ولا سيما التنمية الشاملة والعوامل الاجتماعية، ومن الأسباب الأخرى، بحسب طبابي، أنه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) 2022، تصاعدت الحملات ضد المهاجرين الأفارقة، فضلاً عن اتهامهم بتنفيذ مشروع استيطاني في تونس، مما أدى إلى رجوع عديد من الأفارقة إلى بلدانهم، بالتالي "لم تعد تونس بلداً آمناً بالنسبة لهم".

ومن العوامل التي أسهمت في تقليص عدد المهاجرين إحباط عمليات الهجرة غير النظامية من الجانبين الإيطالي والتونسي، بحسب طبابي، ففي سنة 2022، تم إحباط نحو 22 ألف عملية هجرة، بالتالي "لعبت السلطات الإيطالية دوراً كبيراً في تقليص عدد المهاجرين من تونس"، ويخشى مع حلول موسم الصيف وتحسن الظروف المناخية أن تستعيد عمليات الهجرة السرية نسقها الكبير المسجل في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، مما يزيد أيضاً أخطار الغرق في البحر، إذ تجاوز عدد المفقودين 1000 ضحية وفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة.

"ميلوني غير مرحب بك في تونس"

وسط هذه الجواء، تزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس في وقت لاحق اليوم تلبية لدعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدعوة من المنتدى التونسي للحريات الاقتصادية والاجتماعية تم تنظيم وقفة احتجاجية حملت شعار "ميلوني غير مرحب بك في تونس". وبحسب المنتدى فإن الاحتجاج بادرت به عائلات المفقودين ومجموعات التضامن مع المهاجرين من أجل كشف مصير المفقودين جراء الهجرة غير النظامية وإيقاف عمليات الترحيل القسري للمهاجرين، ومن أجل حرية التنقل وكرامة المهاجرين، بحسب نص البيان الذي نشره المنتدى.

مكرهة لا بطلة

ورأى الكاتب الصحافي والمحلل السياسي مراد علالة أن جملة عوامل جعلت ليبيا تتصدر قائمة الدول في جنوب المتوسط التي تنطلق منها الهجرة غير النظامية بكثافة، لعل أبرزها وضعها الداخلي، وأيضاً "العوامل المناخية الخاصة بتونس" و"اليقظة والصرامة التونسية في التعاطي الأمني مع محاولات الهجرة من أراضيها، كما تظهر الأرقام، والضغط الإيطالي المباشر وغير المباشر". وأضاف "تونس لديها اليوم ورقتان مهمتان في التعامل مع إيطاليا، الأولى الموقف الرسمي المعلن ومبادرة عقد قمة دولية حول هذه الظاهرة، والثانية موقف المجتمع المدني الذي، نتيجة ضغوطه، سيساعد السلطات التونسية على التفاوض من موقع قوة واختبار صدقية وجدية الصديقة إيطاليا". وفي تقدير علالة فإن "زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية مثمرة بكل المقاييس، فهي تبرهن على أن البلاد ليست في عزلة والتنسيق التونسي - الإيطالي يساعد تونس في التعامل مع فرنسا وبقية دول الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً "وبطبيعة الحال نتطلع إلى فائدة اقتصادية واجتماعية تقدم عليها إيطاليا مكرهة لا بطلة لأن مساعدة تونس في ضمان الاستقرار والسلم الأهلي ودعمها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي من شأنه أن يسمح لبلادنا بحماية حدودها وشواطئها ويخلق متنفساً كي تخرج من أزمتها المركبة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات