Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مانديلا والجنرال": المفاوضات التي أنهت نظام الفصل العنصري

ماليت نظرة جديدة على تاريخ كفاح جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري – والحوارات السرية التي حالت دون إراقة المزيد من الدماء.

صورة من رسم كاريكاتوري هو غلاف كتاب مانديلا والجنرالات لجون كاتلين واوريول ماليه (الإندبندنت)

 

كنت محظوظاً للغاية بأن أعمل مراسلاً أجنبياً لصحيفة "ذي اندبندنت" وأقيم في مدينة جوهانسبورغ عام 1989 وحتى عام 1995.  

ونظراً لطبيعة عملي كصحافي مطلع على الأحداث عن قرب، كنت شاهداً على دراما مسيرة نيلسون مانديلا من السجن إلى الرئاسة، والنهاية الصعبة للطغيان العنصريّ المعروف بسياسة الفصل العنصريّ (أبارتهايد)، وإقامة الديموقراطية في جنوب أفريقيا للمرة الأولى منذ وصول أول المستوطنين الأوروبيين عام 1652.

لم يرق لأحفاد هؤلاء المستوطنين رؤية السُلطة تنزلق أخيراً من قبضتهم، خصوصاً مجموعة من المزارعين الحاقدين، والخائفين، والمدججين بالسلاح تحت قيادة جنرال متقاعد يدعى كونستاند فيليون، الذين تعهدوا بخوض الحرب لإيقاف وصول السود إلى الحكم.

وقد خلق سعي مانديلا الدائم نحو الحرية  له عدواً حاقداً تلو الآخر، إلا أن أياً منهم لم يكن أشد خطورة من فيليون، الذي كان قائداً عسكرياً أسطورياً في نظر العديد من سكان جنوب أفريقيا البيض.

أيقن مانديلا بأنه إن لم يستطع هزيمة الجنرال وقضية اليمين المتطرف التي يجسدها، فإن الحلم برؤية دولة ديموقراطية في جنوب أفريقيا سيصبح في خطر داهم؛ وحذر من كابوس "أن تغرق بلاده في الدماء."

قام مانديلا بالرد كما يتفق مع غريزته وطبعه: إذ حارب بالكلمة لا بالسلاح، ولجأ إلى المنطق وجاذبيته الشخصية بدلاً من العنف. وفي خطوة شكلت أكبر التحديات له في مسيرته لتحرير مواطني جنوب أفريقيا السود، قرر مانديلا القيام بما يبدو مهمة مستحيلة للقاء الجنرال فيليون وجهاً لوجه، وإقناعه ليس فقط بنزع السلاح وإيقاف الحرب، بل بإحتضان النظام السياسي الجديد الآت بعد نظام التفرقة العنصرية.

وحين بدأت كتابة قصة الإغواء غير قابل للتصديق الذي قام به مانديلا تجاه كونستاند فيليون، فقد أستندت إلى العديد من المقابلات الشخصية مع مانديلا، وعلى نحوٍ أخص، إلى حوار مع الجنرال نفسه في حانة على شاطئ البحر في مدينة كيب تاون بعد عدة سنوات على الأحداث المصيرية التي يصفها هذا الكتاب.

كما قابلت الأخ التوأم للجنرال برام فيليون، الذي قام بدور خفي لكنه حاسم في إحلال السلام في جنوب أفريقيا.  

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات