Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل انتهى تهديد "فاغنر"؟

من الممكن أن تنهض المجموعة مرة أخرى لتهدد بوتين

يعتقد بعض المحللين أن قائد "فاغنر" أدرك ببساطة أن التمرد لن ينجح (أ ف ب)

ملخص

يعتقد بعض المحللين أن زعيم "فاغنر" أجبر على التراجع من قبل قوات الأمن الروسية، فيما يعتقد آخرون أنه ربما أدرك ببساطة أن التمرد لن ينجح.

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب كتاب أسلوب "اندبندنت عربية"

التمرد الأخير لمجموعة "فاغنر" كان انتفاضة قصيرة الأمد نفذتها عناصرها ضد القيادة العسكرية الروسية. بدأت في 22 يونيو (حزيران) الجاري، عندما سيطرت المرتزقة الروسية بقيادة يفغيني بريغوجين، مؤسس المجموعة والرئيس التنفيذي لها، على مدينة روستوف في جنوب البلاد، ثم ساروا باتجاه موسكو، مطالبين باستقالة وزير الدفاع الروسي وغيره من كبار المسؤولين العسكريين.

التمرد جاء وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا التي لعب فيها مقاتلو "فاغنر" دوراً رئيساً، بعد أن اتهم بريغوجين وقادة المجموعة الجيش الروسي بالتخلي عن رجالهم والفشل في تزويدهم بالدعم المناسب، وزعموا أيضاً أن الجيش دبر هجوماً عليهم قتل فيه ألفي شخص.

سرعان ما لفت التمرد الانتباه الدولي، حيث أدانته الولايات المتحدة ودول غربية أخرى باعتباره تهديداً للاستقرار الروسي، كما ندد الرئيس فلاديمير بوتين به ووصفه بأنه "خيانة" وتعهد تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ذلك، انتهى التمرد فجأة في 25 يونيو الجاري، عندما أمر "بريغوجين" عناصره بالعودة، ووافق على الذهاب إلى المنفى في بيلاروس بعد صفقة وساطة قادها رئيسها ألكسندر لوكاشينكو.

أسباب النهاية المفاجئة للتمرد غير واضحة. يعتقد بعض المحللين أن بريغوجين ربما أجبر على التراجع من قبل قوات الأمن الروسية، فيما يعتقد آخرون أنه ربما أدرك ببساطة أن التمرد لن ينجح.

مهما كان السبب، كان تمرد "فاغنر" حدثاً مهماً في السياسة الروسية. لقد أظهر أنه حتى أكثر حلفاء بوتين ولاء ليسوا محصنين ضد المعارضة، كما أثار تساؤلات حول مستقبل المجموعة التي اتهمت بتنفيذ أنشطة متنوعة غير قانونية وغير أخلاقية نيابة عن الحكومة الروسية.

في أعقاب التمرد، من المقرر أن يكون بريغوجين قد نقل إلى بيلاروس، في حين تم حظر "فاغنر" من العمل في روسيا، وليس من الواضح ما يخبئه المستقبل للمجموعة، لكن أنشطتها الأخيرة أظهرت أنها قوة لا يستهان بها.

مستقبل "فاغنر"

لا يزال مستقبل مجموعة "فاغنر" غير مؤكد، بخاصة بعد منعها من العمل في روسيا وخضوع زعيمها للإقامة الجبرية في بيلاروس. ومع ذلك، لا يزال يعتقد أن المجموعة لديها آلاف المقاتلين والقدرة على تنفيذ عمليات معقدة.

من الممكن أن تستمر مجموعة "فاغنر" في العمل ببلدان أخرى، مثل سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، كما من الممكن أيضاً إعادة تسميتها أو تنظيمها من أجل التهرب من العقوبات.

وإذا كانت "فاغنر" جيدة التمويل ومجهزة تجهيزاً جيداً كما لديها سجل حافل بالمهام المنجزة، فإن ذلك يعني أنه إذا كانت المجموعة قادرة على النجاة من الأزمة الحالية، فمن المرجح أن تظل لاعباً رئيساً في المشهد الأمني العالمي، وفي ما يلي بعض السيناريوهات المحتملة لمستقبل المجموعة:

- حل المجموعة نهائياً من قبل الحكومة الروسية.

- استيعاب الجماعة في الجيش الروسي.

- الاستمرار في العمل كمقاول عسكري خاص ولكن مع نطاق عمليات محدود أكثر.

- تغيير علامة المجموعة التجارية والعمل تحت اسم جديد.

- الانقسام إلى مجموعات أصغر لكل منها أجندتها الخاصة.

هل من عودة؟

من الممكن أن تنهض "فاغنر" مرة أخرى لتهدد بوتين، فللمجموعة تاريخ في تنفيذ مهام خطرة وغير قانونية، وقد أظهرت أنها قادرة على العمل بشكل مستقل عن الحكومة الروسية، بيد أنه يجب الانتباه إلى أن تمردها الأخير ضد القيادة، يعتبر نقطة انقلاب مهمة في تاريخها.

في النهاية، يعتمد مستقبل "فاغنر" على عدد من العوامل، بما في ذلك نتيجة الحرب في أوكرانيا، ومستوى الدعم الذي تتلقاه من الحكومة الروسية، وقدرتها على التكيف مع المشهد الأمني المتغير.

لكن تظل بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في صعود مجموعة "فاغنر" مرة أخرى لتهديد بوتين، لعل أولهما أن المجموعة قادرة على تجنيد مقاتلين جدد والحصول على أسلحة جديدة، ثم ثانيها أن "فاغنر" قادرة على الحصول على دعم البلدان أو المنظمات الأخرى، وثالثها أن لديها القدرة على استغلال عدم الاستقرار في روسيا أو البلدان الأخرى، وأخيراً امتلاكها القدرة على هجمات ناجحة ضد الحكومة الروسية.

هذا لا يعني أن العوامل التي يمكن أن تسهم في الانهيار الكلي للمجموعة قائمة، ومنها أن "فاغنر" فقدت أو هي تفقد دعم الحكومة الروسية بعد الذي جرى، كما أنها قد لا تكون قادرة بعد المتغيرات الأخيرة على التكيف مع المشهد الأمني الجديد، وعلى العموم سيبقى من السابق لأوانه تحديد ما يخبئه المستقبل للمجموعة. مع ذلك، من الواضح أن المجموعة تلعب دوراً مهماً في المشهد الأمني العالمي، وستستمر إجراءاتها في التأثير بشكل كبير على العالم.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء