Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان ينتظر يدا خارجية تنتشله من مأزقه السياسي

الدولة استُنزفت جراء انهيار مالي مستمر منذ عام 2019

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي يلتقي المبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان (رويترز)

ملخص

المأزق ليس مفاجئاً في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ويخرج من أزمة ليدخل في أخرى منذ استقلاله

ينتظر ساسة لبنان المتشاحنون تدخل قوى أجنبية لحل الأزمة المتعلقة بمن سيشغل مقعد الرئاسة تاركين بلادهم تسير بلا هدى مع اقتراب أجهزتها المتداعية من حافة الانهيار.

وبعد فشل البرلمان للمرة الـ12 في انتخاب رئيس جديد، يعتقد كثيرون أن ما سيحدث في المرحلة المقبلة يتوقف على تأثير تقارب العلاقات بين السعودية وإيران على منطقة الشرق الأوسط.

والمأزق ليس مفاجئاً في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ويخرج من أزمة ليدخل في أخرى منذ استقلاله، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تدخل قوى أجنبية ذات نفوذ لدى الأطراف المتنافسة.

والقوى الخارجية هي التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت بين عامي 1975 و1990 من خلال اتفاق الطائف للسلام المدعوم من السعودية، وتكرر الأمر في 2008 حينما حال اتفاق جرى التوصل له في قطر دون انزلاق لبنان في صراع.

والموقف الحالي سيئ حتى بمعايير هاتين الأزمتين؛ إذ استُنزفت الدولة جراء انهيار مالي مستمر منذ 2019. ويعتمد الجيش على المساعدات القطرية والأميركية.

والخلاف حول من سيشغل مقعد الرئاسة المخصص للطائفة المارونية يضع جماعة "حزب الله" الشيعية المدعومة من إيران وحلفاءها في مواجهة مع منافسين من بينهم الأحزاب المسيحية الرئيسة، وهو ما يضفي على الخلاف صبغة طائفية واضحة.

وأحبط "حزب الله" المدجج بالسلاح محاولة من المنافسين،  الأسبوع الماضي، لانتخاب جهاد أزعور، وهو مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي ووزير سابق للمالية. وقالت مصادر مطلعة على وجهة نظر "حزب الله"، إن الجماعة متمسكة بمرشحها سليمان فرنجية.

لكن ليس لدى "حزب الله" ولا منافسيه ما يكفي من النواب بالبرلمان لفرض اختيار أي منهم. وقال وائل أبو فاعور النائب الدرزي بالبرلمان لـ"رويترز": "المناخ إيجابي في المنطقة... من المفترض أن نستفيد نحن من هذا المناخ".

"نوقشت بشكل وجيز"

كان النائب المسيحي آلان عون أكثر حذراً، وقال "تتركز الأنظار الآن على ما قد تسفر عنه الاتصالات الدولية في نهاية المطاف... ما أخشاه هو ألا ينتج أي شيء عن الحراك بالمنطقة".

وقال مسؤول إيراني كبير، إن قضية لبنان نوقشت بشكل وجيز في اجتماع في الآونة الأخيرة بين وزيري خارجية السعودية وإيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف المسؤول "من السابق لأوانه اعتقاد أن الاتفاق الإيراني السعودي سيحل جميع القضايا بالمنطقة، لكن يجري اتخاذ خطوات".

وأشار إلى أن طهران رحبت بعودة الرئيس السوري الأسد إلى الصف العربي وأضاف "بمشيئة الله ستُحل قضايا أخرى أيضاً، ومن بينها قضية لبنان".

ومضى يقول "لكن طهران تعتقد أن هذا شأن داخلي وأن على جميع الأطراف اللبنانية ذات الصلة أن تتغلب على هذا الجمود عبر التفاوض في ما بينها".

ويقول دبلوماسيون فرنسيون، إن الانفراجة السعودية - الإيرانية ربما يكون لها أثر إيجابي. 

زيارة لودريان

ويزور المبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان بيروت للتشاور مع الأحزاب. وقال لودريان "ليس في جعبتي أي خيارات. سأستمع للجميع".

وفشلت جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بصورة متكررة في حل أزمات لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت في 2020. ويرى كثيرون أن النخبة السياسية الحاكمة مسؤولة عن عرقلة تنفيذ الإصلاحات لحماية مصالحها الشخصية.

واجتمع فرنجية مع مسؤولين فرنسيين بباريس في مارس (آذار)، في زيارة نظر إليها كثيرون في لبنان على أنها تزكية له، غير أن فرنسا لم تعلن دعمها لأي مرشح ويوجد آخرون من الطائفة المارونية في الصورة.

وقالت دوروثي شيا السفيرة الأميركية لدى لبنان، إن البرلمان هو المنوط به التوصل إلى توافق على اختيار رئيس بوسعه العمل مع حكومة لتنفيذ الإصلاحات.

وأضافت في كلمة "ينصب كثير من الاهتمام على التقارب بين السعودية وإيران وتأثيره المحتمل على لبنان".

وقالت "نحن أيضاً نأمل في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة. لكننا نعلم أيضاً أن التغيير الحقيقي في لبنان لن يأتي من خارج حدود بلادكم، فالمستقبل في أيديكم أيها اللبنانيون".

المزيد من الأخبار