Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال بعمر الخامسة يقاضون شركات نفط عملاقة ويفوزون

داخل قاعة المحكمة المزدحمة بالناس في مونتانا، أدلى الأطفال، الواحد تلو الآخر، بشهادات قوية حول ما وقع أخيراً من فيضانات وتصاعد للدخان جراء حرائق الغابات وارتفاع في درجات الحرارة وأثر هذه الظواهر على عمرهم الفتي

قدم الأطفال شهادات تركت وقعاً قوياً عن أثر الظواهر التي وقعت أخيراً من فيضانات ودخان متصاعد من حرائق الغابات وارتفاع في درجات الحرارة على عمرهم الفتي (رويترز)

ملخص

تنتقل أخيراً حركة المناخ الشبابية التي لطالما اقترنت بالتظاهر في الشوارع أو تلطيخ الأعمال الفنية الثمينة داخل المتاحف بالدهان إلى المحاكم، وعلى السياسيين وزعماء عالم النفط أن يقلقوا

الأسبوع الماضي، وقفت غريتا تونبرغ خارج مدرستها الثانوية وتظاهرت من أجل المناخ في يوم الجمعة الـ251 والأخير، بينما استعدت الناشطة البيئية السويدية للتخرج.  

وهذا الأسبوع، انطلقت محاكمة في مونتانا للنظر في دعوى رفعها 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و22 سنة، سوف يتقرر في ختامها إن كانت الولاية قد انتهكت دستورها الذي يكفل الحق ببيئة نظيفة وصحية.

وهكذا، تنتقل إلى المحاكم حركة المناخ الشبابية التي لطالما اقترنت بالتظاهر في الشوارع أو تلطيخ الأعمال الفنية الثمينة داخل المتاحف بالدهان. وعلى السياسيين وزعماء عالم النفط أن يقلقوا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صحيح أن رفع الدعاوى القضائية هو الطريقة المفضلة لقضاء الوقت في أميركا، لكن المحاكمات هي أيضاً إحدى الطرق الأكثر فعالية من أجل إحداث تغيير في البلاد. فمن قوانين حمل السلاح إلى حقوق الإجهاض، لطالما شكلت المحاكم ميادين المعارك في الولايات المتحدة. والآن تنضم حركة المناخ إلى معترك المواجهة.

داخل قاعة محكمة مزدحمة بالناس في هيلينا، عاصمة ولاية مونتانا، أدلى المدعون الواحد تلو الآخر بأقوالهم على امتداد الأسبوع، فقابلوا اللغة القانونية والمناورات الإجرائية للدفاع بشهادات تركت وقعاً قوياً عن أثر الظواهر التي وقعت أخيراً من فيضانات ودخان متصاعد من حرائق الغابات وارتفاع في درجات الحرارة على عمرهم الفتي. وأظهرت الشهادات التبعات اليومية لاحترار المناخ على الجيل الأصغر سناً بشكل يعجز الصراخ والهتاف وقطع الطرقات في المدن الكبرى عن تحقيقه.

رفعت أكثر من 1000 دعوى قضائية تتعلق بالمناخ حول العالم منذ عام 2015، وفقاً لنقابة المحامين الأميركيين، وتركزت معظم هذه القضايا في المحاكم الأميركية. وقد قدمت 15 مدينة ومقاطعة من بينها سان فرانسيسكو وبالتيمور وهونولولو شكاوى بحق شركات نفط كبرى، مطالبةً بتعويضات لقاء عقود من التلوث.

أدت قضية كبيرة رفعت ضد شركة "شل" في المملكة المتحدة إلى إحداث تغييرات في مجلس إدارتها عام 2021 فيما تقاضي خمس ولايات على الأقل شركة "إيكسون" كي تحدث تغييرات بعملها في الولايات المتحدة. منذ سنتين، استطاع صندوق تحوط صغير يدعى "إنجين رقم 1" Engine No 1 أن يشن حملة ناجحة ويفوز بثلاثة مقاعد في مجلس إدارة شركة "إيكسون"، بهدف جعلها أكثر مراعاة للمناخ.

تستغل القضية المرفوعة في مونتانا الحقيقة التي تألفها قوى معاداة المناخ جيداً أساساً. وهي أن أفضل سبيل للتغيير يمر عبر الدعوى القضائية. كيفما التفت، ترى الجمهوريون يقرون في الولايات التي يسيطرون عليها قوانين ضد الممارسات البيئية والاجتماعية وممارسات الحوكمة. كما أصدرت المحكمة العليا المحافظة العام الماضي قراراً مهماً جداً ضد وكالة حماية البيئة الأميركية Environmental Protection Agency لا يهدد صلاحياتها فحسب، بل يهدد صلاحيات كل الوكالات الحكومية تقريباً.  

يحارب الناشطون المناخيون النار بالنار، وأصبحت الجهات الملوثة الكبيرة تنتبه لذلك. وجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة الشهر الماضي أن أسهم الشركات التي رفعت عليها دعاوى قضائية تتعلق بالمناخ تراجعت بنسبة نصف نقطة بالمعدل خلال الأيام التالية لرفع القضية. فيما ازدادت هذه النسبة في حال خسارة الشركة للقضية.

قد تخلف قضية مونتانا تبعات واسعة النطاق إن نجحت، إذ رفع المدعون قضايا مماثلة في كل الولايات الأميركية تقريباً. لكن من غير المرجح في هذه المرحلة أن تؤثر كثيراً على الولايات، وتقنعها بتغيير سياساتها في مجال الطاقة- ولا سيما الولايات المنتجة للنفط والغاز. فالولايات قادرة على استئناف الأحكام والمماطلة إلى ما لا نهاية، وصولاً إلى المحكمة العليا. 

ومع ذلك، يمكن لاحتمال المقاضاة أن يسترعي انتباه مجالس إدارة الشركات والمجالس التشريعية في الولايات أكثر بكثير من أعمال التظاهر في الشارع وأعمال التخريب.

إن حركة الاحتجاج على تغير المناخ تكبر وتنضج. وعلينا أن نتوقع المزيد من القضايا التي يرفعها شباب سواء في الولايات المتحدة أو حول العالم، مع بلوغ الجيل الجديد سن الرشد وتعبيره عن استيائه.

ربما ترتاد غريتا نفسها كلية الحقوق في النهاية.

© The Independent

المزيد من بيئة