Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القصف يهز الخرطوم والمدنيون يفرون من جبهة قتال جديدة في الجنوب

حركات النزوح والفرار مستمرة على وقع المعارك والحاجات الإنسانية كبيرة وواشنطن ترفع يدها عن المحادثات

ملخص

لا يزال دوي القصف المدفعي يهز أرجاء الخرطوم وبعض المناطق الأخرى في السودان اليوم الخميس حيث يتواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع

بينما لا يزال القصف العنيف يهز العاصمة السودانية الخرطوم، قال شهود إن سكان مدينة كادقلي في جنوب غربي السودان بدأوا الفرار من المدينة اليوم الخميس مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش وجماعة متمردة، مما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى في الحرب الدائرة بالبلاد.

ويأتي الحشد حول كادقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بعد 10 أسابيع تقريباً من بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الذي يدور بمعظمه في العاصمة الخرطوم.

واتهم الجيش السوداني أمس الأربعاء الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادقلي، علماً أن الحركة تسيطر على أجزاء من ولاية جنوب كردفان.

وقال الجيش إنه تصدى للهجوم لكنه تكبد خسائر.

وأفاد سكان بأن الضربات الجوية للجيش خلال قتاله مع قوات الدعم السريع طاولت صباح اليوم مناطق في جنوب الخرطوم وبأن قوات الدعم السريع ردت بالأسلحة المضادة للطائرات.

وتقع حقول النفط السودانية الرئيسة في ولاية جنوب كردفان التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور ودولة جنوب السودان.

وقال السكان إن الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دولة جنوب السودان، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان أمس، وهو ما فعلته أيضاً قوات الدعم السريع.

وذكر سكان كادقلي أن الجيش أعاد نشر قواته اليوم لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة.

وأشاروا إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية.

وأدت الحرب إلى اندلاع العنف في دارفور وتكبدت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور أفدح الخسائر جراء ذلك.

وشهدت مدينة نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، وذلك في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات.

وقال شهود إن قوات من الجيش وقوات الدعم السريع انتشرت على نطاق واسع في أنحاء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اليوم في استعداد على ما يبدو للقتال، مما تسبب في إغلاق السوق الرئيسة.

واشنطن ترفع يدها

أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في اليوم الخميس أن الولايات المتحدة أرجأت المحادثات في شأن السودان لأن الصيغة المتفق عليها لا تحقق النجاح المنشود.

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال محادثات في مدينة جدة السعودية.

وقالت في لجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي اليوم إن اتفاقات وقف إطلاق النار لم تكن فاعلة بشكل كامل، لكنها سمحت بنقل المساعدات الإنسانية العاجلة.

قتال الخرطوم

ولا يزال دوي القصف المدفعي يهز أرجاء العاصمة السودانية وبعض المناطق الأخرى، اليوم الخميس، حيث يتواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين.

وأفاد شهود عيان وكالة الصحافة الفرنسية، صباح الخميس، بحصول "قصف مدفعي على شارع الستين شرق الخرطوم".

وأكد آخرون ليل الأربعاء - الخميس توجيه ضربات صاروخية من شمال أم درمان غرب العاصمة، حيث يقع كثير من مراكز الجيش الرئيسة، باتجاه جنوب أم درمان وحي بحري في شمال الخرطوم.

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات، أمس الأربعاء، في بيانين بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين، إذ اتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ"استغلال الهدنة في تحشيد قواتها وارتكاب عدة انتهاكات بحق المدنيين"، من دون مزيد من التفاصيل.

وردت قوات الدعم السريع في بيان اتهمت فيه الجيش بـ"فبركة مقطع فيديو قالوا إنه لعملية اغتصاب ومحاولة إلصاق هذا الفعل الشنيع بقواتنا". وأضافت، "من الواضح أن الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع لم يستطيعوا إخفاء معالم مهمة أثبتت إدانتهم، حيث ظهر أحد الممثلين غير المهرة في كامل زي قوات الفلول والانقلابيين"، في إشارة إلى زي الجيش السوداني.

انتهاء الهدنة

وخارج العاصمة، شهدت مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، ليل الأربعاء، "اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين الجيش والدعم السريع"، وفق ما أفاد شهود عيان.

كذلك، شهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، قصفاً مدفعياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدور المعارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ 15 أبريل (نيسان) وقد أوقعت حتى الآن أكثر من ألفي قتيل، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنها أقل بكثير من الواقع.

وصباح أمس الأربعاء، انتهت هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة أميركية - سعودية.

وفي مختلف أنحاء السودان، بلغ عدد النازحين "مليوني شخص"، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فيما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية، في مناطق القتال في السودان، من الخدمة. وأكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس وقوع "46 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الاقتتال".

وأفادت منظمة الصحة بأن نحو 11 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها في شأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.

الحاجات كبيرة

وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف، الإثنين الماضي، تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاج إليه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

وفي هذا الصدد، رأى مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان وليام كارتر، بحسب مقال له، نشر الأربعاء، على موقع "ذا نيو هيومانتيريان" المستقل المعني بإبراز القضايا الإنسانية، أن هذه التعهدات "سخية... لكنها ضئيلة للغاية بالنظر إلى الحجم الهائل للكارثة التي بدأت في الظهور".

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للاستمرار في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق الأمم المتحدة.

وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو، الثلاثاء، من أن "الحاجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أي مؤشرات إلى نهاية النزاع".

ونقل كارتر في مقاله شهادة من أحد النازحين من الخرطوم بسبب الحرب، الذي قابله بولاية النيل الأبيض الحدودية مع جنوب السودان. وقال الرجل السوداني، بحسب كارتر، "ظلت القنابل تتساقط والجدران تهتز... ظل الأطفال تحت أسرتهم، لكن رصاصة اخترقت الجدار وكانت على مسافة قليلة منهم".

وعلى رغم مغادرة هذا السوداني للعاصمة، فإنه أكد أن "الأطفال ما زالوا لا يستطيعون النوم بسلام".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي